هل باعت إيران المقاومة ؟


حسام تيمور
2023 / 11 / 17 - 08:13     

هل باعت إيران المقاومة، و بلغة أخرى، هل ايران مستعدة للتضحية بشيء من أجل مشروع مقاومة ؟
هناك بديهيات في الجيوستراتيجيا بعيدا عن لغة الحماس و المقاومة، تقول بأن الولايات المتحدة تتجنب و لا تخشى حربا مع ايران، و ذلك خوفا على مصالحها في المنطقة، من قواعد و منشآت نفط و غاز و كل ما يمكن اعتباره وجودا او تواجدا امريكيا في المنطقة، و ليس لان المعركة خاسرة، بل فقط لان كلفتها باهظة، و بمعنى انها لن تكون نزهة صيفية.
هذه هي حقيقة و طبيعة المعادلة، ايران مهزومة قبل ان تطلق اول صاروخ او تنطلق لأي استهداف جاد لاسرائيل، و هي تعلم هذا جيدا، بينما امريكا منتصرة، دون نقاش، و في ظرف لا يتعدى اسابيع قليلة، على اقصى تقدير، يتم خلالها دك كافة مراكز السيطرة و الحكم و التحكم داخل ايران، بكل حرية و اريحية، و تحويل نظام ولي الفقيه المسردب الى نظام مسردب في حد ذاته، على شاكلة القذافي المقذوف تحت مجاري طرابلس ابان ربيع 2011.
و بلغة الواقع، كل الجغرافيا الايرانية الارضية و التحت ارضية، هي اهداف سهلة للقاذفات الامريكية الشبحية الثقيلة، و المقاتلات الشبحية و المتعددة المهام، اضافة الى الاسناد الصاروخي البحري، المدمر جدا، في ظل غياب اي وسائط دفاع جوي ايرانية من الجيل الرابع، و غياب اي سلاح طيران كذلك من الجيل الرابع او حتى الثالث الذي يعادل مثلا خردة عبد الناصر او السادات.
و بلغة الواقع كذلك، كل الاسطول الجوي الايراني متهالك و مضحك و هو شبه خردة، و كمثال بسيط نذكر بمهزلة مقاتلة كوثر التي هي عبارة عن اف6 من زمن الشاه أعيد طلاؤها و تسميتها مقاتلة محلية الصنع، و هناك شكوك حول امكانيتها التحليق من اساسه.
فقط هذا الحذر، او تجنب المواجهة المباشرة، مشروط بامر محدد، و واضح، و هو عدم اقتراب ايران من اسرائيل بأي شكل، و بمعنى الحرب أو الاستهداف المباشر، و هو الخط الاحمر الموضوع في مؤخرة كل جنرال و معمم ايراني، و لا احد عاقلا في الداخل الايراني نفسه، يقول بالعكس، طبعا بعيدا عن هذيان الغلمان، أو أن بامكان ايران الصمود اكثر من اسابيع، او الانتصار، في حرب شاملة ضد امريكا، لان ايران لا تملك غير انابيب باليستية محشوة بالمتفجرات، و درونات انتحارية، و مدرعات و عربات لا تساوي شيئا، يبقى فقط سلاح البحرية او زوارق الحرس الثوري التي يمكنها فعليا ان تسبب خسائر فادحة للامريكان، لكن دون أي اثر في نتيجة المعركة الحقيقية على الأرض، و بمعنى حتمية دك النظام و الدولة بشكل نهائي، و الانخراط في دوامات من القتال و الاقتتال المتعدد الاوجه و الجبهات، و الغير نظامي طبعا، قد تستمر سنوات أو عقودا، تماما كالحالة العراقية بعد اسقاط نظام البعث، و هذا ما تخشاه امريكا فقط، مستنقع آخر.
كل ما في الأمر أن المرشد الايراني المأبون خائف على مؤخرته من اي تحرك نصرة لغزة، بينما دولة الصين كذلك تضع امامه فرامل قوية جدا، تضبط كل الافعال و ردود الافعال، وفق توافقات سافرة و وقحة على الدم، و الجثث، في غزة، و ذلك للحفاظ على استثماراتها المليارية في السعودية، و كذا اتفاق المصالحة بين السعودية و ايران، و هذان من اعظم انجازات الصين الواعدة و ذات المستقبل الاقتصادي الكبير في المنطقة، و لن تقايضها بدماء و اشلاء غزة و اطفال غزة بأي شكل.
إن كثرة الكلام تعني قلة او ضعف او انعدام الفعل، و هذا حال غلمان و جواري ايران و الممانعة، و كلهم يعلمون ان اربابهم و اسيادهم شواذ وجود و مذهب و عقيدة، و ورقة احترقت حتى شعبيا إبان ما يسمى بالربيع العربي بعد ايغالها في سفك دماء اهل السنة، و دعمها لانظمة دموية باسم الممانعة، و حتى اصطفافها الى جانب الدولة المفلسة في ابنان ضد أي احتجاجات اجتماعية بسبب تردي الاوضاع المعيشية، و رفعها السلاح في وجه المتظاهرين الى جانب الدولة طبعا،
هم لن يخاطروا بعروشهم من اجل نصرة المقاومة او أي مناوشات غير محسوبة مع اسرائيل لانه و ببساطة، مقاتلات F22 Raptor و قاذفات B52 ستدك اعشاش اللواط في طهران قبل الضاحية الجنوبية، حيث يختبئ الجرذ حسن، و بينما كذلك، و في نفس الوقت، لن تحرك الصين ساكنا، في حال تعهدت السعودية بتعويض خسائر الصين و روسيا كذلك في ايران اضعافا مضاعفة، مع بقشيش امريكي غربي بخصوص اوكرانيا، قد يقدمه ترامب كما يعد باستمرار، لانهاء ازمة اوكرانيا في يوم واحد.
وترامب على فكرة، و الذي قد يصل على اكتاف المناصرين لفلسطين و غزة اليوم، ضد ادارة جو بايدن، هو الاكثر تحمسا لضرب ايران.. و انهاء وجودها .. و المقابل قد يكون اوكرانيا ؟