سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب170 ماو تسي تونغ والامام الحسين


رحيم فرحان صدام
2023 / 9 / 21 - 22:52     

سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب170
ماو تسي تونغ والامام الحسين
هو ثوري شيوعي صيني ومؤسس جمهورية الصين الشعبية، والتي حكمها من خلال قيادته للحزب الشيوعي منذ تأسيسه عام 1949 ، وحتى وفاته عام 1976.
اشتهر ماو بإيديولوجيته الماركسية اللينينية واستراتيجياته العسكرية الخاصة ونظرياته وسياساته، إذ شكلت كل هذه الأفكار مجتمعة ما بات يعرف بالماوية.

هل قال ماو تسي تونغ لليساريين العرب تعلموا الثورة من الحسين ؟
تزعم بعض مواقع الإسلاميين إن لليساريين والاشتراكيين والمناضلين حول العالم علاقة حب واحترام واعجاب وتقدير لمسيرة الإمام الحسين عليه السلام، وكتب بعضهم في صحيفة الاخبار على صفحتها على الانترنيت مقال بعنوان :
( الصيــن تطلــب «علــم الثــورة» مــن العــالم العــربي) ما نصه :
" في زيارة قام بها وفد من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة»، بقيادة أحمد جبريل، إلى الصين في بداية السبعينيات، سأل أحد أعضاء الوفد الزعيم الصيني آنذاك، ماو تسي تونغ، أن يعطي الوفد نصائح في الثورة، فكان جواب ماو الذي عُرف بثقافته الواسعة، «لديكم (الإمام) الحسين» وتسألونني عن الثورة؟"
جملة نسمعها من الكثير بطريقة قال فلان وذهب الكل يستشهد بها من دون أن يعطيها البعد الزماني والمكاني.
وأصبحت هذه الجملة دليلا عند الكثير من الإسلاميين يستشهد بها عند كل حديث وصاغها كل حسب رأيه الخاص وروايته ، وبعضهم قال بطريقة العنعنة وكأنة يحاكي كتابات السلفيين إن جملة "ماوتسي تونغ" قيلت في اجتماع ضم مجموعة من اليساريين العراقيين من دون أن يعطي اسما أو يذكر تاريخا او مرجعا .
بينما ذكر بعضهم أن ماو صرح بها في عقد الستينات في حفل ضم مجاميع من يساريي العرب احتفالا بمرور دورة على انتصار ثورة المسيرة الكبرى وجيش التحرير الشعبي التي أنهت حكم " تشانغ كاي تشيك ".
بينما قال الذين غلبوا على أمرهم أن هذه الجملة قالها "ماو تسي تونغ" امام ياسر عرفات ومجموعة من أعضاء منظمة التحرير حين سأله ياسر عرفات أن يعلمه أبجديات النضال والثورة والانتصار .
والسؤال الذي يفرض نفسه هل صحيح أن ماو تسي تونغ قال هذه العبارة ؟!!!
أن ماوتسي تونغ بدأ رحلة التعليم مبكرا وقرأ لكونفوشيوس في مرحلة الابتدائية وأصبح موظفا في إحدى مكتبات بكين في بواكير حياته وقرأ لكل من كتبوا للثورة من روسو إلى مونتسكيو إلى كتاب الفكر الاقتصادي من ادم سميث مرورا بريكاردو وستيوارت مل .
حتى انتهى في آخر أمره عند كارل ماركس وبيانه الشيوعي.
ليقف اخيرا في صف ماركس ولينين .
أن ماو تسي تونغ لم يدرس التاريخ العربي الإسلامي بأديانه وتفاصيله وشخوصه ولم يعرف الامام الحسين اصلا ، ولم نجد عنده في كل ما كتب أي دليل أو أشارة الى ذلك كدراسته لتاريخ وشخوص أثينا وروما وتاريخ الهند والصين حتى ظهور الطبقات في تاريخ أوربا الحديث ، ولم يعرف شيئا عن الإسلام .

ينظر :
صحيفة الاخبار ، بتاريخ 8 تشرين الأول، 2021 ، الصيــن تطلــب «علــم الثــورة» مــن العــالم العــربي.
Mao Tse-tung : Encyclopædia Britannica Online .