عندما يكون جميع المتحاربين في مأزق!


ضيا اسكندر
2023 / 10 / 23 - 16:06     

مما لا ريب فيه أن حرب إسرائيل مع حماس تُعدّ استكمالاً لحرب أوكرانيا مع روسيا.
فالحلف الذي يقود الحرب ضد روسيا، هو نفسه الذي يقود ويدعم حرب إسرائيل مع حماس.
وإذا غضضنا الطرف عن الحرب الروسية الأوكرانية في هذا المقال، واقتصر الحديث على الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل وحماس، فإن أول ما يخطر على البال هو الأسئلة التالية:
- هل شنّت حماس هجومها المباغت والناجح بامتياز صبيحة 7 تشرين أول على إسرائيل، كان بمعزل عن التشاور والتخطيط مع حلفائها؟
الجواب شبه المؤكد: لا.
- وهل وعد الحلفاء بالتدخّل عسكرياً إلى جانب حماس عند الضرورة؟
الجواب على الأرجح: نعم. لا سيما وأن إيران وحزب الله؛ القوتان الضاربتان واللتان تمتلكان أسلحة فتاكة شكّلتا على مدار سنوات ردعاً متكافئاً لإسرائيل.
- هل كان ما يسمى «محور المقاومة والممانعة» في حالة من الجهل عما ستقدم عليه إسرائيل من ردّ فعل ساحق ماحق مدمّر لقطاع غزة؟
الجواب: بالتأكيد لا، بل مستحيل.
والآن، ما هي التداعيات المحتملة لقيام حزب الله والحشد الشعبي والحوثيين وربما إيران وسوريا، بشنّ هجومٍ كاسح متزامن على إسرائيل، كما يقتضي شعار «وحدة الساحات» الذي لطالما تحدّث به أطراف الحلف المذكور؟
أغلب التحليلات تؤكد أنه في حال توسّعت الحرب وشملت جميع الأطراف، سوف يحصل دمار فظيع يشمل المنطقة برمّتها؛ فجميع المتحاربين يملكون أسلحة رهيبة ولا أحد منهم يقبل الخسارة. لأنها باختصار معركة وجود لكلّ منها. وربما تقود مجريات الأحداث إلى حرب عالمية (أخيرة). فالدعم الغربي لإسرائيل واضح وجليّ ومعلن على الملأ، ولن يقف مكتوف الأيدي في حال تهدّد الوجود الإسرائيلي.
الجميع أم خيارين أحلاهما مرّ:
حزب الله يخشى ردّ فعل الداخل اللبناني الذي يقف أكثر من نصف شعبه ضد انخراط الحزب في الحرب بشكلٍ موسّع. لأن الضحايا الكُثر والخراب المروّع والتهجير القسري سيكون العنوان رقم (1) للحرب، وستكون نتائجها كارثية على الصعد كافةً. لا سيما وأنه يعيش بالأصل ظروفاً سياسية واقتصادية لا تسرّ صديقاً. ولا ينقصه المزيد من الفجائع والمآسي. وإذا امتنع عن المشاركة في الحرب، سيكون محرجاً جداً بعد سلسلة خطابات أمينه العام خلال السنوات الفائتة والتي كان يدّعي فيها أنه قادر على هزيمة إسرائيل في أي حرب قادمة. وبالتالي سيفقد مصداقيته أمام مؤيديه.
والحال ينطبق على باقي الحلفاء.
ما هي المخارج المحتملة؟
من الصعب جداً الإجابة، لأن كل الاحتمالات واردة. فالعالم القديم ينتهي، والعالم الجديد لم يتبلور بعد. وما بين العتمة والضوء تولد الوحوش. كما يقول أنطونيو غرامشي.
وما علينا سوى الترقب والانتظار.