العولمة تنشر ثقافاتها عبر(الانترنيت) و(وسائل التواصل الاجتماعي) بما لا تتفق مع ثقافة المجتمع الدينية والاجتماعية في اغلب بلدان العالم / 4


فواد الكنجي
2023 / 9 / 3 - 09:51     

فالخروج عن قيم المجتمع مبعثها وسائل التواصل الاجتماعي؛ لان (العولمة) التي تسيطر على ثقافة (الانترنيت) و(وسائل التواصل الاجتماعي) تحاول بشتى وسائل وأساليب؛ بث ونشر ثقافات لا تتفق مع ثقافة المجتمع الدينية والاجتماعية في اغلب بلدان العالم – وليس فحسب – بلدان الشرق والشرق الأوسط أو بلدان العالم الثالث، فـ(ثقافة العولمة الرأسمالية) التي تسيطر في المطلق على ثقافة التي تبث عبر (شبكات الانترنيت) والتي اغلبها موادها ومعلوماتها لها أهداف إيديولوجية مسيسة تخدم مصالح الرأسمالية وخصوصا لارتباطها بنمط العلاقات الشخصية وأنماط الحياة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات (الليبرالية الرأسمالية) التي تسيطر على ما تبثه شبكات (الانترنيت)، ولما كانت (الإنترنيت) هي الوسيلة إلكترونية التي يتعامل معها الشباب والمراهقين بكثرة وهم متفاوتون في السن والمهن والمستويات الدراسية والعلمية؛ وهذه التقنية أي تقنية (الإيصال والاتصال عبر الإنترنيت) وبث المعلومة هي أداة الربط فكرية وذهنية و معنوية بين المستخدمين بمختلف تقنياتها على شبكة (الإنترنيت)، فاندفاع الشباب نحو (الانترنيت) ومواقع التواصل الاجتماعي يأتي بدرجة الأولى نتيجة :
أولا.. طول فترة الفراغ في حياة الشباب .
وثانيا.. ارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم .
وهذا الأمور هي التي تجعلهم يرغبون بـ(الفرار) من الواقع، فيلجئون إلى (الانترنيت) ليقطعوا فيه فراغهم؛ فيبحثون عن مواقع الصداقة والتعارف؛ وهذا ما يبعدهم عن جو المنزل؛ وهو الأمر الذي أدى إلى انزلاق الشباب والمراهقين في مغريات ما يعرض وما يسمع والتي جعلت (الأسر) و(المجتمع) أمام امتحان صعب وكبير في كيفية تربية أبنائهم التربية الصحيحة التي تجنبهم ما تبثه ثقافة (العولمة الاجتماعية) والإشكالات التي أحدثته في ظل التقدم التكنولوجي وما شهده العالم من تطورات هائلة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتي أصبح معها العالم أشبه بقرية صغيرة – والتي شاء من شاء أو آبى من آبى – فرضت (عولمتها) على كل مجتمعات العالم بأساليب وحجج لخلق واقع جديد مغاير لواقع المجتمعات أين كانت؛ ففلسفت (عولمتها) بمناهج خاصة وتحت عنوان (عولمة المجتمعات) لتنميطها وفق رؤيتها وتحت عناوين التحضر.. والتقدم.. والحرية.. وإطلاق العنان للاختلاط.. والإباحية ودون حدود أو أية قيود؛ لضرب صميم المجتمعات المحافظة وقيمها وعاداتها وتقاليدها التي اعتادوا عليها في تنشئة أطفالهم وتربيتهم؛ والتي كانت تتميز اغلب هذه المجتمعات بخصوصية تتعامل مع محيطها بالمحبة.. والتعاون.. والاحترام المتبادل.. والتآخي.. وعدم التميز.. والترابط.. وبقدر كبير من ثقافة الاحترام.. والوئام.. والتكاتف.. والانضباط الذاتي في العلاقات مع بعضهم البعض أو مع غيرهم.. وبقدر كبير من الوعي والإدراك .
يتبع