جولات وزير الخارجية الامريكية وغزة


محمود فنون
2023 / 10 / 15 - 21:41     

كل هذه الرحلات المتصلة لوزير خارجية أمريكا وطواقم مختلفة لهذه الادارة كلها جاءت بعد اجتياح المقاومة الفلسطينية جنوب فلسطين وإذلال الكيان الصهيوني وجسشه وقواه المختلفة تحت أحذية المقاومة .
هنا شعرت أمريكيا الراعية للاستيطان الأبيض في فلسطين أن هذا الكيان قابل للكسر وعلى طريق الزوال .
فقامت القيامة الأمريكية وتحركت بشكل محموم عسكريا بالدعم بالسلاح والمال والخبرات وكل ما يلزم .
ولكن هذا لم يكن كل الدعم .لأن المعركة الدائرة على غزة وكل ما فيها، هي انفجار تصل أبعاده إلى المستوى الإقليمي كله بل وأبعد إلى المستوى الدولي كله.
فالقضية الفلسطينية ليس لها حدود. والنضال الفلسطيني هو أكبر محرض ضد معسكر الأعداء : الدماء والتضحيات الجسام والبطولة
هناك محور المقاومة بما يمثله من دور خطير على الكيان وعلى الوجود الاستعماري كله وما مثله حزب الله من قوة رادعة لحماية لبنان من الكيان وغطرسته في محطات متعددة وهو كذلك قوة تهدد لوجود الكيان الصهيوني.
ولهذا كان انفجار قطاع غزة في وجه الغاصبين بمعركة تمثل بروفة حقيقية للتحرير ، بروفة مزينة بدماء الشهداء الزكية ،كان لها مظهارا تحريضيا في أوساط الجماهير العربية وكشفت تواطؤ وتخلف الحكام العرب ودورهم المعادي للامة العربية عامة وفلسطين بشكل خاص .
هل تقف أمريكا مكتوفة الأيدي وهي ترى مستوطنتها البيضاء في هذه الحالة من التردي ؟
الجواب لا كبيرة . لا أبدا وخاصة أن حزب الله خطر كامن وقابل للنفجار والمشاركة مع المقاومة الفلسطينية مما يوجب ردعه
وخاصة أيضا أن دور الردع الامريكي عالميا آخذ بالتآكل.
لذلك كانت هذه الجولة المحمومة والضاغطة على الاتباع مصحوبة بالتهديد والوعيد وحاملات الطائرات للجم محور المقاومة تحت طائلة القصف بقوة على بيروت لتحقيق شعار اجتثاث حزب الله ومزيد من الضغط على سوريا وارهاب إيران .وإفساح مزيد من الوقت للحرب الأمريكية الاسرائيلية على غزة بما في ذلك احتمال الاجتياح البري.
إنها محاولة لإعادة ترتيب الميدان الامريكي الخارجي ولإعادة الهيبة للسطوة الامريكية مجددا .وتثبيت مقولة شرطي العالم الآخذة بالتآكل .
لقد جال وزير الخارجية الأمريكية في أفريقيا وآسيا وزار وتواصل مع دول صغيرة وكبيرة كي يحشدها لأي حرب محتملة ضد لبنان وسوريا وإيران وليكون هذا التحشيد تهديا لمنع مشاركة محور المقاومة في الدفاع عن فلسطين .
وقال محور المقاومة أنه يراقب الوضع وربما يقلب الطاولة بعد الاجتياح البري .
وأقول هنا : أن القصف الجوي حقق معظم الأهداف العدوانية بالقتل والتدمير والتهجير بحيث فقدت امكانية الاجتاح البري رهبتها وهالتها وربما خطورتها.
الإجتياح والمقاومة
رغم ان القصف الجوي والقتل والتهجير يفتح الطريق للاجتياح البري إلا انه لا يستطيع أن يجهز على المقاومة ورصد العدو وإدمائه .
ولكن الكيات العدو لا يستطيع منع حزب الله من الانخراط في الصراع ولهذا اتت امريكا وبريطانيا والماني ومعهم كل اوروبا الاستعمارية لتهديد حزب الله وردعه عن التدخل والاشتباك معه بالقصف ووسائل التدمير نيابة عن اسرائيل بعد ان تكون الدبلوماسية الامريكية المصحوبة بالضغط والتهديد قد مهدت الجو استعدادا للاحتمالات .
من المعلوم أن بايدن لم يعط الضوء الاخضر للاجتياح بخد وامر بالقصف والتدمير والتهجير بلا حدود انتظارا لتجليس محور المقاومة بمساومات او بدون مساومات .
ومحور المقاومة أعلن انه لن يظل صامتا في حالة الاجتياح البري .
إن ةتصريحات جكيع الدول والقادة الغربيين وغيرهم من أجل وقف اطلاق النار هي بلا جدوى أبدا رغم عظم الاجرام الذي يمارسه معسكر الاعداء في قطاع غزة. وكل الكلام الانساني ليس له طريق على صناع القرار وعلى حكومة القتل الصهيونية .
وإذا استطاع محور المقاومة ان يثبت موجوديته بفاعلية عسكرية فهذا هو الرد الحاسم وبهذا تعاد صياغة المعادلة الدولية في الاقليم بشكل جديد .
وهذا يتطلب لجم تركيا عن المساهمة مع حلف الناتو بالضغط على سوريا وحزب الله وإيران ويتطلب موقفا صينيا روسيا يقسم على ضرورة تغيير الاستقطاب الدولي وفتح الباب لصياغة عالم جديد .