لماذا الكوفيد... بإيجاز شديد؟


مشعل يسار
2023 / 9 / 8 - 23:56     

دخلت الرأسمالية الغربية التي يترأسها حاليا رأس المال المالي في أزمة جشعها وطمعها بالربح المفرط (300%) حين هرعت شركاتها في أوائل النصف الثاني من القرن الماضي إلى آسيا وخاصة الصين والهند بحثا عن هذا الربح وعن إنتاج لا تقيده قوانين الحفاظ على البيئة ولا تنغصه الإضرابات من أجل حقوق العمال إلخ. وها هي قد وجدت نفسها الآن في بيتها وجها لوجه أمام اقتصاد ما بعد الصناعة، الاقتصاد الرقمي. لكن الأرقام وحدها لا تطعم خبزاً. فإن لم تركّب على عجلات اقتصاد فعلي ينتج الخيرات المادية والروحية لتسريعه وزيادة نمو الإنتاج فيه واقتناص المزيد من الربح بقيت كـ"الـ#راط على البلاط" كما يقال.
إلا أن هجرة رأس المال مع المصانع هذه استولدت من رحم التخلف المزمن لدى شعوب آسيا جنّياً لم يعد يتسع له القمقم. فأصبحت الصين التي أغرته في حينه بخلافها مع الحبيب السوفياتي القديم بعد وفاة ستالين وحلول خروشوف محله، جاهزة لتخون هذا الحبيب، وتذهب مع غيره، وهذا الغير رأي في جهوزيتها "شحمة على فطيرة" صراعه مع الاشتراكية السوفياتية وقرر مغازلتها ما دامت هي "موضوعاً قابلاً" وطمّها بالهدايا في صيغة مصانع ورساميل ضخمة تٌنقَل إليها. وحصل العرس المنشود!
عاشت الولايات المتحدة وأوروبا (المليار الذهبي) شهر العسل مع العروس الشرقية البكر في صيغة فترة ازدهار وسعة عيش لا بأس بها حين بدأت توظيفاتها في الصين تدر عليها الأرباح الطائلة وتغرق أسواقها بالسلع الرخيصة بما يرضي المستهلك العادي مهما كان أجره متدنياً وأراحتها من متاعب الإنتاج والإضرابات العمالية لزيادة الأجور. وبهذا أيضا أنقذها "الصفر" في الشرق من ضغوط "الخضر" في الغرب.
لكن الصين عرفت كيف تستغل هذا الحب الطارئ لتبني على قاعدته تحت راية الحزب الشيوعي الصيني اقتصادها الرأسمالي المزدهر بعد فقر مدقع زمن الاحتلال الياباني وبعد الثورة الشعبية التي اكتنفها الكثير من الصراعات. وأصبحت اليوم منافسة للولايات المتحدة على الهيمنة على العالم وبذلك أصبحت في الوقت نفسه العدو رقم 1 للجمهوريين كما للديمقراطيين في الولايات المتحدة – وخاصة راس المال المالي المتصهين المهيمن عليها – الطامحة لإبقاء هيمنتها وهيمنة الدولار على العالم إلى حين استبداله بالعملة الرقمية.
تحول الصين إلى "فبركة العالم" ، ما جعلها قادرة على منافسة الجميع وتأمين كل ما تتمناه السوق العالمية من سلع منافسة سعرا وجودة لم يترك - إلى جانب غيره من اقتصادات الرأسمالية الشابة التي بدأت تنشأ وتتطور قدراتها ضمن إطار منظمة البريكس -اضطر العالم الراسمالي الغربي إلى أن يجد له منفذا جديدا للاستغلال الرأسمالي واقتناص الأرباح. هذا المنفذ كان في مجالي تكنولوجيا المعلومات والصحة خصوصا. ولأجل استخدام الأولى في الثانية بعد أن استنفدت تكنولوجيا المعلومات الكثير من قدرتها على اجتذاب الربح بدأ التفكير في التوظيف في الصحة، لا سيما في مجال الهندسة الوراثية الناشئة حديثا والمتطورة بالتوازي مع تطور عالم المعلوماتية. ولهذا الغرض استُخدمت منظمة الصحة العالمية كمطية للبزنس الجديد. فتم إطلاق ما أطلقوا عليه اسم "جائحة الكورونا" من مختبرهم في الصين وبدأوا يعطونه كل صفات الجائحة مستخدمين كل ما وصلت إليه أيديهم من تطويع للحكومات وإخضاع لها شراء أو إغراء أو ابتزازاً أو تهديداً بمنع بيع البلد أي دواء حتى الشاش والقطن أو تهديدا بالقتل أو قتلاً في الخفاء إلى قرارات المنظمة المذكورة التي اعتلوا صهوتها لتسوّق بزنسهم هذا عبر ترهيب شعوبهم، إلى تشغيل وسائل التزوير الإعلامي العالمية والمحلية ليل نهار لتخويف الناس من الفيروس اللعين، إلى اتخاذ الإجراءات العملانية من قبل الحكومات الخاضعة كالغرامات والإغلاقات وفرض تباعد الناس اجتماعيا بعضهم عن بعض متحججين بالفيروس الذي لا يفقه الناس اصلا شيئا عنه سوى ما أخبرتهم إياه هذه المافيا العالمية المركبة. والأصوات المعارضة حوربت أيما محاربة لمنع سماعها.
هكذا وصلنا إلى فرض التطعيم الذي در وسيدر على مطلقي هذا البزنس مليارات الدولارات من خلال حكومات الدول. ولئن ظهر بعض من مضاعفاته في الحال في شكل وفيات وتوعكات، فإن مضاعفاته البعيدة ستكون مجالا واسعا لازدهار جيوب أصحاب المليارات الغربيين المنافسين للوليد الصيني الجديد.