غزة . . محاكمة تاريخية للبشرية وأنظمة حكمها / الجزء 1- ح 4 / الأسبوع الرابع من جرائم حرب النازية الجديدة – وسقوط الاكاذيب


أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 6 - 01:08     

يتبع ..................
( ب )
فهل ينتقص عدم تحقق ( حد القيمة الشاملة او الكلية ) من عملية ( طوفان الأقصى ) – في تقديرنا الشخصي لا – ولكن لا مكتمل القيمة الشاملة لحدث الواقعة سبب انتاج ردود فعل ذات آثار عالية السلبية ( شديدة الأذى ) . . لم يتم الحساب لحدوثها ( مطلقا ) مقارنة بالحسابات الدقيقة العلمية لعنصر المفاجأة والتخطيطية المتقنة والجاهزية الذاتية الكاملة . . ليس فقط لنجاح العملية الفدائية – الاستثنائية – ولكن لاستمرار المواجهة مع آلة الحرب الصهيونية المتوحشة . . بكفاءة عالية متفوقة بفعل ما حققته العملية بعنصرها المباغت الذي هز نظام الكيان العنصري المحتل واربك آلته الحربية الفاشية مع انهيار في عقيدته العسكرية بسقوط هالة القناع الواهي بكونه جيشا لا يقهر .
وسيتضح لاحقا ( صحة تقديرنا الحكمي ) السابق من خلال تعرضنا ولوجنا في محاولة الاستقراء لإجابة التساؤل الثاني – وبعودة لما سبق أعلاه ، لتقديم الحجج المنطقية وراء استنتاجنا ب حد ( محدودية القيمة ) لعملية طوفان الأقصى ، رغم تأكيدنا – قبلا – على هيئة حكم انها مثلت ( قيمة عالية جدا ) – لم يتصور أي انسان كان وليس عربي فقط . . أن تصفع إسرائيل بهذه القوة المزلزلة لكيانها ، بأنه لم يتم فقط خلع قناعها الأسطوري كدولة لا تقهر – في المنطقة – بما يظهر فقاعة ترويجها بتلك الصورة الخرافية وانها ( اوهن من نسيج خيط العنكبوت ) ، بل بأن تتحول انتقالا ( عقدة الضعف الدوني ) المورث عند العرب والفلسطينيين منذ ما يزيد عن 75 عاما . . الى ذاتها في كيان الاحتلال الصهيوني – نظاما وجيشا وشعبا استيطاني – عقدة ستصاحب هذا النبت الاستعماري المغتصب لزمن ليس بقليل خلال المستقبل – فلم تقتلع عرشه جيوش جرارة عربية بكل تسلحها ، والتي خنعت لأسطورة جبروت آلتها الحربية عبر أنظمة حكمها السياسي ، حتى ليس بوحدة مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية الوطنية وبضعف جاهزيتها التسلحية ، بل . . من خلال فصيل مقاوم واحد – فكيف نعلل تناقض قولنا هنا ؟
والامر ليس مستعصيا على الادراك – فما كشفه خطاب لحزب الله اللبناني حسن نصر الله – مساء الامس 4نوفمبر2023م. – بأن كامل عملية طوفان الأقصى كانت سرية وخاصة بحماس داخل غزة ، حتى لم تعلم بها مختلف فصائل المقاومة داخل غزة او حتى الضفة الغربية و . . لم يكن هناك اية معرفة لنا – أي حزب الله – او ايران – ولا يهم هنا بقية ديباجة الدعم المعنوي الثوري لحماس – وأن دخول حزب الله في المعكرة لاحقا في اليوم التالي . . كجبهة ثانية مساندة لتخفيف الضغط الحربي المستوحش للآلة العسكرية الصهيونية على مقاومي حماس في غزة – وكما تكشفه – ببث نقل واقعي حي مباشر – لطبيعة المعركة الإسرائيلية مع الجبهة الشمالية الجديدة المفتوحة مع حزب الله اللبناني في جنوب لبنان . . انها تجري كمناوشات فعل ورد الفعل في الرشقات الصاروخية والقذائف . . كما وصفت عسكريا بأنها تسري وفق ( قواعد الاشتباك ) ب . . كونها لا ترقى لأن تحسب ( حرب مواجهة مباشرة ) – أي لا تعد كجبهة ثانية داخلة كليا في الحرب الجارية – بل هي جبهة جانبية لا تؤثر جوهريا على الحرب الاسرائيلية على غزة ، ولكنها تمثل خطرا إذا ما تطورت المناوشات تلك الى مواجهة مباشرة تجعل هذه الجبهة الخارجية أن تصبح جزء من الحرب الجارية ، والتي تتمثل خطورة تحولها أن تقود الى فتح جبهات أخرى متعددة . . لا تقوى إسرائيل ( المفجوعة ) على التعامل معها او الخروج منتصرة من الحرب – وهو الاستقراء الاستخباراتي والعسكري الاستراتيجي الامريكي والغرب الأوروبي النازيين الجدد في سرعة نقل اساطيلهم وبوارجهم وطائراتهم ومن فرقهم من النخبة الخاصة بمساندة ارقى أجهزة الرصد عبر الأقمار الصناعية والاواكس . . مع فتح مخزوناتها العسكرية الاستراتيجية من الأجهزة والقذائف المحرومة دوليا لتستخدمها إسرائيل في فعلها المتوحش اللاإنساني من المجازر اليومية كعملية إبادة استئصالية كلية للعرق الفلسطيني المدني في قطاع غزة ، وذلك كتهديد وعيدي لتدمير أي بلد تفتح منه جبهة خارجية تدخل في مجرى الحرب .
ووفقا لموقف حزب الله اللبناني – المضغوط داخليا برفض توريط لبنان في الحرب مع إسرائيل ، خاصة وأن آلات الحرب النازية الغربية أعلنت ان وجودها محددا لمواجهة أية اطراف خارجية تهدد إسرائيل في حربها العنصرية الفاشية لاستئصال الفلسطينيين من ارض وطنهم – وبغض النظر لقول حسن نصر الله بأن أمريكا وأوروبا بأساطيلها لا ترعبنا ، ولدينا من الأسلحة للتعامل معها ، وأيضا قوله أن رسائل التهديد التي وجهت إلينا لا ترهبنا – بتدمير كامل لبنان إذا ما تورط حزب الله دخول المعركة مع إسرائيل – الى جانب تأكيده أنا دخلنا المعركة من 8 نوفمبر . . كإشارة بأنكم لا تخيفونا ولن تملون علينا ما تريدون – لكنه تدارك بقوله بمعنى سنظل على ذات الإيقاع ( المقاوم ) ضد إسرائيل المحتلة لأراض لبنانية ومنها شبعا وغيرها – أي وفق قواعد المواجهة المعتمدة بالفعل ورد الفعل من حيث تبادل الرشقات الصاروخية والقذائف بالمثل – وبتهديد صوتي قوله بمعنى . . الامر منوطا بإسرائيل ، فإذا ذهبت نحو التصعيد سنذهب مثلها – بمعنى سنظل على حالتنا إذا لم تذهب العنجهية الحربية الإسرائيلية نحو تصعيد المواجهة – وهو بشكل غير مباشر هو ذات الإملاء الأمريكي بمنح إسرائيل تفرد آليتها الحربية لانهاء غزة كموطن فلسطيني واستئصال عرق انسانه العربي منها – مسلمين او مسيحيين .
وخلاصة لما سبق ، أن عظمة الحدث الذي حققته حماس – وخاص بها ولا علاقة لقوى محور الساحات المقاوم ضد إسرائيل به و . . أيضا إيران . . ، هذا غير عدم علاقة فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى بتلك العملية . . حسب خطاب حسن نصر الله – ما يعني أن قوى المقاومة الإسلامية الفلسطينية بصفة حماس . . متروكة لوحدها امام قوة الحرب الإسرائيلية المنتقمة وبحالتها المصدومة الغاضبة بجنون أن تستفرد بهذا الجناح المقاوم لإبادته كليا – وهو ما لم تحسبه حماس مسبقا – نعم سيقولون ما يقوله أي مقاوم وطني لا يهم ، فنحن قد وهبنا انفسنا لمواجهة المحتل المتغطرس ، الذي لم يكتفي باغتصاب الوطن بل وذهب نحو التنكيل والامتهان للفلسطينيين والتعامل معهم – وفق ما صرحوا به علنا أن الفلسطينيين حيوانات بشرية لا تستحق الحياة والتعامل معهم كبشر – وخارج هذا القول العاطفي – رغم وطنيته الحقة ضمن الموقف الجاري – إلا انه يعد عدميا ، فانتصار طوفان الأقصى في 7 اكتوبر2023م. يمثل هزة مزلزلة لأركان نظام الاحتلال الصهيوني – أي بمعنى نصرا ظرفيا مؤقتا – يستدعيه جهوزية متوحدة مكافئة لقوى المواجهة . . لتحقيق متواليات النصر حتى الوصول لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل وغير منتقص – فكيف سيتحقق ذلك وقد تحدد واقعا عزل حماس بتحملها الكلي لواقعة عملية طوفان الأقصى وما نتج عنها من معلن الحرب الإسرائيلية الابادية العنصرية لمواطني غزة المدنيين وتدمير كامل غزة لتصبح غير قابلة للعيش فيها ك . . ( عقاب جماعي ) لجرائم ضد الإنسانية ترتكب ضد المدنيين العزل بغالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ ، تحت تذرع ( رخيص ) تسوقه أمريكا واذنابها ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي . . تحت خانة ( الدفاع عن النفس ) ، وذلك بتحميل ما يجري بسبب ما عملته حماس ، لكونها لم تسلم نفسها لعدوها المغتصب ، فعناصرها متخفية تحت الأرض وبين المواطنين – فلولا فعلتها في 7 أكتوبر لما كانت الحرب ، ولن يكون الفلسطينيين وغزة بهذه الحالة المفجعة اليوم – وهذه تبريرات فجة ووقحة لقتل الاف الأبرياء . . كنا قد اسقطناها – بطروحات سابقة من موضوعنا - بيسر وتبيان درجة وهنها والسذاجة من الوقوف خلفها والادعاء بها من قبل أمريكا ووكيلها نظام الاحتلال الصهيوني العنصري بفاشيته الوحشية المطلقة .
إذا ، وبعودة مجددا لما هو سابق ، فطوفان الأقصى بلصقه الصرف بحماس ، انتج الحدث جانبا يمثل كارثة وطنية للفلسطينيين ، بأن تترك صاحبة هذا الحدث العظيم للتصفية بتفرد الالة العسكرية الإسرائيلية بها . . دون وجود لسند وطني مقاتل الى جانبها ، وهي خسارة مريعة أن يفقد فلسطينيوا الداخل قوة مقاومة وصلت الى هذه الدرجة من التفوق . . أن تمحى ، خاصة وقد ( خملت ) باقي قوى المقاومة الفلسطينية المسلحة عبر قياداتها السياسية خلال العشرين سنة الأخيرة – تحت موهمات الوعود الأمريكية – العيش بسلام ضمن دولتي جوار ، بينما واقعا هو العيش تحت قوة احتلال ينتهك كافة القوانين الدولية والأخلاق الإنسانية لشعب يفترض أنه يعيش على ارضه بقرار دولي وحماية دولية . ومن جانب اخر ، تعرف حماس مسبقا ردود أفعال الآلة الحربية الإسرائيلية الوحشية الغاشمة – التي لا يطالها القانون الدولي او جهاته تحت الحماية الامريكية الى جانب بريطانيا وفرنسا – فإن كان اسر جنديين إسرائيليين من قبل حزب الله ، ذهبت تحت ذريعتها الوحشية لتحريرهما نحو تدمير ما يصل الى نصف لبنان . . وذلك بانتهاك صريح وعلني للقوانين الدولية – هذه المعرفة عند حماس لم تجعلهم أن ( يضعون الحساب ) لردة الفعل النازي لنظام الفصل العنصري الصهيوني تجاه ( غزة وأهلها المدنيين ) ، خاصة وأن المقاومة الوطنية لحماس ستكون مطوقة بقوة آلة الحرب المدمرة لإسرائيل ، فلن تكون حربها التي تديرها خارج ما يعرف حربيا ب (حرب العصابات ) في المدن والاحراش والارياف وحتى في الجبال او السهول والوديان ، فهي ستعتمد طرق التخفي والمباغتة واغتنام الفرص . . لكونها ليست قوة جيش رسمي موازي – بينما تعتمد آلة الحرب الإسرائيلية على أسلوب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل بأقصى الات التسلح المعاصرة المستخدمة في الحروب الاستراتيجية للبلدان الكبرى ، وباستخدام اثقل أنواع الذخائر المبيدة لمناطق واسعة كاملة وذخائر محرمة دوليا تبيد ليس الجنس البشري فقط بل والبيئة الطبيعية . . دون وازع انساني او خوف من مساءلة قانونية دولية ، حيث يقع كل ذلك الدمار والابادة الجماعية للمدنيين نيابة عن حماس – تذرعا – لأنها متخفية تحت الأرض وبين المدنيين . إذا ، كان من المنطق البسيط فهمه أن هذا الرد الوحشي اللاأخلاقي لآلة الحرب الإسرائيلية ب ( طبيعة نهج حكمها وما عرف عنها في احداث سابقة ) . . لم تحسب له حماس حين اقرت تنفيذ عملية طوفان الأقصى – وهنا لن نتهم حماس ونسبها ، فهي مارست حقها المشروع وطنيا ضد نظام الاحتلال الصهيوني الفاشي العنصري ، ولكن كان يجب عليها أن تفكر بما سيأتي بعد عملية طوفان الأقصى و . . تضع الترتيبات لها مسبقا – وعلة الاستهانة بهذا الامر يبدو واضحا ( توهمها الاعتقادي ) بأنه إن نجحت عملية طوفان الأقصى واسقطت قناع اسطورية جيش العدو الذي لا يقهر . . سيكون اثره صحوة عربية تقتلع العدو المغتصب ، وفرصة لبلدان الطوق الحدودي المغتصبة أجزاء من أراضيها من قبل إسرائيل أن تتعزز ارادتها باستعادة ما اغتصب منها هذا غير استعادة الحق الفلسطيني للعيش المستقل على ارض وطنه – وحتى وفق ما هو مقر دوليا . . على حدود 1967م. – وذلك تحت غطاء انقاذ الاشقاء الفلسطينيين من آلة الإبادة الجماعية والتهجير لمن تبقى – مضافا التوهم اعتقادا بأن نجاح العملية سيجمع فصائل المقاومة الفلسطينية بمعية حماس ، وستوضع إسرائيل في ضعفها في خانة حرجة تدفع ( عرابيها الأمريكيين والأوروبيين ) نحو زلزال اخر يهدد مصالح وجودهم في المنطقة ، وهو ما يخشى منه مواجهة محور الشر الغربي الخماسي النازي الجديد الى مواجهة مع قطبي روسيا والصين وايران ، حين سيكون أي تماس عسكري منذرا لقيام حرب عالمية ثالثة . . وهو ما يتجنبه الجميع ، خاصة بعد فشل أمريكا في حرب وكيلها الاوكراني بالنيابة واجهة عنها الحلف الأطلسي وقيادة بلدان غرب أوروبا الامبريالية الفاشية – كانت حماس تعتقد توهما أن مجرد اسقاط عمليتها لقناع اسطورية الدولة الإسرائيلية وجيشها الذي لا يقهر ، والذي سيهز أركانها ويربكها . . سيفتح مسارا جديدا – بشكل آلي – لواقع المنطقة وتحجم إسرائيل وتحرك المسار لزمن ضئيل محدود ليعيش الفلسطينيين في وطنهم كمعززين مستقلي القرار ، وتكون حماس قائدة التحول المستقبلي لدولة فلسطين ، وتصبح فلسطين الجديدة الواحدة تمثل الحاضنة الكلية لها وغروب فتح عن المشهد ، وسيذهب واقع المنطقة العربية والمتوسطية وفق متوهم مشيئة ( محور قوى الساحات ) بمرجعية ملالية ل ( الفقيه الغائب ) برمزية قيادية لإيران في المنطقة العربية – وطبعا لولا هذه التوهمات واهمال حساب ما سيأتي واقعا بعد عملية طوفان الأقصى ، لكان ممكنا جعل هذه الواقعة البطولية المشروعة والاستثنائية أن تكون ذات حد ( قيمة شاملة ) وذات متولدات مستقبلية تصب في صالح القضية الفلسطينية والمنطقة العربية عموما ، ولكنا هنا لسنا في موضوعنا لنسلك في طرح تحقيق ابعاد اكتمال القيمة لحدث عملية طوفان الأقصى .