افتحوا معبر رفح الآن!

الاشتراكيون الثوريون
2023 / 11 / 1 - 10:09     


مجزرة جديدة في غزة، يسقط فيها أكثر من 400 شهيد بمخيم جباليا، مخيم الصمود الذي لطالما أنجب قيادات المقاومة جيلًا بعد جيل، وفجر انتفاضة بعد أخرى. تستمر حرب الإبادة وآلة القتل الصهيونية تضرب بجنون يمينًا ويسارًا، شمالًا وجنوبًا في القطاع المحاصر.. المحاصر من الكيان الصهيوني ومن نظام عبد الفتاح السيسي.

بعد 3 أسابيع من المعارك الضارية والمجازر، تزكم رائحة تواطىء النظام الأنوف، رائحة تكاد في عفونتها تفوق روائح البارود والأبنية المتهدمة والجثث المتراكمة على بوابة مصر الشرقية، في غزة العزة. رغم صراخ المقاومة الفلسطينية وهيئات الإغاثة والمواطنين الفلسطينيين بأن لا يجوز أن تبقى مصر متفرجًا وتكتفي بالمناشدة لإدخال المساعدات لغزة، مطالبين فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى ولإدخال المساعدات، يواصل النظام المصري إغلاقه ويكذب أمام شعبه والعالم حول وضعه. يزعم النظام أن المعبر مفتوح ويتحجج بأن إسرائيل “لم تسمح” للإغاثة بالدخول أو للجرحى بالخروج. بل ولادخال أي شاحنات تحمل المواد الطبية والإغاثية يقوم النظام بإرسالها إلى نقطة تفتيش إسرائيلية أولًا قبل دخولها. وضع مهين وذليل لمن يتشدق بقيادته لـ”الشقيقة الكبرى” ذات الدور “الريادي”.

ولتكتمل هزلية المشهد، ينظم رئيس وزراء النظام مصطفى مدبولي مؤتمرًا احتفاليًا اليوم أمام المعبر بالأعلام المصرية، ويعلن على الملأ بأن مصر ضد تصفية القضية الفلسطينية، وكأن فتح المعبر وإدخال الجرحى وإرسال المساعدات سيناريو المؤامرة على الفلسطينيين ومصر!

نعم نحن ضد تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ولكن الفلسطينيين أنفسهم هم أول الرافضين له، وتصوير فتح المعبر على أنه جزء من مؤامرة التهجير هو حديث إفك من حاكم فرط في الأراضي المصرية عبر عقد من الزمان، كما رأينا في تيران وصنافير، وكمان رأينا في الامتيازات الممنوحة لشيوخ الخليج في تملك الأراضي، وكما رأينا في السماح لسلاح الجو الصهيوني من القيام بهجمات ضد “أهداف إرهابية” في سيناء. إفشال مخطط التهجير يأتي بدعم المقاومة، بفتح المعبر وإدخال الجرحى، بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع العدو وسحب السفير المصري من تل أبيب، بفك الارتباط وإنهاء الاعتماد على واردات الغاز الإسرائيلية لتوليد الكهرباء، بالسماح لأهالي سيناء المُهجرين قسريًا للعودة لقراهم ومدنهم التي هدمها الجيش المصري على رؤوسهم في حربه على “الإرهاب”.

الاشتراكيون الثوريون
31 أكتوبر 2023