الحرب وزيارة بلينكن وخطاب نصر الله


محمود فنون
2023 / 11 / 3 - 14:57     


أولا : بلينكن والولايات المتحدة شركاء مباشرين في الحرب على غزة وهم بالتالي شركاء في اتخاذ القرار وربما ما هو أبعد من ذلك بل هم من بيدهم الربطة الرقابية .أما القول انه يضغط على اسرائيل أو يحاول فهذا ليس صحيحا فهو أو من يمثله شركاء في غرفة الحرب وخططها وبرامجها ومستلزماتها وبشكل عميق ، وكذلك فإن أمريكا هي جزء من لملمة الوضع الداخلي غير المنسجم في القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلي .
وأمريك تسعى لحشد وزراء خارجية عرب وراء مواء مواقفها وسياساتها في المنطقة بما فيها مواجهة الفلسطينيين وحزب الله وسوريا وإيران .
ثانيا : من المحتمل ان يتقرر وقف محدد لاطلاق النار على شكل ما أسميه (رفع منع التجول لمدة ساعة أو ساعتين في اليوم ) وهذه من قواعد السلوك العدواني وليس تغييرا في التوجه والمواقف . وهذه امور يمكن ان يراها الرائي بسبب الطبيعة العدوانية المجرمة للحرب على غزة الفلسطينية .
ثالثا : برأيي ان هذه الحرب على غزة الفلسطينية العربية وبكل تجلياتها لن تتوقف قبل ما هو مقصود منها . إن الحرب لن تتوقف حتى لو توسعت على أكثر من جبهة. ذلك أن العدو الغربي سيشارك بأية شكل ضد لبنان فيما لو توسعت مشاركته وبالتالي تكون الحرب على أكثر من جبهة واحدة في نفس الوقت .وهذا ما صرح به ناطقون يهود وامريكان بشكل متكرر
رابعا : إن ضرب حزب الله وتصفيته هو على ذات الاجندة سواء وسع مشاركته ام لم يوسعها وهم يستهدفونه في هذه المرحلة او في مراحل لاحقة .لذلك إنني احبذ أن يبادر الحزب ويطلق ما لديه كرغبة شخصية تتساوق مع رغبات الشعب الفلسطيني وبعيدا عن قصرية التحليل,
خامسا :لاحظت من البداية أن الحرب الدائرة تشارك بها قوى الغرب الاستعماري وجميعها تهدد لبنان والمقاومة . وهنا لدي سؤال :
هل حزب الله يملك من القوة والدعم بما يكفي للمشاركة في حرب مباشرة في وجه كل الدول الاوروبية وأمريكا وإسرائيل وسيتخذ القرار بهذه المشاركة ؟
الجواب على هذا السؤال ستقدمه الايام والاسابيع القادمة وليس التصريحات أو الخطابات مهما كانت.
نعود إلى صيرورة الحرب .
لقد بلغ تقدم جيش العدو مستوى متقدما بمحاصرة مدينة غزة وتقسيم القطاع الى شمال وجنوب ، وتغلغل في أكثر من موقع ويقوم بمهامه وأنا لم أكن استبعد ذلك أصلا.
فالقصف التدميري وسياسة الارض المحروقة وتتبع المصادر الاستخبارية من مختلف المصادر وترحيل السكان من الشمال الى الجنوب في القواطع المستهدفة قد فتح الطريق لتقدم الجيش .في الواقع الملموس بما في ذلك اختراق جدران المقاومة من المواقع التي رآها مناسبة .( المناطق الرخوة ) كما قالت المقاومة الفلسطينية المشتبكة .

هذا ليس عظيما فهذا جيش كبير ومؤلل ومحمي من الجو والبر والبحر أمام مقاومة شعبية بعد أن أزاح العدو جمهور الحماية الشعبية التي تحتضنها بخلاف تجربته في بيروت عام 1982م.
هذا مع العلم أن العدو يستطيع في كل لحظة دعم جيشه بكل شيء وتعويض خسائره في العتاد والارواح وهذا امتياز لا تحصل عليه المقاومة والتي تعتمد على أفرادها المجندين والمنخرطين في المقاومة وعلى مخزونها من السلاح والطعام والشراب الغير قابل للتعويض غالبا .
ليس الهدف المعادي محصورا في تحرير أسراهم بل هو أوسع بما لا يقاس ويستهدف اقتلاع غزة وتهجير سكانها وما هو ابعد من ذلك كجزء من هدف القوى الاستعمارية الغربية في المنطقة .
أما اعتماد عدد من المحللين على عدم قدرة اسرائيل على تحمل الخسائر البشرية فهذا ليس صحيحا . فهذا جيش ودخل حربا قد أعد لها مهما كانت خسائره الراهنة . وهي على أية حال محدودة كما تصرح جهاتهم الرسمية . وحتى لو كانت الارقام مضاعفة فهذا لن يغير موقفهم على المدى القصير . إنما سيكون له تأثير إذا خاضت المقاومة عمليات عصابية متفرقة ولكن متواصلة وعلى مدى أبعد بعد تمركز الجيش العدو .
حزب الله في مرمى النار من الداخل اولا .
فالقوى الانعزالية كما كانت تسمى من زمان هي مع العدو قلبا وقالبا ومع فرنسا واسرائيل بشكل خاص وهي أكبر تهديد من الداخل .
والقوى السياسية في معظمها ليست مستعدة لتشكيل غطاء سياسي للمقاومة وليس للمقاومة سوى جماهيرها الحاضنة .
وقد حضرت قوى الشر نفسها لدعم العدو وربما المشاركة المباشر تهديا وسلاحا في البر والبحر .
وإذا وسع حزب الله نطاق العمليات فربما يعنونها بتحرير شبعا مما يوسع دائرة التاييد لبنانيا وعربيا .
ولكن قوى الحشد الشعبي في العراق أكثر مرونة في الحركة بل من واجبها أن تعمل جهدها لطرد الغزاة الاميركيين والاجانب من العراق وما هو أكثر من ذلك فيما يخص النفط والغاز العراقيين
أما حرب الاستنزاف القائمة من جنوب لبنان فاعتقد انها ستظل مستمرة حتى الوصول إلى معالجة خاصة لها .
هل سيفاجيء حزب الله الجميع ويوسع دائرة تدخله ؟
لا حاجة للتنبؤ الآن فنحن على بعد زمن قصير من الاستماع لخطاب نصرالله.
وأما الرفاق الحوثيين فالعدو الاقرب جغرافيا لهم هو من يجب أن يستهدف بما في ذلك منشآت النفط والغاز وكل ما حولهم .
الكثير من الامور سيكون لها تأثير ولكن ليس على المدى القصير وليس أكثر من وقف اطلاق النار لمدد قصيرة أو طويلة وادخال مزيد من المعونات .
ماذا عن المقاومة ؟
هي حتى الآن تضرب اروع الامثلة وتقاتل وتطلق الصواريخ ومهما كانت خسائرها فهي لا تزال محصنة وقادرة على الفعل وبمقدورها ان تشن حربا غوارية متواصلة. على ان تثبت القيادة السياسية في الخارج على موقف التحرير وتكف عن المطالبة بتسوية.