تفاقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي


مشعل يسار
2023 / 11 / 3 - 04:47     

مساء يوم 27 أكتوبر، في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة، تم النظر في عدة قرارات بشأن الحرب بين إسرائيل ‏وجماعة حماس الفلسطينية المتطرفة. ونتيجة لاجتماع الجمعية العامة، تم اعتماد مشروع مقترح من الأردن، يدعو إلى وقف ‏فوري لإطلاق النار إنساني وهدنة. وقد حظيت الوثيقة بدعم 120 دولة، من بينها روسيا والصين والبرازيل. وكما كان متوقعاً، ‏صوتت الولايات المتحدة وإسرائيل ضد القرار، ولم تظلا مجرد أقلية فحسب، بل وضعتا نفسيهما عملياً في مواجهة بقية العالم.‏

ومن الدلالة بمكان أن إسرائيل الرسمية ردت على تبني القرار بالرفض والازدراء الكاملين. وربما، لجعل هذا ‏الازدراء يبدو أكثر وضوحا، قامت بتكثيف غارات جيشها على قطاع غزة، واستمرت في "كيّها" بالقصف ومسحها بالأرض المناطق ‏السكنية للسكان البائسين المعوزين أصلا في هذا القطاع الفلسطيني من خلال الهجمات بالقنابل. وكما لاحظ أحد المراقبين ‏السياسيين، فإن النظام الإسرائيلي يقوم في الواقع بقمع دموي للتمرد في معسكر اعتقال أقامه هو نفسه للشعب الفلسطيني.‏

ومن الجدير بالذكر أن تفاقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد سلط الضوء على سمة أخرى هي الدعم المطلق ومن ‏دون خطوط حمر للأعمال العدوانية الإسرائيلية التي تكاد تصل إلى حد الإبادة الجماعية، الدعم الذي تقدمه حكومات تلك الدول ‏التي دعمت في السابق النظام النازي في كييف دون قيد أو شرط، حيث نظمت حفلات استقبال رائعة وتصفيق مع ابتهاج ‏للفوهرر زيلنسكي وقدامى المحاربين الأوكرانيين المحبوبين في قوات الأمن الخاصة النازية. ومن الواضح أن الولايات ‏المتحدة كانت أيضاً على رأس هذا الهرج والمرج. وهو، بشكل عام، ليس مفاجئا. حتى الرئيس الأميركي روزفلت أطلق - على ‏ذمة المؤرخين - عبارة تتعلق بديكتاتور نيكاراغوا هي: "نعم، سوموزا ابن عاهرة، لكنه ابن عاهرتنا!".‏

ومن المنطقي أن نفترض أن الولايات المتحدة لعبت منذ فترة طويلة دور العاهرة السيئة، التي تزود العالم بمثل هذه ‏الوحوش وأخلاقياتها المقيتة. وقد أدانت الغالبية العظمى من الأحزاب الشيوعية واليسارية في العالم تصرفات إسرائيل، وأبدت ‏دعمها للمطالب العادلة للشعب الفلسطيني. ويتجلى ذلك في إعلان نصرة فلسطين الذي اعتمده الاجتماع الدولي الثالث ‏والعشرون للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي عقد في إزمير يومي 19 و 22 أكتوبر من هذا العام. أما أولئك "اليساريون" ‏الذين، حتى في هذه الحالة، يواصلون ترديد شعارهم "كلاهما أسوأ"، لقد حان وقت إدراجهم ببساطة في فئة "المتسللين ‏الإمبرياليين". مع كل الاستنتاجات التي تلي ذلك، ومن ضمنها الاستنتاجات التنظيمية.‏

ديمتري كوزمين،
نائب رئيس تحرير جريدة "ترودوفايا راسيا" ("روسيا العاملة"‏
العدد11 عام 2023‏
التاريخ: 31 أكتوبر 2023‏