لعنة الحجارة..!


عدلي جندي
2023 / 10 / 14 - 20:00     

لعنة الأرض..!
لم يعد الوطن في زماننا الحاضر مجرد مشاعر و حُلم كما قال الشاعر:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي
بل صار..(من وجهة نظر مُهاجر).
وطني حيث كانت حريتي مكفولة وكرامتي مصونة ولقمة عيش متوافرة..
في عصر ثورة المعلومة وسهولة السفر وتوافر قدرات ومواهب ودراسات وطموح الباحث عن وطن صارت الأوطان فى الأغلب الأعمّ إختيار كل بحسب رغبته إما حلم في حياة تتناسب وشخصيته وطموحاته ومستقبل ذريته أو التمتع بخصائص وطبيعة وطن كان يحلم بالهجرة إليه أو بالعمل الجاد والمثمر القائم على إحترام العلم والبحث العلمي والإبتكار للنهوض بالإنسان والحفاظ وإحترام إنسانيته...
لعنة الأرض المقدسة لن يجد لها العالم حل أو إتفاق و بكل جبروت وقدرات الدول العظمى .. المقدس ليس هي حجارة الأرض الذي يمتلكها الإنسان وتحصل عليها إما بالوراثة أو بالإستيطان...
المقدس صار الإنسان مستقبله حريته كرامته حقوقه فقط في شرقنا التعيس بخرافاته المقدسة لا يزال يعاني وسيعاني حتى يقضي على منبع كل خرافة تأصلت وتوارثت دون تمحيص أو تدقيق أو مقارنة بالعلم الحديث ..صارت سرطان ينهش أجساد الأطفال ويذبحهم بدم بارد و...لا تعليق..!
عندما يصير المقدس بضعة أحجار وعنعنات وحواديت عقيدة في الدفاع عنها نداء مقدس وجب على المؤمن تلبية النداء إنها ثقافة عبادة الوثن والموت في سبيل وهم أرض المقدسات ..إنها أوامر وممتلكات الإله الإبراهيمي (ألوهيم اللات الله....)..
قدسوا الحجارة سيان حجارة الأرض المكان المقدس
يوشع 3:9)، وهي الأرض التي يرعاها الإله (تثنية 12:11)، ثم هي الأرض المختارة، وصهيون التي يسكنها الرب، والأرض المقدَّسة (زكريا 12:2) التي تفوق في قدسيتها أيَّ أرض أخرى
وقدسوا حجارة أخري أولى القبلتين _ثاني المسلمين..ثالث الحرمين....!_ وأيضا حجر كالنيازك(الحجر الأسود) الصلاة إليه ومكانته وحمايته والدوران حوله غفران الخطيئة ...
منذ صارت الحجارة أقدم وأقدس مقدسات تلك الشعوب لم تهنئ المنطقة وشعوبها بحياة واعدة بل على مر الزمان كانت أرض معارك وحروب حتى ما بين نفس الفصائل من نفس الدين وبنفس عقلية تقديس الحجر ..( سرقة الحجر الأسود بواسطة القرامطة).. حروب الطوائف الدينية والخلافات اللاهوتية ...
هل يمكن التعايش السلمي والقبول الوجداني ما بين أتباع الإيدولوجيات الدينية المقدسة من مختلف الأديان والمعتقدات والطوائف
يحدث فقط تحت وصاية وتحديد الثقافة االعلمانية العالمانية في كتابة دستور مدني واضح وصريح .....(الهند..الهندوسية ٨٠% الإسلام ١٤% المسيحية٣% الدينية ١%)..حيث ينص الدستور الهندي على علمانية الدولة..
الوطن حلم وهدف وأمل في حياة واعدة حرة كريمة ولم تعد حجارة الوطن مقدسة كما وكان في عصور الظلام وما قبل الحداثة وثورة المعلومة وحلول التقنية والتكنولوجيا محل التعاويذ وصلوات الكهانة ورقية الشيوخ وأبخرة الذبائح الإنسانية.. الوطن صار دستور يحترم ويقدس حقوق البشر ...لا يفرق ما بينهم على الهوية أو المعتقد أو حق وراثي في أحجاره المقدسة ..!
ع الهامش:
كيف نحافظ على حق الإنسان الجندر في المشاركة خلق عالم يسمح للإنسان التمتع بالأمان والنظر والتخطيط لمستقبله ومستقبل الأجيال أيا إن كانت جنسيته أو جنسه أو موقعه أو خلفيته الدينية ..؟
معذرة أصحاب الأجندات والقوالب المحفوظة لقد فاض الكيل ولم يعد الصمت أو العنف حلا ..قليل من التروى لا يضر...