الخراب القادم، او درس التخريب، بمفهوم -مظفر النواب- ..


حسام تيمور
2023 / 9 / 3 - 16:23     

"فيسبوكيّات"
"خواطر في السياسة و سياسة الحقيقة" ..
١_
القيم اللبرالية و منطق الحداثة، هي التي تنتج مواقف من قبيل ضد الصهيونية، لكن مع قضية "الوحدة الوطنية".
او "عياشة النظام" هنا، هم "شياتة العسكر" في الجزائر، و هي مسكوكات يقولها و يرددها مناضلون حراكيون فقط البارحة تم اغتصابهم بالعصا، دون الحديث عن اسلافهم، من قردة ما يسمى بالربيع !
لكن ما الحل ؟
_معاداة الصهيونية تعني قطعا خسارة القضية الوطنية، طبعا على اساس ان التذلل لها قد يؤدي الى حسمها بشكل نهائي.
_التصهين معناه خسارة الوطن جملة، اي الوطن و القضية معا،
_و الممانعة تعني، خسارة القضية، و بعد ذلك خسارة الوطن كذلك .. ههه
هذا هو الاشكال الحقيقيّ، و هذا حال مجتمعات الاوباش، و ثقافة الاوباش، و معارضة الاوباش، و نضال الحاجة، المادية و المعنوية و النفسية و الاجتماعية و الثقافية.
٢_
لم تتدهور اوضاع الشعوب بهذا الشكل السافر، إلا بعد ظهور "حرافيش" ما يسمى بالثورات، و الحراكات،
الشعب يريد .. أنا أريد .. ماذا تريد ؟
عندما يتوهم المرضى النفسيون انفسهم مثقفين او منتجين لفكر او محركين لفعل ثقافي ؟! تكون هذه هي النتيجة، تفقد سلطة الاستبداد صوابها في البداية، لكنها تعود بشكل اقوى و أقوى، و كأن تلك الهبات كانت بمثابة لقاح جديد للانظمة و الاجهزة، و بنيات الاستبداد، حيث تقوم فكرة اللقاح على اخذ الجسم المضاد او المعارض في اسوء و اضعف حالاته، و استخدامه لتنشيط "المناعة".
هكذا حسمت السلطة حربها مع الشعوب، مع المفكر الصلب، و المثقف العضوي، و الفيلسوف،
و هكذا تركت اوباشا بلا ضمير و لا عقل، يتسولون الاهتمام و الشفقة، بعاهاتهم الفكرية و الثقافية، و جهلهم المركب، يسمونها كتبا و دواوينا، و دراسات و ابحاث، قبل ان تُصدم "السلطة" نفسُها، و تجد نفسَها امام واقع مريح، مفاده ان هذه الطفيليات مستعدة لحرق الاخضر و اليابس، من اجل فتات الفتات، بما في ذلك مدارس الفكر و الفلسفة و سلفيات الشعر و الأدب، و القيم و معاني الاشعار و بقايا الشعارات،
و انظر الى ثورجيي الأمس، كيف انهم يعرضون انفسهم على اكشاك السلطة، في الاعلام و الادارة، و المنصب الوضيع جدا، و كيف تبيع مناضلة الامس، جسدها، من اجل شبه وظيفة، او شبه مدخول، او بقشيش، بعد ان يئس هؤلاء جميعهم من ان تضعف السلطة، و تأتي لمساومتهم على "مواقفهم" ؟!
لقد كانت السلطة منذ البداية مع هذه القلاقل، و مع استنبات هذه المواقف، و السلطة تعلم اين تكون، و اين ستكون، بعد سنوات، او اكثر، كونها المتحكم الفعلي في انماط الانتاج،
لكن ما الحل مرة أخرى ؟
كما هو واضح للعيان و العيّان، لا وجود لحل !
٣_
_الممانعة ليست حلا، امام تهديد واقع لا يرحم، و عالم متغير لا يتوقف،
_التذلل للاقوياء كذلك لا يرحم، كون ان القوي لكي يبقى قويا، يجب عليه استغلال الآخر، و تحطيمه، بعد الانتهاء منه !
٤_
يطلع علينا بعض اوباش الوجود، و الخطاب المعارض، و اليسار الاصلاحي، من منتجي "روتيني السياسي" و الغثاء الادبي، و الايديولوجي، قائلين، عند كل ازمة او ضائقة :
الحل في تقوية الجبهة الداخلية، و الديمقراطية، و توزيع الثروة، و المساواة، و اقرار الحقوق،
يجب أولا اطلاق سراح المعتقلين على خلفيات شيء يمكن تسميته أي شيء، الا "الاعتقال السياسي".
٥_
ليس دفاعا عن نظام، و لا عن سياسة، كما يقول "الاوباش" المفلسون، الذين عاثوا في الفكر و الثقافة فسادا، بل في معنى انعدام وجود للنظام و السياسة معا، و هذا ما يرسخ له الاوباش، ان هناك نظاما، و هناك سياسة، و هنا تقبل السلطة بهذيانهم، ك كلاب سائبة، او فائض انتاج، يرمى لها بعظمة او بقايا ساعة الرخاء، و يتم اعدامها او تسميمها بارخص الطرق، في الاوقات الحرجة، كلاب ضالة سائبة !
يسترسل خطاب عاهرات السلطة المتخلى عنهم،
"لا يمكن لن يتقدم وطن يضع خيرة ابنائه في السجون ! مكانهم ليس السجن" !
هنا لا نعلم صراحة، و رغم قساوة الفكرة، او الصيغة التعبيرية، لكنها الحقيقة الوحيدة وسط كل هذا العبث، لماذا لم يتقدم هذا الوطن، عندما كان هؤلاء الخيرة "احرارا" طليقين ؟؟
ثم ماذا كان يفعل هؤلاء "الخيرة" قبل اعتقالهم مثلا ؟
"بوعشرين" مثلا ؟ و سليمان، و الحراكيون و باقي "المواقفيّة" من الموقف الذي يؤدي الى الوقفة المؤدى عنها طبعا ؟
بعد الربيع قبض بوعشرين كثيرا، مقابل تبني خرافة الدستور او "جنين الدمقراطية" كما سماه انذاك في اول افتتاحية لما بعد الاستلام و الاستسلام، و شرع في ممارسة كافة انواع الجنس الشاذ على مستخدماته في مقر العمل !
كان الريسوني كذلك، غلامه المفضل، في مقاولته او مشروعه الاعلامي الكبير، يبحث عن ضالته "الشاذة" حتى افتضح امره، او حتى عمد الجهاز التناسلي للسلطة، الى استهدافه.
كان عمر يكتب و يبحث و يستقصي، عن اراضي الدولة، التي تذهب الى خدام الدولة، و هذا امر طبيعي كذلك !
فهي دولة الاسياد و الخدام و العبيد، و ليست دولة النظام و الشعب، و ليست كذلك كما يريدونها، كوكتيلا من الاسياد و البارونات و العبيد و الاوباش، و كثير من العلب الليلية و الملاهي، و مومسات الفكر و الثقافة، و التسلق الطبقي ! "الديمقراطية".
و بوركت اجهزة السلطة على تشبثها بالمبدأ ! و لعنت كذلك اذا اعطت فلسا لوبش كاذب، مقابل صمته او تغييره لخطابه !
وحدهم يتساقطون بسرعة و سهولة، عند اول ضائقة، او نزوة، او احساس بالخوف، او الطمع، او فقط رغبة في التباهي بفتات، يمارسون الدعارة و يبيعون اجسادهم و ذواتهم، بالتقسيط الممل و المريح كذلك ! كعاهرة وسخة يديرون الظهر للجميع ولا احد، كونهم هم وحدهم اللاعب و الجمهور، و الملعوب به،
(اغلبهم مريض نفسيا، يتعاطى ادوية الفصام و الفصام الثنائي القطب على فكرة) !
٦_
الحقيقة الوحيدة،
كان اغلب الحراكيين شبابا عاطلا، يفكر بالهجرة، او بيع نفسه لبقرة هولندية، او ينتظر ان تبيع اخته نفسها هناك، لكي يظفر بفرصة للعيش، كما فعل اغلبهم بعد خروجه مقابل عفو ملكي.
لكن فعلا و بحق السماء، ماذا كان يفعل هؤلاء ؟ خيرة شباب الوطن، قبل اقبارهم في السجون ؟
كانوا عالات على المجتمع، كما يقول واقع اغلبية شباب المنطقة طبعا، قبل واقعهم، بدون تعليم ولا حرفة ولا موهبة، يقضون النهار نائمين، و الليل ساهرين، على امل جلسة خمرية، او شواية سردين مجانية في الحسيمة، او قطعة حشيش في الناظور ! او بقشيش في مدن الوسط او الداخل الكبرى، حيث يحترفون الوشاية و مص القضيب ! و يشهرون بطاقة الانتماء للريف تارة، و للامازيغية تارة اخرى، لابتزاز ريع جمعوي، او ثقافي،

٧_
الحل ؟
تقوية الجبهة الداخلية تتم عبر اطلاق سراح التاريخ، لكي يعود و يخبر الارض، بأن فوقها قذارة ما بعدها قذارة، هي "شعب عبيد"، ينتج و يعيد انتاج بنية متردية، بقايا يهود و بربر و اعراب و بدو رحل، مع نطف اوروبية سائبة،

الحل لا يوجد، و الحلول الوسط هي زيادة في الالم الذي يسبق اقتلاع الورم الخبيث الذي تعفن اكثر من اللزوم،و اشاع العفونة حوله !

و سيكون مؤلما طبعا و بالضرورة، لكنه ضرورة، رغم عن انف كل الهرتلات و الصراخ و العويل، يمينا و يسارا..
و من يغفل عن سنن التاريخ، فإن سنن التاريخ لا تغفل عنه !