موجز عن خطاب نصرالله


محمود فنون
2023 / 11 / 4 - 02:47     

3/11/2023م
المسألة تبدأ من سؤال : هل لدى حزب الله قرارا بتوسيع مشاركته واشعال الجبهة اللبنانية ضد العدو أم لا ؟
انتظر خطاب السيد جماهير غفيرة من شتى انحاء الارض واستمعوا له ، وانتظرته الحكومات بمختلف تلاوينها والصحافة والمثقفون .
والاهم من هذا كله انتظرته جماهير الشعب الفلسطيني بلهفة وترقب ومتابعة لكل كلمة قيلت وكأنهم ينتظرون عودة المسيح المنتظر .
وأنا كذلك انتظرت مع المنتظرين وتوقعت مع المتوقعين .
كثيرون من الشعب الفلسطيني اسقط في أيديهم حتى أنهم لم ينتبهوا أن المقاومة في لبنان تخوض النضال الإستنزافي ضد العدو منذ يوم 8/10/2023م وحتى الآن .
ذلك انهم كانوا ينتظرون إعلانا بتوسيع عملياته والدخول بشكل كبير، وتصدح أصوات صواريخه على الاهداف المعادية قبل أن يتم خطابه.
إن هذا بالضبط مشروع للفلسطينيين الذين يشعرون بخذلان النظام العربي الرسمي على كل الصعد وكأنهم ينتظرون الفرج الوحيد من جهة المقاومة اللبنانية وإذا بالسيد يحصر المشاركة في التضامن والذي اصبح سقفه واضحا من خلال تجربة كل المدة التي مضت !ولا نعرف ما يحمل المستقبل وهو حمّال .
ولكن هل هذا كل شيء من شمال فلسطين .
دعوني أقول انني لم أكن أتوقع مشاركة اوسع وهذا ما عبرت عنه في كتاباتي المتتابعة منذ بداية لحرب الغاشمة الحالية ، وبينت التعقيدات والصعوبات والمخاطر والتهديدات وكل ما أعلن وأشيع خلال الفترة ، وكنت اتتبع تصريحات الجمهورية الإيرانية ودبلوماسيتها وتهديداتها وتصريحات قادة آخرون من حزب الله. واعتبرت التلويح بتوسيع نطاق المعركة عبارة عن مفاوضات مع الطرف الآخر وتذكيره بوجود المقاومة وامكانية ان تشتعل المنطقة .
وعلى أية حال : هل كان على السيد اعلان الحرب في خطابه ؟
الجواب : قطعا لا . فليس هكذا تدار الامور .
لماذا ؟
أولا : لأن حزب الله والقوى اللبنانية والفلسطينية في لبنان ليسو جيشا ولديهم امكانات ومقدرات الجيش . والحزب ليس حكومة .
وهل المقاومة الفلسطينية في جنوب فلسطين خطبت في جموع الجماهير وأعلنت الحرب أم قامت بخطوة كفاحية خارقة . بينما العدو في الكيان الرسمي هو الذي أعلن الحرب .
ثانيا :وهذا مهم جدا . إذا كان حزب الله قد قرر الدخول بهجوم واسع وبثقل أكبر فإن هذا يلجم توقعات الجميع لأنه سيكون وحده الذي يقرر متى وبأي مقدار وفق ما تقتضيه الحال .وسأوضح ذلك في النقطة التالية .
رابعا : حزب الله بصفته مقاومة فإنه يعتمد السرية الكاملة والاختفاء ثم المفاجأة ولا يعلن الحرب بل يحارب وهذا كل شيء . .
وإذا لم يكن لديه قرارا بدخول الحرب بشكل اشمل فليس عليه أن يعلن ذلك بشكل صريح وباتّ وهو لن يستفيد من هذا الإعلان .
إن موقف حزب الله هو ما يجري في الميدان حقا ،سواء كان بهذه الحدود أو تطورت أكثر أو اتسعت أكثر فأكثر . وعلى اية حال هو يشارك
خامسا : الثابت لي أن المقاومة في لبنان مستعدة للمجابهة سواء بادرت هي أو استهدفت من قبل معسكر الأعداء .وأنا من أصحاب الرأي أن حزب الله مستهدف اليوم وغدا وبعد غد ولهذا تمنيت أن يضاعف دخوله في الحرب الآن كرغبة شخص فلسطيني حتى لو تعارضت هذه الرغبة مع شروط التحليل الصائب .
خامسا : وأصبحت اعتقد ان حزب الله يحتاج الإسناد السوري والإيراني بحكم طبيعة الامور . وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد فإن إيران وسوريا تحتاجان مشاورة روسيا والصين بشكل أو بآخر من أجل الدعم والاسناد من المحور المعادي لأمريكا . ولا أدري ما النصائح التي قدمتها الدول الحليفة إن حصل تشاور . هذا من أجل الدخول في الحرب ،وهذا بكل تأكيد بمعزل عن تهديدات الدول الغربية لحزب الله وإيران وسوريا .
لقد استمعت لخطاب السيد جيدا وهو عرض سياسي للاحداث علمي وواضح وجسور. وانطوى على تحدي للحلف المعادي لاسرائيل وامريكا . وعلى أية حال لا زلت أقول أن بطن الغيب يحمل الكثير، وأربط مع هذا الحمل مأساة الشعب الفلسطيني في غزة :
القتل باعداد هائلة والتدمير الساحق الماحق وتهجير الشمال إلى الجنوب مع تطهير الشمال من السكان والمؤسسات والمستشفيات ليدخل العدو الغاشم "ويقتل كل ما يتنفس " كما جاء في التوراة .
وتظل المقاومة الفلسطينية تقاتل وسوف تظل تقاتل وتشبع العدو إثخانا قدر ما تستطيع.