عودة الى التشخيص العلمي ورفضا لتجويف اللغة


محمود فنون
2023 / 10 / 27 - 21:55     

عودة إلى التشخيص العلمي ورفضا لتجويف اللغة
27/10/2023م
فيض من التحليلات والتوصيفات لمجريات الحرب الدائرة على غزة :
أولا : الحرب الدائرة هي تعبير مكثف عن الصراع بين الامبريالية الغربية وشعوب الارض التواقة للحرية والانعتاق . من الملفت أن تصطف الامبريالية الغربية الاستعمارية صفا واحدا وجبهة واحدة في الحرب على غزة الفلسطينية ،مع العلم أن القصف الجوي والبحري والبري الإسرائيلي كفيل باقتلاع قطاع غزو وإبادته سكانيا وعمرانيا . وهذا يجري الان على قدم وساق ولكن .
ولكن الغرب محتشد في معركة صراع دفاعا عن القطبية الواحدة ومصالح الغرب الاستعماري فيما يسمى بالعالم الثالث مقابل صعود الصين وروسيا وتململ معظم دول العالم المستهدف ودخول الكثير منها في روابط وعلاقات مع القطب الصاعد وفي الشرق الاوسط وهو من أهم الأقاليم .
ثانيا : الحرب من قبل الغرب دفاعا عن اسرائيل هي حرب وجودية أمام تهديدات حقيقية من محور المقاومة من فلسطين ولبنان وسوريا وإيران واليمن . وقد مثلت تجربة غزة تهديدا خطيرا لهذا الكيان المعادي ونموذجا تحريضيا قويا بعد ان بينت المقاومة الفلسطينية الطريق الصائب الرئيسي لتحرير فلسطين مما يعني من وجهة نظر العدو الغربي تهديدا خطيرا يجب الوقوف امامه بقوة رهيبة .
ثالثا :هذا القطب أعلاه أعلن مرارا وتكرارا أنه لا يقبل بنموذج المقاومة اللبناني وخاصة بعد أن مارس أدوارا ترفض الهيمنة الغربية ووجود الكيان الصهيوني . وقد تحدى الغرب الاستعماري كله حينما استقدم باخرتي نفط من إيران تحت حمايته رغم الحصار المفروض على إيران وأفرغهما في سوريا الخاضعة أيضا لقانون قيصر وبعد ان أصر على تثبيت الحدود الاقتصادية للبنان في البحر المتوسط وفرض إرادة لبنان رغما عن الكيان وحلفائه ، وكانت مساهمته في ضرب داعش في سوريا ومنع تسللها إلى لبنان رفضا للسياسة الغربية الإستعمارية ومواقف أخرى .
رابعا : ولا يقبل بالنموذج الايراني التحرري المستقل ويفرض شتى أشكال العقوبات على إيران ومع ذلك طورت إيران قدراتها الاقتصادية والعسكرية ووقفت ايران في وجه المخطط الاستعماري في سوريا وساهمت مع روسيا في عدم انهيار سوريا .
خامسا : سوريا مستهدفة من زمان ومنذ ان ذبح العراق وتتعرض للذبح منذ عام 2011م .
الصراع إقليمي وعلى الاقليم :
إذن الصراع على الاقليم أو ما يسمى الشرق الأوسط. فقد صرح الناطقون الأمريكيون أنهم بصدد تشكيل شرق أوسط جديد والمقصود بدون حزب الله والمقاومة الفلسطينية وسوريا وإيران بشكليهما القائمين .
إن هذا يفسر ضرورة كل هذه الحشودات الامريكية والبريطانية والعديد من دول أوروبا شرق المتوسط .
توسيع الصراع :
كان من المفترض بداهة ووفقا لرغباتنا أن نرى انخراطا واسعا للمقاومة في لبنان في الحرب . وارتباطا بما صرح به حزب الله مرارا وتكرارا رغم معرفتنا بالتعقيدات والعوائق والتهديدات من داخل لبنان ومن العدو الصهيوني والامبريالي .
لقد بذلت ولا تزال تبذل قوى العدوان كل ما بوسعها لمنع مشاركة حزب الله في الحرب لما يمثله من خطورة حقيقية ووجودية على الكيان الغاصب ويبدو انه في الطريق لفرض إرادته بالتهديد والوعيد وبالاستعداد لتدمير لبنان كما يفعل في غزة .
ما الاهداف التي يمارسها العدو في قطاع غزو :
العدو يمارس التدمير الهائل واسع النطاق على كل جغرافية غزة وقد صرح ناطقون غزيون ان التدمير طال أكثر من اربعين في المئة من منشىآت القطاع والقتل والإصابات فاقت العشرين ألف .وتدمير معظم البنية التحتية وكذلك قطع الماء والكهرباء والنفط والغاز كما الدواء وكل المستلزمات الطبية .
ويتحدث العدو عن التهجير إلى سيناء بعد تهجير ما يزيد على مليون نسمة من شمال القطاع إلى الجنوب .
هذا تحقق فعلا .ولو وقفت الحرب عند هذا الحد وهي لا تقف / لرأينا أن العدو حقق أهدافا كبيرة لا يمكن الإستهانة بها قتل وتدمير وتهجير وهذا يجب أن نراه كما نرى صورةالصمود العظيم وكما نرى استمرارية المعركة من الجانب الفلسطيني .
لا زالت غزة تقاتل وهذا ربما أكبرمن كل أهداف العدو من وجهة نظرنا ؟
تدقيق آراء بعض المحللين :
يتباها المحللون العرب بأن اسرائيل مقسومة وأن أجهزتها الامنية قد فشلت فشلا أمنيا ذريعا وأن الجيش تلقى ضربة قوية والحكومة مبربكة ومشلولة إلخ.
كل هذا صحيح فاقتحام فلسطين من الجنوب وقد تم بنجاح لا نظير له قد دل على تفوق المقاومة على المستوى السياسي والعسكري والامني دفعة واحدة ,
يجب أن نلفت الانتباه أن هذا كان في المحطة الاولى ,
الدعم الامريكي والحضور الامريكي المساهم في إدارة الكيان وجيشه المضروب على رأسه وضع الأمر في نصاب جديد .
الجيش المضروب على رأسه هو الذي يشن الغارات المدمرة وهو الذي يدك بالمدفعية ويحاصر بقوات عسكرية تكفي لاحتلال مصر ودول الخليج كلها .
وإذا كانت اسرائيل في أسوأ حالاتها فهذا لا دخل له في تقييم حجم الضربات والحالة العدوانية المجرمة التي يتلقاها القطاع فهم يقتلوننا حتى لو كانوا خائفين ومتفرقين . وهل الحالة الفلسطينية موحدة وهل الحالة العربية موحدة ؟.
ما هي الاهداف التي تريدها اسرائيل في النهاية :
اولا :تريد رفع تهديد المقاومة نهائيا ولة اقتضت الظروف ارتكاب ابشع الجرائم في القطاع من قتل وتدمير وتهجير .
ثانيا : تريد الافراج عن المخطوفين يوم سبعة اكتوبر سواء بالحرب أو بالمفاوضات وهي مستعدة للمفاوضات إذا عجزت عن الدخول إليهم .
ثالثا : فرض الهيمنة في المنطقة وإثبات أنها لا زالت رأس الحربة القوية لخدمة الغرب في المنطقة .
رابعا :يمكن القول أنها وبمساعدة الغرب تريد رد اعتبار الجيش وقوى الامن والمستوى السياسي بعد ما حصل يوم السبت 7/ اكتوبر /2023م .
وبرأيي هذا صعب جدا حتى لو تمكنوا من ضرب غزة ضربات قاصمة فقد سجل التاريخ وسيقول قولته .