من أو ما وراء -مقتل- بريغوجين؟


مشعل يسار
2023 / 9 / 1 - 20:01     

تعقيب اللجنة الأيديولوجية التابعة للجنة المركزية لحزب العمال الشيوعي الروسي على مقتل زعيم "فاغنر" بريغوجين

وهكذا، على المستوى الرسمي، تم الإعلان عن وفاة بريغوجين ورفاقه في حادث تحطم طائرة.

ومع ذلك، فإن هذه القصة لا تزال بعيدة عن الوضوح، ويكتنفها الكثير من الغموض. هل كان بريغوجين وصحبه على متن الطائرة، أليس هذا تمثيلية بهدف الاختباء من أجل مواصلة البزنس تحت أسماء أخرى؟ ثم الظهور في اللحظة المناسبة؟ يقولون أن أسماءهم تم إدراجها في سجل الرحلة، ولكن... إذا لم يصعدوا على متن الطائرة! فالطائرة يملكها بريغوجين نفسه، والسجلات هناك ستكون كما يحتاج هو نفسه.

إذا كانوا قد هلكوا فعلا فما سبب حدوث الكارثة؟ ألم تكن مثلا مقصودة ووراءها أحدهم؟ وإذا كان الأمر كذلك فمن المستفيد؟ أوليست هناك محاولة للخروج من المأزق القانوني الذي حشرت نفسها فيه السلطة إذ أعلنت بريغوجين بدايةً متمرداً وخائناً ثم بعد ذلك أغلقت القضية وتركت المتمردين أحراراً طلقاء؟ أليست هناك محاولة لـ"حفظ ماء الوجه" في مثل هذا الموقف الحساس؟ فنحن نعرف عدداً من الحالات التي اكتنفها الغموض، حين فاجأ الموت شخصيات مشهورة مختلفة، بغض النظر عن توجهاتها السياسية كبيريزوفسكي وموزغوفوي وآخرين؟. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فكيف حدث الأمر حقا، فكل ما في الأمر أن الطائرة انهارت لحالها وهي في الجو وتناثرت أجزاؤها على مساحة كيلومترات؟ أسئلة، أسئلة ... ومن غير المرجح أن نكتشف الحقيقة. هذا الاحتمال سيكون ممكنا فقط إذا ما تغيرت السلطة.

ومع ذلك، فمن المؤسف أننا لم نسمع أبدًا خطاب بريغوجين الذي كان معلنا أنه سيحصل في مجلس الدوما، والذي وعد فيه بالكشف عن الحقيقة الكاملة حول "غرائب وعجائب" هذه الحرب المستمرة. لن نسمعها الآن. وهذا أيضًا ربما يحتاجه شخص ما ... و"الغرائب والعجائب" تستمر في التنامي. بالمناسبة، وصل الى رقم قياسي هذا العام حجم تسليم اليورانيوم الروسي إلى الولايات المتحدة. من المستفيد من هذا، يا ترى؟

هكذا، إلى سلسلة الوفيات و/أو الاختفاءات الغريبة، تمت إضافة حالة أخرى من هذا القبيل. ومن المؤكد أنها لن تكون الأخيرة، فهذه الحالات ستتكرر طالما أن التعطش للربح والمكاسب، أي الرأسمالية، هو المسيطر على العالم.

لا ينبغي أن تأخذوا الناس على أنهم أغنام غبية وبلا عقل!

فالناس يرون أن التجارة مع الأعداء مستمرة على الرغم من الحرب والأزمات، وأن الأوليغارشيين يزدادون ثراءً. وهنا، كما يقال، لا يمكن أن يقتصر الأمر على استبدال الأشخاص المسؤولين بآخرين. هنا يجب تغيير النظام بأكمله.