من هانوفر إلى عامودا.


عبداللطيف الحسيني
2023 / 10 / 5 - 09:07     

أبني داراً ههنا وأقفُ على بابِها أصيح: أَمَا من تلويحةٍ عجلى على ليلِ هذه الدار،وقد تركْنا في ساحتِها لمّتَنا، ..وحين غادرناها ...دمعتَنا ؟.
قلتُ فلأغادرْ هذه الديارَ خلسةً في ليلها البهيم لئلا أرى دمعةَ أهلِها،لئلا أرى طفولتي في مناكبها ...تظلُّ تلاحقُني.
لئلا أرى جاري العجوز متكئِاً على عصاه أمامَ الباب يبتلعُ دمعتَه، لئلا أرى جارتي تسألُ :إلى أين؟
أبني داراً ههنا ،لكنَّ مرابعَ الطفولة لما تزل مخضرّةً....فيابسةً ...متقصّفةً حين غادرتُها.
قلتُ سأخبّيءُ آهةً في زوايا الدار لأعودَ إليها بعدَ عشرين عاماً،إنّها كنزي الخفيّ...أزحفُ إليها حين تبردُ عظامي.
أَمَا زالتْ دافئةً تلك الدار؟
كيفَ أرسلُ طيراً؟ أتتبّعُه خفقةً....خفقةً حتّى يحطَّ على غصنٍ مدَّ أغصانَه كذراعٍ على حائط الدار.
أَمَا زال البابُ مفتوحاً للضيوف ؟ كما عهدتُه..كما تركتُه و أضعتُ مفتاحَه في طريق التغريبة الطويل؟.
.....
مرّةً رأى أوربيٌّ صورةً لمدينتي فسألني:أ هذه مقابرُكم؟.