مع الشعب الفلسطيني، ضد الصهيونية والإمبريالية


مرتضى العبيدي
2023 / 11 / 7 - 18:28     

تضامنا مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل ضد الكيان الصهيوني، نشرت منظمة "الأرضية الشيوعية" بإيطاليا في لسانها المركزي "سانتيّا" لشهر أكتوبر 2023 المقال التالي:

بعد مرور 50 عاماً على حرب يوم الغفران، شن الجناح العسكري لحركة حماس ومكونات أخرى لحركة المقاومة الفلسطينية هجوماً مفاجئاً وغير مسبوق ضد إسرائيل، مستغلاً الضعف السياسي لحكومة نتنياهو، حكومة العنصريين والإرهابيين والفاشيين، مهندسي ومؤيدي الاستعمار والضم الكامل للأراضي المحتلة.
وهكذا عاد جزء صغير من العنف الذي مارسته على مدى عقود إلى الدولة الصهيونية، بل واشتد في السنوات الأخيرة (هجوم واحد يوميًا في عام 2021، وهجومان يوميًا في عام 2022، وثلاث هجمات يوميًا في عام 2023، مع نسق متصاعد للاستيطان).
لنكن واضحين: لا يمكن أبدًا تشبيه عنف المضطهدين بعنف المضطهدين الذين يتحملون المسؤولية عن الوضع المأساوي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، والذين يمنعون مع شركائهم الإمبرياليين أي حل للقضية الفلسطينية، حتى لو كان إنشاء دولة فلسطينية صغيرة مستقلة وذات سيادة.
ولم يكن هدف المقاومة الفلسطينية مهاجمة إسرائيل فحسب، بل أيضا استهداف مسار التطبيع بين الدولة الصهيونية والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى.
وأدان قطاع الطرق الغربيون والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الحكومة الإيطالية، الهجمات "الإرهابية" وأصروا على ترديد عبارة "نحن مع إسرائيل، التي لها الحق في الدفاع عن نفسها" بكل الوسائل. ولم يتحدثوا قط عن نفس الحق للشعب الفلسطيني طوال سبعة عقود من احتلال فلسطين، في تعارض مع العديد من قرارات الأمم المتحدة، وعن ما لا يقل عن سبع هجمات مسلحة صهيونية منذ عام 2006 حتى العدوان الهمجي الحالي على قطاع غزة الذي يخضع للحصار منذ 15 عاما، ولنظام من العنف والحرمان من أبسط الحقوق الأساسية للسكان الفلسطينيين. وقد سقط خلال تلك الحملات عشرات الآلاف من الضحايا، وسجن أكثر من 5000 فلسطيني، واعتقال حوالي 1250 منهم دون محاكمة.
إن الهجمات والعنف البربري لم يكسر المقاومة الفلسطينية، بل زادها إصرارا ونضالا. لم ينتظر رد فعل إسرائيل على الهجمات طويلاً. شن الصهاينة هجومًا مضادًا عن طريق القصف العنيف على السكان المدنيين في غزة، وهدموا ناطحات السحاب. وانقطعت الكهرباء، مما وضع المستشفيات المكتظة في صعوبات كبيرة، وانقطعت إمدادات السلع الأساسية. وفي الضفة الغربية المحتلة، تعرضت المظاهرات المؤيدة للمقاومة للقمع العنيف من قبل الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى سقوط عدة قتلى وأكثر من مائة جريح.
ويستعد الصهاينة لرد أوسع نطاقا يهدف إلى سحق المقاومة الفلسطينية. وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي بأن "ما هو موجود لن يكون موجودا". لكنهم أخطأوا في حساباتهم: فالشعب الفلسطيني، سواء في الأراضي المحتلة أو في المنافي أو خارج السجون الصهيونية، لن يتوقف أبدا عن النضال من أجل حقوقه الوطنية والاجتماعية والسياسية. إن حرب إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني لن تكون قصيرة، بل ستكون دموية. في مواجهة حتمية الحروب الظالمة والجشعة في عصر الإمبريالية، من الضروري تعزيز الصلة بين حركة البروليتاريا والنضال من أجل تحرير البلدان والمستعمرات التابعة في جبهة عالمية موحدة للثورة ضد الجبهة العالمية الإمبريالية.
إننا ندين هذه الاعتداءات ونجدد التضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تناضل ضد المحتل والإمبريالية الصهيونية وخدمها، من خلال المشاركة في التعبئة التي ستتطور في مختلف المدن.
ويشمل ذلك إدانة الدعم والتعاون مع إسرائيل من قبل الحكومة الإيطالية والأحزاب المؤيدة للصهيونية والشركات التي تستفيد من الاستعمار.
صحيفة "سانتيّا" (الشرارة)، اللسان المركزي للأرضية الشيوعية بإيطاليا
العدد 138، أكتوبر 2023