هل نحن على ابواب حرب عالمية ثالثة من نوع جديد؟


محمود فنون
2023 / 11 / 12 - 14:32     

أكرر أن الحرب الدائرة على غزة تحمل في طياتها تأثيرات محلية وإقليمية ودولية في نتائجها المحققة في النهاية .
وأكرر ان مجموعة الدول الغربية بقيادة أمريكا ومعهم اتباعهم من الحكام الرجعيين العرب كلهم في الحرب الدائرة على غزة والتي تستهدف قتل غزة واقتلاعها وترك اسرائيل لتفعل كل ما تريد من أجل تحقبق هذه الأهداف . وتقديم كل اشكال الدعم المالي واللوجستي وكل اشكال الاسلحة اللازمة بالإضافة إلى الدعم السياسي والدبلوماس وتكتيل الأساطيل في البحر المتوسط وجاهزيتها بالاستعراض والتهديد للدخول في أي معركة قد تتطلبها المتغيرات وصيرورة الحرب على غزة .
وقد بدأت كرة الثلج بالتدحرج من خلال مشاركة حزب الله والحوثيين والحشد العراقي بما يزيد الأمر توتيرا.
ربما أكثر من مئة ألف مستوطن صهيوني تمكنوا من مغادرة أرض فلسطين وبعضهم جاهز للمغادرة في ظل هذه الاجواء الساخنة . وخاصة بعد معرفتهم بأن حزب الله يمتلك قدرات تدميرية هائلة وأنه ربما يدخل الحرب ويبدأ القصف بمدايات أوسع في المستقبل القريب .
في الطرف الآخر تتربص إيران وحزب الله ويرفعون جاهزيتهم للاحتمالات القادمة وذلك بالضبط لسببين حاليا :
التهديد من الحلف المعاديي ، وتطورات الحرب على غزة .
وإذا ما أخذنا بالاعتبار نهج ومخططات السياسة الغربية التي تستهدف إيران وحزب الله من الأساس والرغبة باستكمال مشروعها في سوريا .
بعد هذا فإن احتمالات توسع الحرب وعلى أكثر من جبهة أمر وارد في الأيام والأسابيع القادمة .
وهذا ما أكده خبراء عسكريون غربيون وعرب عموما ومن لبنان خصوصا .
ولذلك يرفع قادة الكيان مستوى تهديداتهم ويقولون انهم سيفعلوا في لبنان ما فعلوه ويفعلوه في قطاع غزة ويرفعون عقيرتهم بالتهديد بتدمير لبنان بل قال بعضهم اذا تورط حزب الله فلن يكون هناك لبنان .
أي ان المعادلة : يفنى الجميع وتبقى دولة الكيان . وأنه لن يستطيع أحد حماية لبنان كما هو الحال في العجز عن حماية قطاع غزة وارواح الفلسطينيين هناك.
ما موقف روسيا والصين وكوريا الشمالية وبقية الدول المعادية للحلف الغربي؟
تأزيم المنطقة هو جزء من الأزمة العالمية السياسية والاقتصادية المتصاعدة والتي تجد تجلياتها في اوكرانيا وفلسطين وتايوان ومنطقة المحيط الهندي وافريقيا وغيرها .
أما الحديث عن تراجع شعبية بايدن وتهاوي وضع نتنياهو وما شابه ، والحديث عن فشل جيش العدو في تحقيق انتصارات ، فهذا ليس له تأثير بتاتا على سير الحرب على غزة ، بل أن الحلف المعادي لا زال متماسكا صفا واحدا لتحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة الفلسطيني ودون توقف . وحتى انهم لم ينفذوا حتى الآن " ساعات رفع منع التجول " التي هي بداهة جزء من الإجراء المعادي . فلم يعطوا سكان القطاع ساعة تنفس واحدة .
إذن هي حرب عالمية من حلف واحد ولم يتشكل قبالتها حلف مقابل ليردع أو يضغط أو حتى مجرد يفرض هيبته . هم استغلوا فجوة في الواقع السياسي الدولي والنظام العالمي القائم يتفرج في واقع الحال ، مما يعطي الحلف المعادي فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل جديد كما يعلنوا .
أين المخرج من عنق الزجاجة :
لا بد أن يكون هناك مشروع قبالة مشروع ودون تقاطع وفي مواجهة تناحرية لا تقبل بأي شكل بسياسة المشروع الغربي الإستعماري وأهدافه في المنطقة وفي العالم .
وغزة بالرغم من كل شيء أصبحت جزءا من اصطفاف عالمي يجابه الإمبريالية ولكنها تمثل هذا الإصطفاف في الحرب الدائرة وحيدة في الميدان ويجب أن لا تترك هكذا .
وإذا كان بمقدور حزب الله والمقاومة العراقية وسوريا واليمن الإنضمام لغزة في الحرب بشكل واسع واوسع مما هو قائم حاليا فلا بد من موقف معلن من قبل روسيا والصين يدعم محور المقاومة ويحميه عند اللزوم وإلا سيدفع جميع الاطراف ثمنا لا شفاء منه .
ملاحظة : الشارع الفلسطيني ينتظر صواريخ حزب الله على أحر من الجمر وربما أنا منهم . ولكني أرى الدمار الهائل في غزة وأفترض أن حزب الله سيطلق حممه بعد أن يجد حماية وبعد أن يعالج تعقيدات الوضع في لبنان خشية أن يكون مجرد هدف آخر لقصف العدوان الغربي .