الجزء 3:1 / تنويم الضمير بأوهام التعقل الرسمي العربي . . حتى الغربي - من اليوم 36 من حرب النازية على غزة


أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 14 - 15:51     

** " لبلدان الجوار العربي الحدودي مع إسرائيل ( التعقل ) وعدم الانجراف في المواجهة مع إسرائيل ، بينما كشفت الحرب الإسرائيلية أنها استراتيجية دولية ابعد بكثير من كونها ضد حماس او غزة فقط – أليس افضل لها الخوض في معادلة الحرب . . بدلا من الانفراد بكل واحدة بذاتها بعد انتهائها من غزة ، فتجد نفسها وحيدة تحت آلة التدمير تحت نفس الدعاوي بتجنيب البلدان العربية الأخرى على توسيع نطاق الحرب ، وهو نفس الموقف الذي اتخذته سابقا بدعوى التعقل وتجنيب البلد من تغول التدمير الشامل لإسرائيل له " .


تكشف لي عدم جدوى استمرار الكتابة التحليلية المتتابعة عن الحرب القذرة القائمة – الشبيهة بكتابة المقالات الصحفية التحليلية – حيث وآلة الحرب العالمية – الغربية عبر وكيلها الصهيوني تتحرك بشكل اسرع في إفراز آثار متعددة – غير الاعداد الكبير لمن سقطوا تحت آلة القتل الجماعي وحجم الدمار الشامل وتشريد مئات الاف المدنيين من غزة والضفة الغربية - لتكون نتائج لاحقة بعد انتهاء الحرب . . فنفاجأ بها وجد أنا مغلولين فيها كواقع ملموس نتواجد فيه – لهذا قررنا تغيير نهج الكتابة نحو ( فك الإعاقة الخاصة بأوهامنا وطلاسم الوسواس القهري القابض على ارواحنا وتحرير ذواتنا بالخروج عن تنويمنا لضمائرنا ) ، وذلك عبر دفعات حزمية من ( الحلقات المفقودة ) لغرض بناء قدرة التمييز بين " الوهم والحقيقة " وبين " الصح والخطأ " وبين " القيمة النفعية للعيش والقيمة الأخلاقية للضمير " .

الحزمة الفلسطينية الأولى :
1 ) على صعيد الداخل
أ - ما لم يستوعبه العقل العربي وحتى الفلسطيني حتى هذه اللحظة – من اليوم 36 من الحرب – وتحت التوهيم الخداعي لآلة الاستعمار المعاصر الأمريكي والغرب الأوروبي الفاشي بأن الحرب المدارة هي مع حماس ، وانها تتحمل تبعات الحرب الصهيونية الجارية دفاعا عن النفس كرد فعل هجومي عن عملية طوفان الأقصى – والحقيقة التي تغيب عن عقولنا . . أن ( من يوم 8 أكتوبر 2023م تحول محمول عملية طوفان الأقصى كخاصة بفصائل حماس الى عامة بالمقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية ) ، وتأكيد ذلك ثبت من خلال ( طابع الحرب ) المعتمد بردة الفعل الانتقامية العنصرية والفاشية بطابعها الاستعماري الاحتلالي ضد كل المسمى فلسطيني ومعلم به كوطن وليس ضد حماس – وإن كانت تتذرع أن كلية جرائم الإبادة الجماعية والتدمير الشامل والتهجير من اجل استئصال حماس .

* والخطأ المرتكب منذ لحظة إعلان النظام الصهيوني الحرب تحت حكومة حرب " يمينية مغالية بالعنصرية الابادية والهوس الاستيطاني التوسع " . . كان ينبغي على كافة فصائل القوى الفلسطينية أن تتداعى ( استعدادا ) لردة الفعل الإسرائيلية ، وانخراطها المسلح ( دون الإعلان عن صفتها ) خاصة بعد اليوم الأول الى اليوم الثالث من نهج الحرب التي ستديرها اسرائيل – أي لم نقل أن تتورط إلحاقا بحماس ، ولكن لتحمي نفسها وشعبها ووطنها . . إذا ما ذهب رد الفعل الإسرائيلي وفق ما هو معتاد منها بالتدمير الشامل والقتل الجماعي كآلة حرب مرعبة يتخوف منها مستقبلا – هنا كان يلزم تبخر كل الأوهام العالقة بالحماية الدولية والجمود الذاتي لتجهز الة الحرب الصهيونية على غزة والضفة وتبيد انسانها المدني الأعزل ، الذي منه هم أولئك المحسوبين من فصائل المقاومة الوطنية وغيرهم من الشابات والشباب النشطاء والمثقفين المدنيين والاكاديميين ، فبدلا من تصنيمهم ب ( وهم انتظار عدالة الحداثة الدولية تحت القبضة الامريكية الفاشية المتوحشة ) ، كان أولى تجهيزهم لحماية انفسهم واهاليهم وبيوتهم – ألم توزع حكومة الحرب الصهيونية السلاح على مستوطنيها واطلقتهم كحيوانات مسعورة جرثوميا للاعتداء على المدنيين والقرويين وحتى ومناطق البدو الرحل الفلسطينيين – بينما كان لزاما عودة ضبط الصفوف لعمل المقاومة المسلحة الفلسطينية دون استثناء – أي كحالة تأهب دفاعي وليس اعتدائي – حتى لم يكن ضروريا الإعلان عن نفسها وطبيعة توصيفها المسلح التابع لفصيل سياسي او تنظيم مسلح مقاوم – وهو ما سيؤمن ذلك السياسي ك . . فتح ( والمجلس المركزي لقوى المقاومة الفلسطينية ) من رمي أية ذرائع وتبريرات لتحميلها تبعات استهداف امن إسرائيل وتهديد آلية السلام وانتهاك القانون الدولي – وهو ما سيجعل دوما هذا المعبر السياسي حاضرا دوما عن فلسطين وشعبها عند المفاوضات والاتفاقيات . . بما فيها بعد انتهاء هذه الحرب المجنونة ، أو خلالها لإدارة الرأي العام العالمي وتحركه الضاغط نحو فرض وقف المجازر والتدمير الشامل والتهجير المنتهك لكافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية العامة .
2 ) الانكشاف الممارسي لردة الفعل الإسرائيلية ب ( معلن الحرب الإسرائيلية واتخاذها على غزة لاجتثاث حماس ) . . بأنها حرب جارية ليس كما هو معلن عنها . . منذ اول يوم من بدئها ، بل هي ( حرب منهجية لتنفيذ اجندة مشتركة إسرائيلية – أمريكية ) ، للثانية بخلط الأوراق عبر تأجيج تفجر هذه الحرب بدعوى خطورة توسعها بما يحولها الى حرب مواجهة إقليمية تقود لحرب كونية - تحت ذريعة حماية إسرائيل التي لن تكون قادرة على إدارة حرب متعددة الجبهات في نفس الوقت – ما يمنحها ذريعة دخول قوتها العسكرية الاستراتيجية المفرطة لمنع ذلك الخطر ودعمها المطلق لآلة القتل الابادي والتدميري الشامل على غزة وعلى الطريق الضفة لتخليق معادلة واقع جديد وفق مشيئتها ووفق المشيئة المتغيرة في الاجندة الامريكية البديلة لحل الدولتين وفق القرار الاممي ل 1967م ، أما بالنسبة للأولى في سعيها لفرض واقع جديد بين انهاء للقضية الفلسطينية وتضما غزة والضفة الى الدولة الإسرائيلية أو واقع جديد احتلالي جديد يبنى عليه إدارة فلسطينية خانعة للضفة وغزة تحت التحكم الاحتلالي للنظام الصهيوني العنصري لدولة إسرائيل ، وهو ما يعني الانهاء الكامل ل ( حل الدولتين المستقلتين المتجاورة ) ، أي تلاشي اتفاقيات السلام والقرارات الأممية السابقة – استفادة لا اخلاقية من تاريخ هذا الصراع وإعادة ذات التجربة بعينها ، والممثلة بسقوط القرار الاممي للتقسيم في 1948م وكانت القدس فيها جزءا من فلسطين ، بينما في قرار التقسيم في 1967م وضعت القدس الشرقية فقط كجزء من دولة فلسطين ، أي تم الانهاء الدولي بكون القدس كاملة جزء من الوطن الفلسطيني واستبدل بواقع احتلالي كامل للقدس أن تقوم اتفاقية جديدة تقسم القدس بين الجانبين وبقرار اممي بديل – وهو ما كشف ( تخطيطا غير معلن ) وراء الحرب الجارية ، فبقدر نهج الإبادة الجماعية الوحشية والتدمير الشامل والتهجير الجماعي لاهل غزة . . المنافية للاخلاق الإنسانية عامة والقوانين الدولية ، ترافق معها ذات الآلية ولكن ب ( الطابع الصامت ) في نفس الوقت على الضفة الغربية ، باعتقالات الاف الناشطين والقتل وهدم المنازل وتطويق كامل مكونات الضفة الغربية الديمغرافية التركيبية ( تحت حكم السلطة الفلسطينية ) واطلاق حكومة الحرب يد المستوطنين ( المدنيين الصهاينة ) المسلحين عبرها وبعلنية امام مرئى العالم بانتهاك وقتل الفلسطينيين في الضفة والاعتداء على الاسر وتهديداتهم والقتل من أهلها تحت حماية الجنود الاسرائيلين او بمجيئهم تاليا تحت إخبارية ( مغرضة من احد من المستوطنين ) ، تقوم عندها الآلة العسكرية الصهيونية بالاعتقالات والقتل وهدم تلك المنازل و التدمير لمربع كامل إذا ما قوبل ذلك الانتهاك بمقاومة من أهالي ذلك الحي ، وتغلق كل منطقة بسياج وقوة عسكرية بأسلحة ثقيلة . . بما يقطعها الى أجزاء معزولة عن بعضها ، وهو ما يدفع الى تهجير غير مباشر لساكني الضفة هروبا من تحول الضفة لاحقا الى ما وصلت اليه غزة ، هذا غير اعتداء المستوطنين الصهاينة ( المدنيين !! ) بملابس عسكرية على أهالي القرى الفلسطينية والبلدات وطردهم بقوة السلاح واحتلال منازلهم ومواشيهم وكل ممتلكاتهم مع احراق حقول الزيتون المثمرة – كما يبدو ما هو وراء ذلك . . يسير على نهج منظم مخطط له رسميا ، ك . . تهييئ واقعي نافذ لتحويل تلك المساحات المغتصبة والأرض المحروقة وهجرة سكانها للشروع في تحويلها الى مستوطنات إسرائيلية جديدة ضمن خطط الدولة الصهيونية .

* الخطأ أن تظل بقية فصائل المقاومة الفلسطينية في جوانبها المسلحة - غير الإسلامية – على حالتها من الخمول او الشلل الذاتي تجاه ما تجري من حرب إبادة جماعية للأهالي وتدمير شامل لغزة بتلك الوحشية النازية . . كما لو أن الامر لا يعنيهم و ليسوا هم أبناء وطنهم الواحد ، طالما وأن الجناح السياسي لتلك الفصائل لم تصدر موقفها للانخراط المسلح لمواجهة آلة القتل الصهيونية للأبرياء المدنيين والذين غالبيتهم أطفالا ونساء لا حول لهم ولا قوة ، كخنوع ( توهمي ) للكذبة الامريكية أن الحرب تستهدف قوى الإسلام الديني ( حماس ) ، وانها تتحمل تبعات هذه الجرائم الإسرائيلية أما إسرائيل فهي في موقف الدفاع عن النفس وفق القانون الدولي – هذه الكذبة والملبسة بقناع تهديدي هي التي ستسمح لهذه الفصائل السياسية – وفي مقدمتها - أن تكون هي الوجه المفاوض بعد انتهاء الحرب لحل المسألة الفلسطينية تحت إدارتها الشكلية المؤقتة للوصول لاحقا الى ( حل الدولتين ) – هذا غير بقاء الاجنحة المسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية غير الإسلامية على حالتها المشلولة غيابا وبصورة منظمة الفعل خلال حرب الشهر واكثر ، خاصة وأن الاعتقالات والقتل – في الضفة او حتى في غزة - لعناصر منها ونشطاء محسوبة عليها او على الأقل مواقفها محسوبة على تاريخها ، هذا غير مسؤوليتها التاريخية كسلطة حامية لأبناء وطنها وحقوقهم وامنهم . . في الضفة الغربية او حتى غزة .