حذاري غزة . . حصان طروادة - صباح الجمعة 27/10/2023م.


أمين أحمد ثابت
2023 / 10 / 27 - 14:57     

تمارس آلة الفناء والتدمير الشامل الصهيونية دورها على الأبرياء المدنيين في غزة – كوسيلة ضغط إرهابية لاستسلام المقاومة الغزاوية مقابل وقف قتل ما تبقى من اهل غزة المسالمين . . في تجنيبهم سقوط المباني على رؤوسهم ودفنهم تحت الأنقاض او تمزيقهم الى أشلاء وهم يفترشون الأرض في مواضع ( موهمات الأمان ) من الإبادة – هذا المشهد الظاهر لآلة الحرب الصهيونية العنصرية ، ولتضخيم رعبها يتم اسقاط ضحايا من المدنيين بين 70 الى 100 شهيد واكثر يوميا غالبيتهم من الأطفال والنساء ، الى جانب ارتال الدبابات والمجنزرات الرابضة حصار على طوق غزة تهديدا بالاقتحام البري ، والمسنودة ب F16 & F35 والاباتشي الى جانب مسيرات التجسس والانتحارية الى جانب قاذفات الصواريخ الموجهة بالريموت كنترول – بينما متمم الحرب سياسيا فيما هو رئيسي ( اشتراطي ) اطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى المقاومة ، وهو متمم غير مباشر تلعبه الولايات المتحدة الامريكية بما لقن به رئيسها المومياء وذيولها البوقية للغرب الاوروبي . . من بداية اعلان الحرب ، حيث لعب هذا المتمم مصيدتي ( تعميم الأكاذيب وتبريرات الخداع الانتقائي لمستقطعات ناقصة من القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ) و ( تسيير قوافل المساعدات مع إمكانية التفكير لاحقا – وليس مؤكدا – عمل هدنة إنسانية مؤقتة لإنقاذ مدنيي غزة . . مقابل اطلاق حماس للرهائن من حملة الجنسية المزدوجة من الإسرائيليين والأجانب أولا دون قيد او شرط ، مترافقا مع ذلك عملية ( صفقة تبادل ) لكامل الاسرى بين حماس وإسرائيل – تحت موهم تخفيف أمريكا لسقف تعنتها الفاشي برفضها قبول دعاوى ( وقف الحرب ) لاجتثاث قوى المقاومة في غزة بصورة حماس . . كتراجع تنازلي ( مخادع ) لردم فتيل الاشتعال الدولي المقابل لصلفها ، وذلك لقيام ( هدنة إنسانية مؤقتة ) لإجراء عملية اطلاق الرهائن وصفقة تبادل الاسرى – وهو ما عممته اخبار الفضائيات ليل امس 26/10/2023م. وبوساطة قطرية ، وهو ما حمله إشارة خطاب هنية المذاع تلفزة بتسجيل مسبق في ذات الليلة – وغير بعيد أن يكون وفد حماس الذي وصل الى موسكو يحمل في اجندته هذا الجانب الى جانب أمور أخرى ، منها التي سيصرح بها لاحقا وأخرى غير معلنة .
اننا نحذر أن تبتلع المقاومة هذا الطعم – بوهم تكتيكي لتخفيف العنجهية المتشددة لمومياء البيت الأبيض – فصفقة اطلاق الاسرى والرهائن اشبه ما تكون عملية ( تقديم العربة قبل الحصان ) ، وهو تفكير اعرج ، ومن يقبل به مجنون وإن اخفى وراء قبوله أغراض غير معلنة ، والتي بذاتها تعد اوهاما لا اكثر ، فقبول اجراء العملية غير السوية ستقود الى مسار بعيد عن تلك الأوهام التي نعتقد قابلية تحققها بفعل ذكائنا المخادع .
وقد تكون في معارك حربية أخرى – غير الجارية على غزة – قبول اجراء صفقات تبادل الرهائن والأسرى كنوع من المبادرة للتعبير عن حسن النوايا لطرفي الاقتتال . . تدفع لوقف الحرب ، لكنها بالنسبة لغزة فهي ستكون عملية قاتلة بإطلاق لقوى المقاومة واستكمال تحقق نكبة التهجير الجماعي وانتهاء فلسطينية القطاع والضفة في آن واحد معا من حيث التوقيت – إنها ( حصان طروادة ) – يتم حصدك وابتلاعك من داخلك ، حين تكون قوى المقاومة والنشطاء مخدرة عقولهم خلال عمليات – منكشفة يعتقدون وقتها انها سرية – لنقل الرهائن والأسرى ، والذهان في بناء مخططات استثمار النصر مقدما لما سيأتي لاحقا – ذات قصة غزوة أحد .
إن مجرد تفكير القبول بتبادل باطلاق الرهائن وتبادل الاسرى . . يتنافى كليا مع التفكير العلمي العبقري – الاستراتيجي والتكتيكي – لعملية 7 أكتوبر 2023م. ، والتي تمت كافة الحسابات الدقيقة والاحتمالات المختلفة نظريا قبل تحويل المخطط الى اجراء عملي – ولنجارى تلك القدرة الاستثنائية التي فاجأت العالم وليس فقط آلة الحرب الصهيونية ، أن لا نجانب حقيقة مصدر هذا البعد ، والذي هو محدد في ( الجانب السياسي الوسيط والمدير لوجستيا لعبة الحرب القائمة ) وليس السياسي المباشر لطرفي الحرب . والذي عليه يلزم – عدم التغرير بنا والوقوع في المصيدة من خلال انفسنا الموهومة ولا ندرك خطأنا إلا متأخرا وقد فات الأوان – أن نقرأ المتحرك الزمني لمتردد الخطاب السياسي المشترط أولا اطلاق الرهائن والأسرى لدى حماس ، وأن يكون استقراءنا غير مغيب فيه مكملات ذلك الخطاب السياسي خلال متحركه الزمني – مثلا بداياته على رافعة التهديد والوعيد لإطلاق ( دون قيد او شرط ) كل من اخذتهم حماس من الرهائن والأسرى الإسرائيليين المدنيين والعسكريين ، لا حديث مطلقا عن وقف الحرب والتهجير وإدخال المعونات الإنسانية ، انهاء حماس وكامل المقاومة . . حتى لو اضطر الامر لإبادة كل اهل غزة وتسويتها بسطح الأرض وافنائها بأن تصبح غير قابلة للعيش فيها – لينتقل الخطاب لقبول الادخال البطيء والشحيح لمساعدات الإغاثة . . بما يفقدها صفة الانقاذ للمهددين المدنيين بالموت ، ممن ما زال حيا او المصابين الجرحى ، وذلك مقابل اطلاق الرهائن من مزدوجي الجنسية الأجنبية والأجانب – ليعود خطاب امر الافراج المتعالي الفج لإطلاق كل من تحتجزهم حماس دون حديث عن مذابح ( الهولوكوست ) للفلسطينيين المدنيين في غزة والضفة ، ودون حديث عن إيقاف الحرب او الإقرار بارتكاب إسرائيل متنوع جرائم الحرب الموغلة بالبشاعة ، وأن الغطاء الأمريكي الأوروبي ليس سوى مساندة لإسرائيل في الدفاع عن نفسها ، وما استقدام الفرطقات الحربية والاساطيل والبوارج والطيران وتنصيب الصواريخ واحدث الرادرات والمجسات وطائرات التجسس والزوارق البحرية والالف جنود النخبة . . فقط اشهار معلن ردع لعدم توسع دائرة الحرب عن نطاق غزة . . بانفتاح اكثر من جبهة خارجة تدخل الحرب مع إسرائيل و . . هي لم تحقق بعد أي هدف ولو بسيط من أهدافها في حربها الدائرة على غزة – ليكون الخطاب الأخير بعد دورات استهلاك للوقت واستنزاف طاقة المواجهة اللوجستية دوليا لكل من ( روسيا ، الصين ، تركيا ، ايران والعرب ) في دورات مجلس الامن الفاشلة وخلال دورات التباحث المكوكية لأطراف محور الشر الغربي الفاشي بين إسرائيل بإعلانات العصا المساندة القمعية للنفس العربية وإيلامها ومصر والأردن والسعودية ولبنان بخطابها التوفيقي – الجزرة – الارضائي المخاتل – استنزاف لطاقة رد الفعل الانفعالي العربي المتقرح ل 75 عاما . . بما يفقده قدرته على الانفجار – حتى يصل الخطاب الخداعي إحساس الألم بما يعانيه مدنيي غزة ، وضرورة إنقاذه بوصول المساعدات الاغاثية ، والتفكير بصدور قرار لقيام ( هدنة إنسانية ) – كالدور المعطى للاتحاد الأوروبي يوم امس في جلسته بمناقشة قرار يعبر عنه في جلسته لهذا اليوم الجمعة ويرفعه للمحفل الدولي بضرورة استصدار قرار اممي – انساني – بإعلان ( هدنة إنسانية ) يوقف فيها القصف الإسرائيلي وحملات الاغتيالات والاعتقالات للفلسطينيين ووقف حماس وحزب الله لعملياتهما مع ادخال نسب الاحتياج لإنقاذ مهجري غزة الى الجنوب . . الى جانب صرف ( موهمات ) إعادة بناء البنية التحتية للخدمات الأساسية بعد التحقيق الواقعي المهئ لتحويل الهدنة الى وقف كامل للحرب – طالما تسري في الخلف عملية وساطة قطرية اممية لإطلاق الرهائن والأسرى من الصهاينة المستوطنين اغتصابا في غلاف غزة والجنود العسكريين .

إن قبول سماح المقاومة لممثلين امميين لتفقد الرهائن والأسرى لهو امر شديد الخطورة ، حتى دون اتهام بتورط احد كعميل استخباراتي مدسوس بينهم ، ومثل ذلك وبأشد خطورة الوساطة القطرية والاممية في محدد ( الفترة الزمنية ) لإجراء الوصول الى المعتقلين لدى حماس وعمليات فحص الرهائن والأسرى ومحادثات التبادل والتهيئة لتنفيذها . . ستمكن واقعا الوصول المتعقب للوسطاء المكشوف تحركاتهم لأجهزة الرصد والمتابعة بمختلف التقنيات المتطورة لتحديد مواقع الرهائن والأسرى ومعرفة خارطة شبكات الانفاق السرية التي صعب على إسرائيل وتقنيات الرصد الامريكية على اكتشافها او حتى خيوطها الأولية – ويبدو أن كذبة مرحلة الاقتحام البرية الأولى المحدودة لداخل غزة بنطاق 10 كيلومترات . . لم تكن عملية مواجهة وكذبتها بتدمير 250 نفقا ، ولكنها اشبه بعملية سرية غير ظاهرة ، والتي وفق اعتقادي لزراعة أجهزة كشف ورصد متطورة أمريكية عالية الكفاءة في إلتقاط بموجات جاما بتصوير طوبوغرافي واسع المدى لشبكان الممرات السرية داخل عمق كبير تحت الارض وأخرى تعمل على ترددات منخفضة لالتقاط الموجات المنخفضة لابسط الحركات تحت الأرض هذا غير الموجات الملتقطة لطاقة الأجساد البشرية المنبعثة خلال تلك الانفاق السرية المحفورة بعمق تعجز القدرة الإسرائيلية من الوصول اليها ، وتكون كل تلك الملتقطات الحسية عالية الحساسية مرتبطة لا سلكيا عبر الأقمار الصناعية الموصلة الى مركزي الاستخبارات الإسرائيلية ومركز العمليات الاستخباراتية في الاسطول الأمريكي لحامل الطائرات وخلية العمليات العسكرية للقوات الخاصة بالاقتحامات والافراج عن الرهائن .
ليحذر الغزاويون الاشاوس ، لا صفقة تبادل قبل انهاء الحرب – انها حصان طروادة – حتى لو افرج عن كل المعتقلين في السجون الإسرائيلية – فالطوق المضروب التقطيعي لكل من غزة والضفة الغربية ، وحرية الاقتحام والتمشيط للجنود الإسرائيليين ، والحصار المطبق حول غزة بحشود المجنزرات والطائرات الحاملة لآلاف الاطنان ، بمجرد معرفة شبكات الانفاق – التي كانت غائبة عنها – ومعرفة مواضع احتجاز الرهائن والأسرى الإسرائيليين ، سيعلن فجأة فشل إتمام صفقات التبادل وخروج الوسطاء ليتم بعدها سرعية عملية تحرير الرهائن والأسرى وقتل اكبر عدد من المقاومين المأخوذين على غرة ، واستكمال عملية الإبادة الكاملة للمقاتلين وتدمير كامل الأجهزة والذخائر المعدة للاستخدام والاحتياط منها عبر طرق مختلفة منها بغمر تلك الانفاق بمياه ملوثة بجراثيم قاتلة او بغازات سامة بين قاتلة وأخرى شالة للأعصاب والحركة ، خاصة في تلك المخابئ السرية المحتوية على كبار القادة الميدانيين للمقاومة بعد اعتقالهم – ويتراوح مع ذلك الاجراء بفارق زمني قصير بعد ضمان تحرير الرهائن والأسرى . . عودة استكمال لانهاء معالم الأرض الفلسطينية كوطن في القطاع والضفة وتحيق واقع التهجير الجماعي للفلسطينيين خارج حدوده .