حقائق ميدانية


خالد بطراوي
2023 / 10 / 22 - 12:23     

من الواضح جدا أن المعطيات الميدانية فيما يتعلق بالعدوان والحرب على قطاع غزّة تقودنا الى مجموعة من الحقائق الميدانية.
بات من الضروري توصيف ما حدث توصيفا دقيقا، وهو أن المقاومة الفلسطينية شنت عملية عسكرية على ما يسمى بغلاف غزّة، وإمتدت رشقاتها الصاروخية الى بعض المدن في الداخل المحتل وإستغلت عنصر المفاجأة والضربة الأولى، ليتم الرد عليها بحرب ضروس ضد قطاع غزّة تستهدف البشر والشجر والحجر، والهدف منه أولا وأخير تهجير أهلنا في قطاع غزّة.
كما وأن الأحداث الأخيرة، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن العالم برمته بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط تحديدا لن تكون ما بعد هذا العدوان كما كانت عليه قبله. وبالتناوب، فإن الصورة لن تكون وردية بالنسبة للجماهير العربية في المنطقة.
لقد ثبت للقاصي والداني أن ما يميز الكيان الصهيوني عسكريا هو الغطاء الجوي الذي يملكه وذلك من خلال حيازته لطائرات حربية مقاتلة تقوم بإطلاق القذائف من على بعد، ولا يوجد للمقاومة الفلسطينية أي عتاد متطور مضاد للطائرات، ولو وجد على سبيل المثال صواريخ "سام -9" على الأقل وليس الأكثر منها تطورا لما أقدم الكيان الصهيوني على التلذذ بقتل المدنيين فيما يجري توصيفه حاليا بالجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وفي ذات السياق، فإن دولة الإحتلال تحسب أيما حساب للحرب البرية والتوغل داخل قطاع غزة، حيث يفتقد جنودها الى الدافعية من ناحية ويخشون المواجهة وجها لوجه من ناحية أخرى.
كما وأن التصريحات الروسية الصادرة عن الزعيم بوتين بأنه لو تدخلت أمريكا أو غيرها من الدول المساندة للكيان الصهيوني، فسوف تشارك أطراف أخرى في الحرب لإسناد أهلنا في قطاع غزة، وكذلك التصريحات الصادرة عن إيران وحزب الله (الذي يقوم حاليا بضرب الحدود الشمالية للكيان) تؤخذ على محمل من الجد من أوساط الامبريالية وكيان الإحتلال.
في المقابل ظهر جليا الفشل الجزئي لماكنة روتسيلد الإعلامية في قلب الحقائق الميدانية كما حصل في الإدعاء بأن قصف المستشفى والكنيسة المعمدانية قد تم من قبل حركة حماس وليس من قوات الكيان الجوية، فخرجت الأصوات في العالم الغربي التي تندد بهذه المجزرة، مع التركيز على حقيقة فشل الإعلام المضاد في التصدي الكامل للإعلام الغربي والصهيوني.
ومن نافلة القول، أن جماهير المنطقة قد تحركت بتفاوت فيما حاولت أنظمة المنطقة إمساك العصا من النصف ما وضعها في موقف محرج أمام جماهيرها.
وأضحى واضحا غطرسة قطعان المستوطنين في الضفة الغربية وبطشهم والتنكيل بالفلسطينيين وملاحقتهم في حقول الزيتون حيث أن الموسم هو موسم القطاف، مع إمعان جيش الإحتلال في شن أوسع حملة من الإعتقالات التي طالت كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.
ثمة خاصية لدى الشعب العربي الفلسطيني، وهي خاصية المسمار، كلما طرقت على رأسه ... إزداد ثباتا، والفلسطيني متثبت بالأرض والقضية ولن يثنيه مسلسل البطش عن مواصلة نضاله لنيل حقوقة المشروعة، وبالمقابل هناك جاهزية لدى بعض مواطني الكيان للعودة الى أوطانهم التي تم إحضارهم منها، ولن يكون لدى غالبية سكان المستعمرات على الحدود مع قطاع غزّة ولبنان الإستعداد للعودة الى هناك حيث فشل كيانهم في تأمين الحماية لهم.
التطورات الميدانية ستفرز حقائق جديدة ومستجدات لا يعلمها إلا الخالق المولى.