مجرد معركة أخرى أم حرب تحرير فلسطينية؟ عملية طوفان الأقصى غير المتوقعة وغير المسبوقة

محمود الصباغ
2023 / 10 / 26 - 02:48     

استهلال
قدمت الطالبة في جامعة كولومبيا، مايا بلاتيك Maya Platek ، التماساً ( 14 /10/2023) لإدارة الجامعة بهدف طرد الباحث الأردني الأمريكي من أصل فلسطيني "جوزيف مسعد" أستاذ السياسة العربية الحديثة والتاريخ الفكري من هيئة التدريس في الجامعة، الذي رحب بهجمات حماس. وعدم حماية الأساتذة المعادين للسامية [بما في ذلك. جوزيف مسعد] إثر مقال نشره مسعد في اليوم التالي من هجوم حماس على موقع الانتفاضة الإلكترونية بعنوان (Just Another Battle´-or-The Palestinian War of Liberation? Operation Al-Aqsa Flood unexpected and unprecedented)؛ [راجع ترجمة المقال المذكور مع رابط المصدر أدناه]. وتقول بلاتيك إن مسعد استخدم عبارات مثل "انتصار مذهل" و "رائع" ويستحق "الإعجاب والبهجة" لوصف "هجوم حماس، الذي أدى إلى قتل أكثر من 1400 شخص، وإصابة أكثر من 4600 واغتصاب واختطاف مئات النساء والأطفال والمسنين (بما في ذلك الناجين من المحرقة)" على حد قولها (ينبغي التذكير أن بلاتيك عملت في فترة سابقة صانعة محتوى لدى جيش الاحتلال).. (انظر هنا https://www.meforum.org/campus-watch/65060/im-a-student-at-columbia-u-and-it-must-not ) ولا تنسى الإشارة إلى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي ودول أخرى تعترف بحماس كمنظمة إرهابية. وبسبب الوضع الراهن في الولايات المتحدة لاقى بيان بلاتيك تجاوباً في أيامه الأولى وصل إلى نحو 50 ألف توقيع في أقل من أربعة أيام وانتشرت على مواقع ومنصات إلكترونية عديدة؛ وليس لافتاً بالطبع أن يوقع مثل هذا العدد أو أكثر على بيان أو التماس كهذا ومن مختلف ألوان الطيف السياسي الأمريكي.
ينظر إلى الباحث جوزيف مسعد في الأوساط الأكاديمية الغربية كشخصية "إشكالية" وفقاً للإحالات والطروحات المعرفية التي يمثلها والتي لا تنسجم مع المنظومة الغربية التي يعيش فيها ويدرس في جامعاتها ( مثلما كانت النظرة إلى أستاذه الراحل إدوارد سعيد)، ولعل القارئ العربي غير المتخصص يعرف جوزيف مسعد من خلال مقاله الشهير "الفلسطينيين آخر الساميين" (2013) الذي نشر باللغة الإنكليزية على موقع الجزيرة بالذكرى الخامسة والستين للنكبة الفلسطينية؛ قبل أن تحذفه بسبب ضغوطات عديدة من جهات صهيونية، ثم تعيد نشره من جديد بتعرضها لنقد شديد واتهامها بالرضوخ للسياسات المعادية للقضية الفلسطينية (انظر هنا https://www.aljarmaqcenter.com/%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC/) حيث يعتبر مسعد أن معاداة السامية antisemitism التي احتكر الغرب تمثلها بمعنى العداء لليهود فقط ، ينبغي أن تشمل أيضاً العرب وليس بمعنى العداء لهم وللمسلمين عموماً، وأن أي سلوك معادٍ للعرب ( ومنهم الفلسطينيون بطبيعة الحال) يجب أن يندرج ضمن تعريف معاداة السامية، فيما لو تجاوزنا جميع الفرضيات العلمية ونظرنا للمسألة من منظور "عرقي" (سامي) واشتقاقاته المتنوعة في المنطقة من لغة وحضارة ومجموع سكاني غني.
انتهى الاستهلال
..
مجرد معركة أخرى أم حرب تحرير فلسطينية؟ عملية طوفان الأقصى غير المتوقعة وغير المسبوقة
جوزيف مسعد
ترجمة محمود الصباغ
ما الذي يمكن أن تفعله الطائرات الشراعية الآلية في مواجهة أحد أقوى الجيوش في العالم؟
يبدو أنه ما زال هناك الكثير من الابتكارات في جعبة المقاومة الفلسطينية، التي شنت في وقت مبكر من صباح يوم السبت [السابع من تشرين الأول الجاري] هجوماً مفاجئاً على إسرائيل جواً وبراً وبحراً. وفي الواقع، وكما تظهر مقاطع الفيديو المذهلة، أصبحت هذه الطائرات الشراعية بمثابة القوة الجوية للمقاومة الفلسطينية التي أعلنت البدء بعملية طوفان الأقصى، الهجوم الرئيسي غير المتوقع الذي نفذته حماس في ذلك السبت؛ والذي جاء رداً على المذابح الإسرائيلية المستمرة في بلدة حوارة والقدس في الضفة الغربية، وبصورة خاصة عمليات اقتحام المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى أثناء الأعياد اليهودية المقدسة خلال الشهر الماضي، ناهيك عن الحصار المستمر على غزة نفسها منذ أكثر من عقد ونصف.
ويجمع العديد من المعلقين الإعلاميين العرب على نجاح المقاومة الفعّال في تحطيم أسطورة القوة العسكرية الإسرائيلية والسمعة غير المستحقة لأجهزتها الاستخباراتية، والذي تظهر إخفاقاتها المذهلة انطلاقا من النجاح الصادم للهجوم الفلسطيني. والأكثر إثارة للدهشة ظهر باستيلاء المقاومة الفلسطينية على العديد من المستوطنات الاستيطانية الإسرائيلية قرب حدود غزة وحتى على بعد 22 كلم، كما في موقع "أوفاكيم". ولعل الإنجاز الكبير للمقاومة المتمثل في الاستيلاء المؤقت على هذه المستعمرات الاستيطانية كان في توجيه ضربة ساحقة لثقة المستعمرين الإسرائيليين في جيشهم وقدرته على حمايتهم. وسرعان ما ظهرت تقارير تفيد بفرار آلاف الإسرائيليين عبر الصحراء سيراً على الأقدام هرباً من الصواريخ وإطلاق النار، ولا يزال الكثيرون يختبئون داخل المستوطنات بعد أكثر من 24 ساعة من هجوم المقاومة.، وقام الجيش بإجلاء أولئك الذين لم يفروا بعد من أكثر من عشرين مستعمرة بالقرب من غزة.
وقد يتحول هروبهم من هذه المستوطنات، بهدف الحفاظ على حياتهم ومستقبل أطفالهم، إلى هجرة جماعية ونزوح دائمين. وربما أدركوا أخيراً أن العيش على أرض مسلوبة من شعب آخر لن يجعلهم آمنين قط.
وبات واضحاً توسع نطاق مستوى الاشتباك العسكري بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الاستعمارية الإسرائيلية ليشمل أكثر من عشرين موقعا قتالياَ، حيث أعلنت حماس عن استهداف 50 موقعاً عسكرياً إسرائيلياً.
كان مشهد مقاتلي المقاومة الفلسطينية وهم يقتحمون نقاط التفتيش الإسرائيلية التي تفصل غزة عن إسرائيل مذهلاً، ليس فقط للإسرائيليين؛ ولكن بشكل خاص للشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي خرجت للمشاركة في مسيرات دعم للفلسطينيين في معركتهم ضد مستعمريهم الغاشمين. ومنع الأمن الأردني المواطنين من التقدم كثيراً نحو الحدود الإسرائيلية. ولم يكن أقل روعة من ذلك ما شهدناه من منظر ملايين العرب المبتهجين الذين أمضوا سحابة يومهم في متابعة نشرات الأخبار التي تتحدق عن مقاتلين فلسطينيين غزيين يخترقون سياج السجن الإسرائيلي أو يحلقون فوقه جواً.
إن استيلاء المقاومة اللافت على القواعد العسكرية ونقاط التفتيش الإسرائيلية، حيث أعرب حتى المقاومون عن تعجبهم من صفوف الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية المهجورة، والتي وضعوا عليها راياتهم، قد هز المجتمع الإسرائيلي وأبهر الفلسطينيين والعرب على حد سواء باعتباره أمراً لا يصدق. ولم يقلل من التأثير المدهش أسر بعض الجنود والضباط الاستعماريين الإسرائيليين بملابسهم الداخلية أثناء النوم. ولا يزال يتردد في الذاكرة الجماعية العربية صدى الصور المهينة لأسرى الحرب المصريين في ملابسهم الداخلية خلال حرب العام 1967، ناهيك عن أسرى الحرب الفلسطينيين في ملابسهم الداخلية التي يحتفظ بها الجنود الإسرائيليون. ومن بين أسرى الحرب رفيعي المستوى الذين تدعي حماس أنهم أسرتهم الجنرال نمرود ألوني. وقد أدى نجاح هذه التوغلات؛ بجانب الهجمات الصاروخية على إسرائيل، إلى تقليص شديد في حركة الطيران التجارية إلى إسرائيل وإغلاق جميع مدارسها وجزء كبير من اقتصادها.
وبعد أن دمرت القنابل الإسرائيلية برج فلسطين، وهو مبنى شاهق به عشرات الشقق السكنية في غزة، ردت جماعات المقاومة بإطلاق وابل كبير من الصواريخ على تل أبيب. وحسب تقارير وزارة الصحة الفلسطينية أسفر القصف الإسرائيلي الوحشي على غزة - بما في ذلك استهداف منازل المدنيين دون أي تحذير - عن مقتل أكثر من 400 شخص بينهم 78 طفلاً بحلول ليلة الأحد، وأصيب أكثر من 2300 فلسطيني بسبب الهجمات الإسرائيلية. وفي الوقت ذاته، أسفرت العملية الفلسطينية عن مقتل أكثر من 700 شخص في إسرائيل وإصابة أكثر من 2200 – تلكم هي حصيلة خسائر بشرية مروعة من جميع الأطراف.
وكما كان متوقعاً، سارع أعداء الشعب الفلسطيني الدوليون إلى إعلان تأييدهم لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني وإدانة المقاومة الفلسطينية. وشمل ذلك أعداء الشعب الفلسطيني الرئيسيين، أي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وانضم إلى هذه الجوقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الذي يدفع تحالفه مع الغرب ضد روسيا العالم إلى حافة الحرب النووية، حين اصطف جانب [رعاته الغربيين] لإدانة المقاومة الفلسطينية ووصفها بأنها "إرهابية" والتأكيد على "أن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس أمر لا جدال فيه". وفي غضون ذلك، وجد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، غير المعروف بحبه للشعب الفلسطيني، متسعاً للدعوة بكل جوارحه لعودة المدنيين الإسرائيليين "المختطفين" من قطاع غزة. وقال: "يجب احترام المدنيين وحمايتهم بموجب القانون الإنساني الدولي في جميع الأوقات"، داعيا إلى "الإفراج الفوري عن جميع المختطفين". لكنه لم ينبس ببنت شفة عن أكثر من 5000 أسير حرب فلسطيني ومختطف -وهو مصطلح لم يستخدمه قط في وصف الفلسطينيين الذين تختطفهم إسرائيل وتسجنهم- في الزنزانات الإسرائيلية. كما أنه لم يعرب عن تأييده لحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال بموجب القانون الدولي.
وتطالب الحكومات العربية المتحالفة مع إسرائيل حماس بوقف عمليات المقاومة بينما ظلت صامتة، في أغلب الأحوال، دون نشاط لها يذكر على الإطلاق إزاء استمرار المذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأسابيع القليلة الماضية.
وهذا ليس جديداً، إذ لطالما أدانت الحكومات الغربية والعربية والليبراليون المقاومة الفلسطينية لقبولها المساعدة العسكرية والمالية من الحكومة الإيرانية للدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد الاستعمار الإسرائيلي، كما لو أن الفلسطينيين رفضوا عروض الدعم من دول أخرى؛ ولعل مثل هذا الطلب كان سيشبه من يطلب من الأوروبيين، الذين قاوموا الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، رفض المساعدة العسكرية والمالية من الولايات المتحدة المتعصبة للبيض والفصل العنصري، ناهيك عن الأنظمة الاستعمارية العنصرية في فرنسا وبريطانيا. علماً أن غيران، وعلى عكس تلك البلدان، لم تكن مسؤولة عن قتل الملايين في جميع أنحاء العالم ولا عن استعمار أو احتلال أراضي الآخرين.
في الواقع، يتهم الإسرائيليون والسلطة الفلسطينية إيران ويدينوها بزعم وقوفها وراء المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، ليس هذا فحسب، فقد ألقى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ باللائمة على إيران بصفتها المتسبب الأول لهذه العملية الأخيرة، وهدد بإنهاء التهديد الإيراني المزعوم.
ومع الانقشاع البطيء لضباب الحرب، ستظل الأسئلة بالعواقب السياسية لأحداث السابع من تشرين الأول تثقل كاهل أذهان المراقبين. ولعل أحد أهم الأسئلة هو كيف ستؤثر الحرب على حكومة نتنياهو ؟
يزعم بعض الإسرائيليين أن انتقام حماس جعل حتى أكثر اليساريين الإسرائيليين حماسة يطالبون بوقف المسيرات المناهضة لنتنياهو والانضمام إلى حرب إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، حتى أنهم طالبوا بمحو غزة بأكملها. هل يعني هذا أن تعاظم النزعة الشوفينية الإسرائيلية المتوقعة سيقوي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أم ستضعفه ؟
بالنظر إلى نتيجة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، والزيادة المطردة للأصولية اليهودية بين المستعمرين اليهود، فإن أي خسارة لنتنياهو ستعني على الأرجح مزيداً من الدعم لحلفائه اليمينيين الأكثر تطرفاً بما في ذلك إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطريتش، بدلاً من أتباع نتنياهو الأقل يمينيةً " الذين قاموا بتنظيم مسيرات "مناهضة للديكتاتورية ومؤيدة للديموقراطية" ويعتبرون أنفسهم "يساراً".
في الواقع، شكر نتنياهو، في خطابه في نهاية اليوم الأول للعملية الفلسطينية، والذي وصفه بأنه "يوم أسود" لإسرائيل، رعاته الإمبرياليين، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وعلى أي حال، وبغض النظر عمن سيأتي إلى السلطة في إسرائيل، لن يغير هذا من طبيعة الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والعنصرية تجاه الفلسطينيين. أما عن تأثير انتصارات المقاومة على السلطة الفلسطينية المتعاونة مع الاحتلال، فقد دعت الحكومة التي تسيطر عليها [حركة] فتح على الفور إلى تقديم الدعم و "الحماية الدولية" للشعب الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال، بينما فشلت هي نفسها في تقديم أي أقوال أو أفعال لدعم المقاومة.
ومع ذلك، يكذّب السلوك القمعي المتواصل للسلطة الفلسطينية والذي قامت به مؤخراً ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، واستلامها أسلحة أمريكية لمساعدتها على القيام بذلك قبل بضعة أسابيع، إعلانها دعم النضال الفلسطيني ضد الاستعمار الاستيطاني ويظهر سلوكها مجرد بروباغاندة. وسوف يؤدي الانتصار الحاسم للمقاومة في هذه الحرب بلا شك إلى كارثة كبيرة للمتعاونين مع السلطة الفلسطينية. ولكن حتى في حالة فشل ذلك، فإن انتصار اليوم الأول وحده سيكون كافياً لغرس الرعب في قلوب مسؤولي السلطة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، واصلت القوات الإسرائيلية قتل الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
ولا يزال من غير الواضح ما هو الدور، إن وجد، الذي ستلعبه المقاومة في الضفة الغربية والقدس الشرقية في الأيام المقبلة وما هو مستوى القمع الذي سيمارسه المتعاونون مع السلطة الفلسطينية والإسرائيليون. ومهما كانت نتائج هذه الحرب، فإن الانتصار المذهل للمقاومة الفلسطينية على الجيش الإسرائيلي في اليوم الأول من القتال هو حدث تاريخي لكل من إسرائيل، كما اعترف نتنياهو، والفلسطينيين. لكن هل سيؤثر هذا الانتصار للمقاومة على المسيرة الثابتة للتطبيع السعودي الإسرائيلي أم على العلاقات الدافئة المستمرة بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب ؟
من المرجح ألا يقف أي شيء في طريق علاقة الحب بين الأنظمة العربية الاستبدادية وقادة المستعمرة الاستيطانية الإسرائيلية. غير أن البراعة العسكرية للمقاومة وضعف الاستعداد العسكري الإسرائيلي الذي يُشاهد بشغف على شاشات التلفزيون في أنحاء العالم سيجعلهم على الأرجح يعيدون تقويم الأمور مستقبلاً. يبقى أن نرى ما إذا كان تأكيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخير بأن التطبيع السعودي يعتمد على ما إذا كانت إسرائيل ستعمل على "تسهيل حياة الفلسطينيين" سيصمد أمام اختبار هذه الحرب.
قيل لنا كيف ينظر الإسرائيليون إلى هجوم المقاومة بقيادة حماس هو أكثر إثارة للدهشة من صدمة حرب أكتوبر (تشرين) 1973، منذ ما يقرب من 50 عاماً حتى اليوم، عندما شن الجيشان المصري والسوري هجوماً مفاجئاً على جيش الاحتلال الإسرائيلي في مصر في شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السورية.
أما هذا الهجوم بالنسبة للفلسطينيين، فهو يذكرنا بأداء مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في معركة الكرامة 1968 في الأردن، والتي أجبرت إسرائيل على التراجع لأول مرة في معركة منذ إنشائها في العام 1948 وحشدت، في المقابل، الآلاف من الفلسطينيين للانضمام إلى حرب العصابات. وخلافاً لهاتين السابقتين، حيث دارت المعارك خارج إسرائيل، هذه هي المرة الأولى التي يشن فيها الفلسطينيون أو أي جيش عربي آخر حرباً شاملة داخل الأراضي الإسرائيلية عام 1948. لكن الحرب المستمرة بين الجيش الاستعماري الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية الأصلية قد بدأت لتوها، وستكون الأيام القادمة بالتأكيد حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه هي بداية حرب التحرير الفلسطينية أو معركة أخرى في الصراع الذي لا نهاية له بين المستعمِر والمستعمَر.
المصدر: https://www.thecitizen.in/world/just-another-battle-or-the-palestinian-war-of-liberation-966513