البصر والبصيرة في المعارك الكبيرة


محمود فنون
2023 / 10 / 14 - 14:24     

كحكود فنون
14/10/2023م
لا شك انها معركة كبرى تدور الان على قطاع غزة بل هي حرب تدمير وتهجير وابادة . وهذا واضح جدا وليس بكائية مما يطرحه ناشروا الاخبار ومن معهم من المحللين الرصين منهم والمبتذل .
ما الذي يجري ؟
من المؤكد أن إسرائيل تستهدف تنفيذ قرارها وقرار الغرب ياجتثاث حماس في هذه الحرب وبعدها اجتثاث حزب الله . وفي الحالة الاولى لا بد من تطهير الجغرافيا قبل زحف الجنود البري وهذا السيناريو نفسه سوف يعملون على تطبيقه في وقت ما في لبنان سواء دخل حزب الله في القتال الان او بعد حين أو لم يدخل .
كل مراقب يعرف أن قرار تنظيف غزة وجنوب لبنان مأخوذ من زمن بعيد وتم تسبيب دخول غزة إثر العملية البطولية الجريئة التي نفذتها المقاومة ولا يجوز اعتبار العملية هي مقامرة أدت إلى كل هذا الدمار في غزة بل العدو هو الذي يقوم بكل هذا الدمار وما سيتبعه بحكم سياسة أصيلة متجذرة فيه تستهدف تهويد فلسطين والاستقرار فيها .
إلى هنا .
ماذا عنا :
أولا نحن مقاومة مسلحة منظمة نعمل في بحر الحماهير وحالة من حالات النضال الفلسطين بتكويناته السياسية والعسكرية والجماهيرية .
ثانيا : لا يجوز القفز عن هذا التعريف كي لا تكون قفزاتنا في الهواء . فنحن نناضل بصفتنا مقاومة مسلحة وليس جيشا نظاميا .
ثالثا : المقاومة تعتمد قوانين المقاومة وليس غيرها ويكون عملها بمفاجأة العدو فقط والانسحاب الفوري من الميدان بعد تنفيذ المهمة وليس مجابهة الجيش أبدا .
رابعا : تكون عملية تثقيف المقاتلين متواصلة وتستهدف دفعهم لضرب العدو والعودة سالمين ليقوموا بتنفيذ مهام أخرى بعد تصليب عودهم فيصبحوا كادرا ثمينا تحرص القيادة عليه ليستمر ويقدم الخبرة لغيره وذلك من أجل تواصل المقاومة .
خامسا : من الخطأ جعل هدف المناضل هو الاستشهاد بل ضرب العدو والعودة سالما . هناك حالات استشهادية وهي حالات خاصة ولا يجوز سحبها على غيرها أبدا .
مع العلم أن كل مناضل يعلم أن مشاركته في النضال قد تصل به إلى الشهادة أو الاصابة أو السجن أو الابعاد والمناضل مستعد روحيا لكل احتمال من هذه الإحتمالات .
خامسا : برأيي المتواضع أنه كان يتوجب عودة الفدائيين الذين قحموا فلسطين بعد تنفيذ المهام التي أوكلت لهم وبعد عودة الدفعة الأولى تجنبا لقتال المجابهة مع الجيش العدو كي يستمروا بممارسة دورهم أمام الإجتياح المحتمل .
ارتباطا بذلك وحال توغل الجيش العدو في القطاع فإن العمل الفدائي هو الوسيلة الوحيدة ودون غيرها .
أما إذا كان القرار غير ذلك فسيكون قرار معركتهم الأخيرة وأقل جدوى من مقاومة حرب العصابات قوية التأثير والمخيفة لجيش العدو الطويلة الامد .
نعود للبداية :نحن محاصرون ويجب أن نتطلع ليس إلى ما يقوله بعض الحكام العرب من التباكي والتعاطف بل إلى ما تفعله أيديهم وهم جميعا في صف الأعداء وكلهم جوقة واحدة تضغط وتهدد حزب الله وسوريا لردعهم وتغض الطرف عما تفعله قوات العدو من جرائم ضد شعبنا .
ومصر لا تستطيع فتح معبر رفح ولا إدخال المساعدات وهي تلتزم بالامر الامريكي الاسرائيلي وليس بأي موقف عروبي وإن فتحت المعبر أو أغلقته فهذا ارتباطا ببرنامج الاحتلال لا غيره .