الربط المنطقي بين دعم فلسطين وتحرر الامة العربية


محمود فنون
2023 / 11 / 13 - 00:02     

12/11/2023م
هل تتعلم القوى السياسية في الوطن العربي من القوى اليونانية التي تتظاهر في الشوارع دفاعا عن فلسطين .
هي ترفع شعارات وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني . ولكن.
ولكنها ترفع شعاراتها المحلية المطالبة بالانفكاك عن الناتو وسحب بوارج حكومتها من ميدان الصراع على سواحل فلسطين :
" هذا و استنكر الحزب الشيوعي اليوناني موقف حكومة حزب الجمهورية الجديدة والأحزاب الأخرى (سيريزا، الباسوك، و زُمر القوميين) لدعمهم إسرائيل باسم "المصالح الوطنية" المزعومة. وطالب بفك ارتباط اليونان عن خطط الولايات المتحدة والناتو في المنطقة، وعودة الفرقاطات اليونانية المتواجدة في مهمات الناتو إلى البلاد، وإغلاق قواعد الولايات المتحدة والناتو،.." هذه شعارات وطنية تتعلق بتحرر اليونان.
هناك إذن ربط بين التضامن مع الشعب الفلسطيني من جهة والصراع ومناهضة حكومتهم التي تتخذ سياسات معادية من جهة أخرى .
والموقف المتطور الرافض لتبعية اليونان للناتو والمطالبة بطرده وطرد قواعده من اليونان .
هل رأينا حراك القوى المصرية يرفع شعار طرد القوى الاجنبية من سيناء وفك تبعية مصر للولايات المتحدة ورفض كامب ديقيد وضرورة التحلل منه والاستقلال السياسي والاقتصادي والتوجه شرقا .
وماذا عن الاردن وبعدها قطر والامارات والسعودية والمغرب التي ينعم فيهن العدو الامريكي والصهيوني بما يشاء من الهيمنة والاستغلال ونهب الثروات .
لماذا لا يرى حراك الشعوب العربية عدوه الاقرب وهو نظام الحكم الذي يمثل العدو ويحمي مصالحه في بلادهم ذاتها .
من المؤكد أن هناك ترابطا جدليا بين طبيعة نظام الحكم واصطفافاته في المعسكرات الدولية ، وتماشيا مع تراكيبه الطبقية وعلاقاته الإقتصادية . وإذا أضفنا لذلك تبعية هذا النظام لدولة الحماية الظاهرة والمقنعة ،فإنه لا يمكن لهذا النظام اتخاذ مواقف تعبر عن استقلالية أو عن مصالح الغالبية الساحقة من الجماهير وهذا ينطبق على نظم الحكم في الخليج . وهي نظم حكم تابعة وفي نفس الوقت تحت الحماية .
ومن زمان كانت الدولة المستعمرة تعقد اتفاقية حماية مع مستعمراتها وتسمى محميات بريطانية ومحميات انجليزية واليوم نظم الخليج هي محميات أمريكية دون تسمية كما كان في السابق وذلك لأن الاستعمار غير مسمياته فقط وليس لأنها خارج الحماية .
هنا يكون الشعار الأساسي للقوة السياسية والقوى الغاضبة في الشارع ابتداء هو المطالبة باسقاط الحماية وطرد القواعد الأجنبية أولا . وهذا يجعل للحراك في الشوارع قوته وهيبته . ومعه المطالبة بتأميم مصادر الثروة من البترول والغاز وغيرها من المستخرجات وإزاحة الكومبرادور والهيمنة السياسية والاقتصادية .
إن ما يحصل في غزة والمواكب بالأساطيل الغربية هو محرض على المقاومة والثورة . فما يحصل هو القهر بعينه قهر القلوب والاوطان والامة باكملها ، وهو يظهر صغار هؤلاء الحكام ودونيتهم .
وكذا بقية الدول التابعة للنفوذ الاجنبي بمظاهر عدة والمكبلة باتفاقات إذلال وعار ونهب ودونية تجعلها غير مستقلة إلا بالاسم .
اعلم تماما أن الانتقال إلى محطة ثورية كهذه غير ممكن دون قوى سياسية منظمة تحمل هم الجماهير وهم الامة العربية ووحدتها ومصالحها أو يتكفل الجيش كما حصل في خمسينات وستينات القرن الماضي .
إن الامر يرتكز على وعي وفهم الواقع الذي يتوجب تغييره ولا زلت أرى أن هذا متاح في مصر أكثر من غيرها ولكن لا أرى حراكا يحمل هذه الهموم.
بينما غزة تقتل وتدمر وجنود الجيش المصري يمتلئون قهرا وغصة والنظام يمارس دوره تحت اقدام الاستعمار ويتساوق مع العدوان الاسرائيلي على غزة وربما يتساوق النظام في تهجير غزة عندما تنتقل قوات العدوان إلى تنفيذ مهامها في الجنوب ووجد ظروفا تمكنه من التساوق فهو على أية حال لا يستطيع منع هذه الجريمة ارتباطا بضعفه وتبعيتهومعبر رفح لا يفتحه النظام دون اشارة من الامن الاسرائيلي أولا ، ولمعبر رفج جزء آخر تابع لسلطة أخرى وهي المهيمنة تحت طائلة القصف ولا حول للسيسي ولا قوة فادعو له .