فَحْمُ الغرب


حسام تيمور
2023 / 10 / 16 - 04:49     

لماذا لم يسجل فخر العرب الموقف المنتظر منه، من احداث غزة ؟
من كان بالأمس، و في غمرة نجاحه و تألقه، يمتنع عن مصافحة النساء، يستحيل ان يتحول إلى انسان سويّ بين عشية و ضحاها.
هو أكثر تزمتا حتى من الذين نفذوا الهجوم، و قيل بأنهم كذا أو كذا.
بل لا تجوز هذه المقارنة من اساسه، فهم يحملون قضية و دما فوق أكتافهم، و هو يحمل "قميصا" يتيما فوق قدميه، كأصل للاتجار و الاشهار و غيره..
هو بالمؤكد حالة مرضية مزمنة، ربما ضحية اغتصاب، كما يعرفه فرويد، كونه العقدة الوحيدة اللاشفاء منها إلا باغتصاب آخر، و هو بالضبط ما فعلته به الآلة الغربيّة، بشكل او بآخر، و بكل تأكيد، و هو فقط سبب امتناعه عن شيء أصلا، بلا معنى، لا يشكل فارقا كبيرا، لن تكون نهاية العالم ولا بدايته، و لا نهاية عالمه، ولا بدايته.
بهذا المعنى هو كأي قطعة نخاسة، أو شيء قابل للكسر، كائن مريض و رخيص، أو منعدم القيمة و الكيان، كذات "حرة"، و لا أرخص منه إلا ذباب مزابل الحداثة و التنوير الذي يدافع عنه ضاربا بطول و عرض الحائط كل أشكال المنطق !
نعلم جيدا أنهم سبايا بوليس و مخابرات، و رهائن بقشيش و فتات،
نعلم أنهم قطع نخاسة متردية، لم تعد تساوي شيئا حتى بمعيار الدعارة المجردة،
ضحايا أصعب فترة ممكنة بمعيار السلف كما بمعيار النانو و بمعيار النّينو، الذي قلب قلب الحضارة الى مؤخرة، قبل غزو السلف و الانجليز و العسكر و الاخوان.
كأحذية مستعملة تتقاذف أفكارا لم تعد تقنع عصفورا، أو حتى نملة !
كان السادات نوعا ما جبانا و وسخا، لكنه كان صادقا و عفويا على الأقل في جبنه و وساخته عندما صرخ في وجه الجميع.
"انا رايح اتناك في تل ابيب" ! و معي مصر أو عزيزة، كما جاء وصفها في رائعة "القواد الفصيح" للشيخ امام !
"هل تريدون أن احارب أمريكا لوحدي ؟"
لقد كانت هذه العبارة الاستنكارية أصدق ما قيل في تاريخ الشرق الاوسط الحديث وشمال افريقيا، و بكل المعاني و الاحالات الممكنة، و كذلك كانت تحيينا للمؤثورة القديمة "اذهب انت و ربك فقاتلا انا هنا قاعدون"، انا ذاهب اليهم بنفسي !

و رحم الله "عبدا" عرف قدر نفسه !