مقارنه بين اداء المخابرات الاسرائيليه في ميدانين ..تثير الريبه


ليث الجادر
2023 / 10 / 28 - 21:46     

الاخفاق ...الهزيمه التي منيت بها دوله اسرائيل في مواجهة عملية – طوفان الاقصى – في 7 اكتوبر الحالي يوعزه الجميع الى (( فشل )) اجهزة استخباراتها المختلفه.. وعلى ما يبدوا ان هذا التشخيص المعمم انما هو معني بفشل تلك الاجهزه في الرصد الميداني للعمليه !!والا فان نعت الجهد الاستخباراتي الاسرائيلي بهذا الوصف انما يوقعنا في لغط مركب ويجعلنا ندور في محيط لغز محير ..لكن ومع التصريحات التي ذكرها مسؤوليين في جهاز الاستخبارات العسكريه الاسرائيليه والتي قالوا فيها بانهم تلقوا ليلة الهجوم معلومات تفيد بان قوات حماس وبالتحديد قوة النخبه منها في حالة تحرك غير معتاد وانها تتهيء لامر ما ,الا ان هذه الاشارات لم تؤخذ على محمل الجد من قبل المستويات الاعلى واكتفت بارسال نخبة من الكوماندوس الى الجنوب المحاذي - لغلاف غزه - وأرتأت تاجيل قرار التعاطي مع المعلومات الاستخباريه التي وردتها ! من المهم هنا ان نوضح بان ورود الاشارات الاساخباراتيه تلك لايعني باي حال من الاحوال من ان تكون معلومات تشخيصيه للعمليه انما هي فقط رصد للشروع بعملية ما ..هنا تكون الاستخبارات الاسرائيليه- ضرورة التفريق بين نشاط الاستخبارات العسكريه وبين باقي صنوف المخابرات - قد دفعت بنفسها عن امكانية نعت اداؤها بالفشل خصوصا وانها رصدت مسبقا فعاليات قوة النخبه التابعه لحماس ومعسكرين انموذجيين اقامتهما هذه القوه في منطقه لا تبعد عند حدود غلاف غزه الا بمسافة ميل واحد ..وان هذه المعلومات مدرجه في ملفات الغرفه المخابراتيه الاسرائيليه الخاصه بحماس والتي يشرف عليها مركزيا جهاز الموساد ..اذن هذا الجهاز الذي كان لغاية يوم 6 اكتوبر الجاري يعتبر وفق قياسات العمل المهني الاستخباراتي واحد من بين 9 اجهزه مخابراتيه هي الانشط عالميا والى جانب c.i.a الامريكي وM16 البريطاني يمثل الاجهزه المتفرده عالميا بالنشاط الهجومي والتنفيذي ..يصبح يوم 7 اكتوبر وبشكل دراماتيكي قابعا في ذيل قائمه الاجهزه المخابراتيه وقصور اداؤه لايدانيه الا قصور امكانيات جهاز مخابرات اضعف دوله ! ومع الامكانيات الموضوعيه المقيده والذاتيه المحدوده لحركة حماس فان هذا الجهاز لم يمنى بالفشل فقط بل انه منهار تماما وغائب عن الوعي ! لكن اذا ما غادرنا هذا الحدث فهل يبدوا الامر كذلك ؟ في حال مغادرة الحدث زمنيا فاننا سنجد انفسنا امام عملية اغتيال الشيخ ياسين عام 2003 بضربه جويه نفذتها مروحية الاباتشي التي تحركت بتوقيت استخباراتي دقيق بحيث تم لها التصويب على الهدف – الشيخ احمد ياسين – في اللحظه التي كان يغادر المسجد فيها !!قبلها وتحديدا في عام 1997 نفذت عناصر من الموساد عملية لاغتيال خالد مشعل – رئيس المكتب السياسي لانذاك لحركه حماس – اثناء تواجده في الاردن عن طريق حقنه بالسم اثناء تجواله في احد شوارع عمان وحينها جرت اتصالات بين الاردن واسرائيل لغرض ان تزود الاخيره الاردن بالمصل الخاص الذي لولاه لما كان بالامكان بقاؤه حيا ..وبعد تدخل الرئيس الامريكي وباوامر شخصيه منه رضخت اسرائيل للطلب وتم انقاذ حياته ؟! لماذا هذا الجهد المحموم لانقاذ جياة قائد حمساوي , بينما يقفون غير مباليين وهم يتفرجون باعصاب قدت من الثلج على قتل المدنيين الفلسطينين العزل ؟ الرب وحده ووحده فقط يجرأ على هذا التساؤل ! لان غيره اذا ما اراد ان يتسائل فان الجميع من المتثاقفين والاعلاميين سيعجون بوجه ومن حوله بصيحات بنات أوى ويتهمونه بعقلية المؤامره والتخيلات ! لكن ماذا عن منطق كل هؤلاء الذي يتجاهل في هذا الموضع الفارق المذهل في اداء المخابرات الاسرائيليه بين ما هو مصوب اتجاه ايران وما بين ما هو مصوب اتجاه حماس ؟! كيف يخفق جهاز مخابرات في ميدان غزه الذي هو اصلا وبحكم ضروف موضوعيه ..جغرافيه وجيوسياسيه تسهل عملية الرصد المخابراتي ..بينما ينشط بدرجه فائقة الفعاليه في ميدان دوله مثل ايران ؟..في عام 2020 يقوم جهاز الموساد باغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زاده بمدفع رشاش يعمل بالتحكم عن بعد بواسطة الذكاء الصناعي ...
في كانون الثاني عام 2018،قامت عناصر من الموساد بقيادة مجموعه من العملاء المحليين لاقتحام منشأة تخزين في منطقة صناعية، على بعد (30 كم) من العاصمة طهران. وانتقوا بدقه 27 خزانه من اصل 32 كانت تحتوي على ما يقارب نصف طن من الوثائق والمحفوظات النوويه السريه ..وبعد 3 اشهر كانت غنيمتهم قد وصلت تل ابيب وظهر رئيس الوزاء الاسرائيلي على شاشات الاعلام وهو يشير اليها !! وبتاريخ ليس ببعيد عن تاريخ يوم 7 اكتوبر ..جهاز الموساد يعتقل داخل الاراضي الايرانيه رئيس خلية اغتيالات (يوسف شهبازي ) تابعه للمخابرات الايرانيه وتجري معه التحقيق الذي نقل صوتا وصوره والذي اعترف فيه على انه كلف باغتيال رجل اعمال اسرائيلي في قبرص ..وخلال هذا العام والعام الذي سبقه وهما نفس الفتره التي احتاجتها حماس في التحضير لعملية – طوفان الاقصى- بما فيها من تشييد انموذج مصغر للمستوطنات الاسرائيليه المستهدفه في معسكرات لاتبعد عن غلاف غزه سوى ميل واحد , كان الموساد وعلى بعد 1200 ميل من اسرائيل ينفذ هجمات على منشات ايرانيه ذات صله بتسلحها وجهدها النووي ..فاي عقل سليم بمقدوره ان يلتقم مفردات التناقض الفاضح هذا دون الاشاره اليه بالتفاصيل ؟ العقليه السليمه لايمكنها ان تقتنع دونما توضيحات كافيه بفشل اجهزة الاستخبارات الاسرائيليه في التصدي لنشاطات حماس ولو بادنى درجه ممكنه ..بينما ومنذ عام 2010 والى حد الان يبذل خبراء ايران في الهندسه النوويه والالكترونيه والبرمجيات جهودا مضنيه في التصدي لدودة (ستكسنت) ,,هذه البرمجيه الخبيثه قام الموساد بنشرها في مفاعل بوشهر النووي وعلى اثره تم تدمير 1000 جهاز طرد مركزي وتسببت بتوقف كافة نشاطات المفاعل لمده زادت على 6 اشهر ..ومنذ ذاك الحين بدا انتشار هذه البرمجيه ليشمل مرافق انتاج الطاقه واستخراج النفط ..الخ ..هذه الدوده قادره في اي وقت من اتخاذ قرار تعطيل الاجهزه التي تصيبها ..الان اعتقد انه من الحق بان نماثل عمل دودة (ستكسنت) مع كل عقليه تقول بفشل اجهزة المخابرات الاسرائيليه في التعامل مع طوفان حماس ..مع كل عقليه لم تضع علامة استفهام امام تاسيس كتائب القسام التي قامت على ايدي من كانوا قابعين في السجون الاسرائيليه ومن ثم تم اطلاق سراحهم في عملية مقايضة بجثمان جندي اسرائيلي ؟؟