نداء إلى الشعوب العربيّة: معا لوقف حرب الإبادة ورفع الحصار عن غزّة


حمه الهمامي
2023 / 10 / 25 - 18:23     

معا لوقف حرب الإبادة ورفع الحصار عن غزّة
معا لإسقاط التطبيع وإغلاق سفارات الكيان النازي وطرد سفرائه
معا من أجل تجريم التّطبيع
معا من أجل طرد سفراء أمريكا وشركائها في العدوان
معا لفرض حظر نفطي على الدول الداعمة للعدوان

يا شعوبنا العربيّة
تتواصل المذابح والمجازر الصهيونيّة النازيّة البشعة ضد الشّعب الفلسطيني في غزّة للأسبوع الثالث على التوالي بمشاركة من إدارة بايدن المُجرمة وتغطية سياسيّة ودعائيّة على الطريقة النازيّة من حكومات فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا التي التحقت بمحور العدوان الذي يشجّع الكيان النّازي على مواصلة تنفيذ جريمته ويتصدّى حتّى لمن يطالب بوقف الحرب وإدخال المعونات الإنسانيّة لغزّة المحاصرة برًّا وبحرا وجوّا ويجرّم من ينتقد المذابح والمجازر مطلقا كلابه للتحريض على قتله.
إنّ الهدف من هذه الحرب واضح وهو إبادة أهالي غزّة في انتظار إبادة كلّ الشّعب الفلسطيني وتهجيره والاستيلاء بالكامل على أرضه وتهويدها كخطوة أولى نحو تحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى". وهو ما يجعل اليوم من نصرة غزّة وفلسطين والمقاومة مهمّة حارقة، وهذه المهمّة ينبغي أن تتكفّل بها الشّعوب وقواها الوطنيّة والثوريّة والتقدميّة. إنّ أنظمة العمالة والخيانة والتّطبيع والخذلان ظلّت إلى حدّ اليوم عاجزة حتّى عن إدخال قارورة ماء إلى غزّة فما بالك بإدخال السّلاح والدواء والغذاء، وهي تذعن للأوامر الأمريكيّة والصهيونية، وتتسابق لعرض وساطتها للضّغط على المقاومة وإطلاق سراح "الرهائن" أو هي في أحسن الأحوال تكتفي بالتصريحات المندّدة دون فعل أيّ شيء ملموس.
يا شعوبنا العربيّة
لقد خرجتم، رغم ما تعانونه من ظروف معيشية وسياسية صعبة، بالآلاف إلى الشوارع نصرة لغزة وفلسطين ومقاومتها الباسلة التي عدّلت الموازين فجر 7 أكتوبر 2023 وألحقت هزيمة عسكرية ومعنوية نكراء بالكيان النازي الذي جنّ جنونه وهو يرد الفعل بحرب إبادة مستمرة منذ أكثر من أسبوعين بتحريض من بايدن وماكرون وشولتز وميلوني وسوناك وترودو. وقد بات الأمر يتطلّب اليوم أكثر من الاحتجاج والتشهير التقليديين، الروتينيين. فنحن أمام تحوّل كبير ومفصلي يفرض رفع سقف المطالب والمبادرات والشّعارات ووتيرة العمل الميداني خاصة أن المعركة ستطول. كل هذا يتطلّب تحديد أهداف ملموسة وضبط أساليب مناسبة تستجيب للّحظة الاستثنائية فتساعد فعليّا على إيقاف العدوان وعزل الصهيوني النازي وفضح شريكه الامبريالي وتشكّل ضغطا سياسيا مهمّا على الأنظمة الرجعية العربية وخاصّة المطبّعة منها وتكون، وهذا هو الأساس، خير سند للمقاومة المسلّحة الصامدة، الثابتة، التي تتّسع شيئا فشيئا لتشمل ساحات أخرى (لبنان، العراق، اليمن، سوريا...).
إن حركة الإسناد الشعبيّة قادرة على توجيه ضربة موجعة إلى الدول الاستعماريّة. إن استخدام النفط سلاحا لمعاقبة داعمي العدوان قادر على التأثير في المعادلة بشكل كبير. لقد تمّ استعمال هذا السلاح في حرب أكتوبر 1973 في ظروف لم تكن فيها أوضاع الأقطار العربية أكثر رفاهيّة وقوة مالية واقتصادية من اليوم، إنّما الفارق أنه كان ثمة قيادات سياسية جرؤت على اتّخاذ القرار ومن بينهم الملك السعودي فيصل الذي لم يكن لا ثوريا ولا حتى ديمقراطيا بل كان حليفا للولايات المتحدة، وإنّما قادته الحَميّة الأخلاقية تجاه مصر وسوريا فكان البادئ بتنفيذ قرار الحظر الذي شاركت فيه كلّ من الجزائر والعراق والكويت والإمارات وقطر واستمرّ من أكتوبر 1973 إلى شهر مارس 1974 ولقّن مؤيّدي الكيان


الغاصب درسا لا ينسى. ويُلْقى على الشعوب العربية اليوم، في ظلّ سيادة أنظمة يفتقر قادتها إلى استقلالية القرار والجرأة والشهامة، تولّي مسؤولية فرض هذا الحظر بالشارع.
يا شعوبنا العربيّة
إنّ حظر النّفط على الدّول المشاركة في العدوان والدّاعمة له، ينبغي أن يرتبط رأسا بإغلاق سفارات الكيان النازي في دول التطبيع. وهو ما لن يتمّ دون طوفانٍ بشريٍّ يقتحم هذه السفارات ويغلقها ويطرد من فيها. كما ينبغي أن يرتبط بتقنين تجريم التطبيع في الأقطار الأخرى. إنّ أنظمة العمالة والخيانة المطبّعة تناور اليوم، أمام هوْل الجريمة، عبْر الدعوات الكاذبة إلى السّلام وعقد القِمم المشبوهة لإلْهاء الشعوب العربيّة ومُغالطتها. أمّا بقية الأنظمة فبعضها تراجع عن التطبيع أو أجّله وبعضها الآخر يلازم الصّمت أو يتظاهر بالسّير نحو منعه، فلنفرض تجريم التطبيع الآن وهنا. كما أن كل الشعوب العربية مطالبة، دعما للمقاومة، بطرد سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وسفراء بقيّة الدّول الداعمة للعدوان خاصة منها فرنسا ماكرون الذي ينادي اليوم في زيارة للكيان بتكوين تحالف دولي ضدّ المقاومة.
هذه مقترحات الحدّ الأدنى العمليّة وذات الإلحاحيّة الكبيرة لغزّة الصّمود وفلسطين السليبة. ونحن واثقون بأن الشّعوب العربيّة إذا تحرّكت بصُورة أقوى وحاسمة، دون خوف أو تردّد، وفْق ما تقتضيه مواجهة حرْب الإبَادة التي يشنّها الكيان النّازي على الشّعب الفلسطيني وعلى أهالي غزّة بالخصوص ستُبْدِعُ أشكالا كثيرة للنّضال والمقاومة. وهي قادرة، إذا توفّرت لها الإرادة والوعي والتنظيم، على تجاوز هذا الحدّ الأدنى الملحّ إلى كنس حكاّمها العملاء والمتواطئين مع العدوان فتسند فلسطين وتحرّر نفسها في الوقت ذاته. إنّ أجدادّنا وجدّاتنا واجهوا في ظروف أصعب وأقسى وبوسائل بدائيّة أعتى قُوى الاستعمار وعبّدوا الطريق لهزمها. لا تنسوا الأمير عبد القادر الجزائري (الجزائر) وعبد الكريم الخطابي (المغرب) ومحمّد الدغباجي (تونس) وعمر المختار (ليبيا) وأحمد عرابي (مصر) وعز الدين القسّام (فلسطين) وجميلة بوحيرد (الجزائر) وغيرهم. إنّهم دليلنا في تحقيق كرامتنا وإنسانيّتنا التي تقتضي منّا أن نتحمّل أوجاعا وتضحيات كبيرة لأنّ الوحش الاستعماري الامبريالي الصهيوني مستعدّ لارتكاب أبشع المذابح والمجازر للحفَاظ على مصالحه الجشعة المعادية لأبسط القيم الإنسانية.
فلنمضِ إلى الأمام، ولْتكن حركة المقاومة الشعبيّة في مستوى المقاومة المسلّحة.
غزّة تنادينا
فلسطين تنادينا
النّصر للمقاومة والمجد للشهداء
فلسطين شعب لا يموت
لنسند فلسطين ونحرّر أنفسنا من أنظمة الاستبداد والعمالة

حزب العمال
تونس في 25 أكتوبر 2023