لأهل غزة . . لسنا عنكم غافلون / ليلة 26 / 10 / 2023م .


أمين أحمد ثابت
2023 / 10 / 27 - 00:01     

من بقايا إرث القديم
ككل ليلة . . رتيبة
حين كان ينسكب النعاس
. . على جسد أنهكه التعب
ودبيب التنمل في الخلايا
- كفطر زئبقي –
يتنامى في المكان
أبعد من مساحة الرؤيا
. . وحمى الاعتقاد
حين تأتيك الذاكرة
. . بألم العقود الماضية
وخــز من وجع الضمير
عن أحلام لم تستوقفها منعطفات التحول
. . إلى الانحطاط
- كـكل ليلة رتيبة –
لا وجود للكهرباء
وكل ثانية . . انفجارات تهز المكان
أضواء بلون القيامة
. . تقطع الليل المعتم بصمته المخيف
. . في حالته الطافرة . . من التربص المقيت
- هو ما اعتدناه في زمننا الأخيــر -
تأتيك أصوات نائحة
. . من بعيد
جموع متدفقة لموقع الانفجار
، بأيديهم العارية . . يحفرون
. . الصخر لانتشال الأبرياء
، ويجمعون أشلاء مئات الأطفال والنساء
- لم يشبع طغاة العنصرية
، لتكن مجازرا جماعية
- كل يوم –
فهو شعب لا يستحق . . عناء الحياة
. . لكونه يقاوم
، لنعطه الموت
. . طالما يرفع رأسه في وجوهنا
- كيف نمنحه البقاء
* * *
هرب البعض منا
. . من قذائف موت النازية
، و . . سنعود لاحقا
- كما اعتدنا عليه –
في مسار غارق في وحشة الظلام
. . دون ماء وغذاء
، ورضع نتبادل حملهم
. . عند التعب
- الى اين ؟ -
فالظلمة تحصد المكان
، وصوت بروق الانفجارات
. . تلاحق خطونا
و . . تسقط علينا
- برك دماء غزيرة
. . تنتشر في المساحة الفارغة
، تحتضن بعض أشلاء
و . . أخرى تنتثر في الزوايا البعيدة
و . . تختفي بقايا
- مذبحة بعد مذبحة –
ويتبجح حيوان الامتهان
: هذا ليس سوى القليل
ف . . جهنم ستأتي عليكم
. . لرفع رؤوسكم علينا
وتخرج مومياء البيض الأبيض
. . معلنة
لن يعد لكم . . بقاء
، هاجروا الى سيناء
. . لم يعد لكم
. . هنا وطن
اذهبوا خارج الحدود
، فليس لكم سوى العراء
و . . التلظي جوعا وظمأ
. . فقرا شعبيا
، مطرودا في الفلاء
. . عسى ينالكم الذل
، عسى ينالكم الفناء
. . فتصفى اذهاننا عن عناء
. . يؤرقنا
و . . يقطع عنا السبيل
، كل عبد يطال سيده
. . لا يستحق البقاء .
- لم ترحمنا حدود الفقر
، لم يرحمنا الصبر
. . على غلواء الانتقام
- وحشة تتسربل امتدادات اللحظة
. . تلو اللحظة
، نراقب المحيط
، ننتظر احرار العالم
. . تصل اليهم جرائم الإبادة
- تحرك ولو شعرة فيهم
- انقذونا
. . انقذونا
، لا وقت لتأخركم
. . فطائرات الموت وقصف الدبابات
، ترهب الوجع المترائي
. . في عيون النساء
، الأطفال المفجوعين في الذهان
- لا يعرفون ما يجري
، لما يحدث
، لا يعرفون الان غير النحيب المجنون
و . . الرعب الآكل لانفسهم
، فألعاب الطفولة
. . غادرت ذاكرتهم
. . وكلمات التدلل
و . . اشواق العاطفة للحضن
- يرقبون الطائرات المحومة
، متى تسقط حمولتها الغاضبة
ك . . حمم الجحيم
- عساها . . لا تقترب منا
، عساها لا تحصد
. . أطفالا غيرنا
- بين جنون البقاء تحت القصف
و . . الارتحال المغدور
. . في مذبحة قادمة
- داخل تضاريس إنخماد الذاكرة
حين يتلاقح ليلك بنهار مظلم . . مستديم
صحو يكبل مقلتيك
، أثقال لا تقوى على حملها
، تظل تراقب . . المجهول
لا تفوتك شاردة
، وتقرأ الواردة
بين موت ينزل عليك فجأة
. . قبل أن يأتي إليك عزرائيل
، وبين رب منعطف يقدم في الدروب
، مقتحما غبرة المكان
و . . سحب الدخان المظلمة
. . الغافية على المكان
- لم نعد نفكر في بيتنا
، أو تحسين عيشنا
- لم نعد نشتهي شيئا
سوى . . وقف المذبحة
، قضمه كسرة رغيف
و . . إن كانت يابسة
، شربة ماء
. . جل ما نريد .
- بعيدا عن ارض المذبحة
، تلاحق جنون الإبادة
، وانتظار فارسا يظهر
. . شاهرا سيفه للعدالة
، متصنما امام التلفاز
- طول يومك –
متلونا بين الدموع الصامتة
. . المتسللة عن مقلتيك
. . المحروقة بالاحمرار
و . . تعب النوم المراق عليك
- إبادة
، إبادة
. . وتسقط في التعب
و . . القطاع يغرق مجددا في السواد
لا حدود الارض
. . عن السماء
، راجف يتلونهما كل لحظة
، دوي صاعق
. . يتلوه سقوط المنازل على الأبرياء
و . . يصعد الدخان مغطي السماء
، تحدي دولة فاشية
. . من يجرأ على إطفاء الحرائق
، من تسول له نفسه
. . منح قطرة ماء
. . للمتجرئين على أناتنا
، ليس للحيوانات الشاردة
. . أن يكون لها حضور
- لم يخلق البشر غيرنا
، سوى ليكونوا لنا خادمين
- نحن المختارون بسنة الإله
، فلا وجود للمعترضين
- لتصدح الأصوات الشاكية
فليس لها غير حربنا الضروس
. . واجتثاثهم طول الأزقة المظلمة
، حتى يصل أسفل النافذة
. . او فناء الدار الخلفي
- ليس لهم غير سعار المعركة
وحصد كابوس يطالهم
. . في المكان

أكانوا حشـودا متظاهرة
، او شبح يطل برأسه
. . خلال ظلمة حالكة
- إن اختفى المقاومون
، او ابتلعتهم الأرض
. . بعد صيد من جنودنا
. . انتم عنهم تدفعون
- بلغ الغيض حلوقنا
. . من ضعفنا
- قد ننتظر مثلكم
، لكنكم . . لن يطول انتظاركم
- قد تبدت فجوة ضوء قادم
، ليس بعيد . . يقشع الغمة
، تعودون روح الله النقية
- كما انتم –
و . . يذل من أراد إذلالكم .