طوفان الأقصى تحالف الرومان والنصارى العرب


طلعت خيري
2023 / 10 / 13 - 10:51     

في القرن الرابع الميلادي ، ونظرا للتشابه العقائدي بين ميثولوجيا الرومان ، ميثولوجيا عيسى ابن الله ، تمكن النصارى العرب من استقطاب الرومان الى الطائفة النصرانية ، ذلك مما ساهم في عودة النصارى الى المسجد الأقصى مرة أخرى بعد طردهم منه ، في تحالف سياسي جديد بدا به مرقس عندما ألف للرومان إنجيلا ليطلعهم على أهم المعجزات التي تحققت على يد عيسى ابن الله في بني إسرائيل ، كما ألف لهم نصوص روحية ميثولوجية إلهية وصفتهم بالمخلصين ، وان الرب قد نبئه بمجيئهم ، ولكي يستقطب مرقس أيضا ، التوراتيون من الذين هادوا وبني إسرائيل الى التحالف الجديد ، مرر تعاليم عيسى ابن الله على قراهم ومدنهم في كل من فلسطين ونهر الأردن والناصرة ، فتأثر الكثير منهم بدعوته ، ذلك مما زاد في نفوذ النصارى ليفوق على التوراتيين والذين هادوا من بني إسرائيل ، الأمر الذي جعلهم بحاجة الى مركز قياده ديني تنطلق منه الأوامر الإدارية والعسكرية لإدارة التحالف الجديد ، فاختاروا المسجد الأقصى ، كمركز تمويل مالي وعسكري للجيش الروماني ، يدار من قبل الأحبار والرهبان ، ماليا تم فرض الضرائب والجزية على كل من لم يدخل بالتحالف الجديد من بني إسرائيل ، كما استغل الأحبار والرهبان النصارى وحلفائهم في جمع الأموال باسم الله ، تحت ذريعة إنفاقها في سبيله ، ولكن بالحقيقة تم إنفاقها على الجيش الروماني ، أما عسكريا لقد انظم عدد كبير من النصارى والمتنصرين من بني إسرائيل الى الجيش الروماني ، فحمل الرومان الصليب في حملات تبشير عسكرية ، أخضعت كل من بلاد الشام وفلسطين والأردن للتحالف الجديد ، أشير الى نقطه تاريخية مهمة إلا وهي ، ان التحالف الروماني النصراني في القرن الرابع الميلادي ، لا علاقة له بالحملات الأوربية الصليبية التي تعرضت لها المنطقة ، في القرن الحادي عشر والثاني عشر ، تحت راية المسيح هو الله

في القرن الخامس الميلادي ، أكمل ملوك فارس استعدادهم لإعادة سبي بابل الى فلسطين ، بعد تغير عقيدتهم من القومية الى طائفة دينية يهودية عزراوية تؤمن بان عزير ابن الله ، نسبة الى عزرا مؤلف التلمود اليهودي ، وباتفاق سياسي ما بين ملوك فارس والتحالف الروماني النصراني ، تم إعادة الطائفة اليهودية الى فلسطين ، على ان تبقى إدارة المسجد الأقصى تحت الإدارة النصرانية ، مع الحفاظ على حقوق اليهود الدينية والعقائدية المتعلقة بالمسجد الأقصى ، وهنا نقطة اختلاف تاريخي قومي وعقائدي بين الصهيونية واليهودية على عودة سبي بابل من بلاد فارس ، والذي يمثل اليوم جزء من الصراع في المنطقة ما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة إسرائيل ، ان عودة اليهود الى فلسطين والمسجد الأقصى زاد من نفوذ الجيش الروماني في المنطقة ، فأخذ بالتوسع غربا الى شمال أفريقيا ، مشكلا طائفة نصرانية قبطية في مصر ، وطائفة أخرى في الحبشة ، ان هيمنة النصارى والرومان لأكثر من قرنيين على المسجد الأقصى لم يروق للتوراتيين والذين هادو لا سيما ان المسجد الأقصى في يوما ما كان تحت سيطرتهم ، وجزء من أمجادهم طيلة القرن الثالث الميلادي

نظرا للثقل الإقليمي الذي تحضا به الطائفة اليهودية العزراوية في بلاد فارس ، قامت بتحريض ملوكها على التحالف الروماني النصراني ، كجزء من أطماعها بالسيطرة على المسجد الأقصى ، وضم كل من الذين هادوا والتوراتيين وبني إسرائيل تحت إدارتها ، فنشبت حرب إقليمية بين الإمبراطورية الفارسة والإمبراطورية الرومانية في القرن السادس الميلادي ، آيات سورة الروم تعكس مجريات أحداث تغيرت بشكل سريع على الأرض ، خلال تلك الفترة مقسمةَ إياها إلى فترتين تاريخيتين ، الأولى قبل هزيمة الروم أمام الإمبراطورية الفارسية ، والثانية بعد انتصارها، ولقد لعبت الفترة الثانية (انتصار الروم ) دورا كبيرا في تغير مجريات التاريخ العقائدي للشرق الأوسط على الصعيد التاريخي ، بعدما سجلت تلك الفترة باسم الإمبراطورية الرومانية الصليبية، مما جعل المنطقة محل صراع وتكالب تاريخي وعقائدي مستمر ، لهذا السبب توالت عليها حملات صليبية أوربية واسعة وشامله على مدى القرون السابقة ، أخرها الغزو الأمريكي للعراق وسوريا


الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5} وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{6}