فلاديمير بوتن، ضبع الصهيونية، مازال عند وعده لاسرائيل بعدم اغتيال زيلينسكي


حسام تيمور
2023 / 8 / 26 - 16:22     

بوتين صهيوني اكثر من الصهاينة، و ما تعرض له بشار الاسد و نظامه من اذلال و اهانة و تحقير على يد بوتن و افراد نظامه العسكريين خصوصا، يتجاوز مؤامرات الغرب و الشرق و الناتو و السلف و الاخوان و الشيوعية و الظلامية مجتمعة !
الروس في الحقيقة هم صهاينة كذلك، و أكثر من ثلث كيان الخنازير هم روس، اضافة الى ثلث آخر من مملكة الموز، في المغرب الأقصى ..
إن تدخل الروس في سوريا مثلا هو بالدرجة الاولى لحماية مصالحهم، و الاجتهادُ فيه هنا هو نفس "فكرة اذلال العربي و التنكيل به"، كما هي موجودة في قواميس الغرب الاستعماري، أي اهانته و احتقاره و اعادة اغتصابه، فقط هنا السياق يشير الى المعارضة، معارضة الناتو، و الاخوان، و المتطرفين، لكنه العربي فقط، دائما و أبدا، و تماما كما تفعل الطائفة العلوية بغيرها، من العرب، عن طريق الفرقة الرابعة و فرع المخابرات الجوية و فرع "فلسطين"، حيث تُسلخ جلود المعارضين عن لحمهم !
لكن كيف يتم احتقار بشار الاسد بشكل واضح و موغل في الوضوح و الفصاحة، ولا يكترث الوثنيون الجدد، من شيوعيي "صدقة على الله" .. او اخر الزمان، و فتنة آخر الزمان، التي مصدرها دائما بلاد الشام ؟
هم بذلك يقبلون بنفس الامتهان و الاهانة، و هم كلاب ذليلة، و كائنات دونية مفلسة اخلاقيا !
هل يعني هذا مثلا، المعنى الفلسفي النيتشوي، ان البعض يفضل الموت على رؤية اوهامه تتلاشى ؟
ثم هل فعلا يعلق هؤلاء "الشيوعيون" املا على روسيا بوتن؟ او حتى على الاتحاد السوفياتي، الذي استعمل بعض اقطار العرب كمستودعات ذخيرة، و مرآب للخردة، دون ترك أي اثر يذكر، في باقي المجالات المفيدة او ذات المنفعة سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا ؟ ام ان فاقد الشيء لا يعطيه ؟
هل نتخيل ان فيلسوفا عملاقا بحجم "الطيب التيزيني"، و الذي لم يكن على فكرة معارضا، بل كان ينتمي عضويا للحزب الحاكم، و الدائرة القطرية، و المربع الشمولي، و قريبا من الاله .. الجحش ..
هل نتخيل كيف خاطبه "كلب الزعيم" او رجل المخابرات ؟
كان الموضوع وقفة سلمية، قبل حدوث الكارثة، تطالب باطلاق سراح عدد من المعتقلين، هم كذلك من اعضاء الحزب الحاكم، او الجناح الاصلاحي داخله، و كانوا يطالبون بقطع الطريق على "المؤامرة" الكونية القادمة، حتى هو كان كذلك يقول بالمؤامرة، و الحرب الامبريالية على سوريا، لكن هذا لم يشفع له،
_انا فلان، انا طيب تيزيني، الفيلسوف (الذي ظهر في التلفزيون الرسمي، بامر الزعيم طبعا) يناظر الشيخ "البوطي".
يجيب كلب المخابرات، "فيلسوف على كس امك يا ابن الشرموطة"... بعدها صفع تم جر ثم تعنيف ثم احتجاز لا تُعلم تفاصيله، قبل اطلاق السراح مع تعهد بعدم مغادرة البيت، الى حين اول جلسة حوار وطني، بقيادة الزعيم، حيث احضرته المخابرات كالخروف، مخدرا، لا يعلم ماذا يقول او ماذا لا يقول ، تماما كمشهد العثماني الاخواني عند توقيع اتفاق التطبيع! و هكذا بقي حتى تاريخ وفاته بعد حوالي عشر سنوات !
كذلك وسط هذه الفترة، زار المغرب، و بعد اول دقائق من الكلام، انهار باكيا امام الحضور،
او "عندما بكى الطيب تيزيني" على وزن "عندما بكى نيتشه" .. !
"رمضان قديروف" غلام بوتين المفضل، هو كذلك نسخة للنصرة و داعش، لكنه موال لبوتن، و كذلك هو ادان و توعد بالانتقام من حرق المصحف، ربما اكثر من السلف و الاخوان الذين يتحسسون مؤخراتهم خوفا من مخابرات الانظمة باختلاف توجهاتها و ميولاتها، و هي في المجمل شاذة تستمتع باغتصاب المعارضين؟
لكن الوثنيين هنا لهم رأي آخر ! فقط لانه يوالي بوتين ضد الغرب !
ما اقحب هؤلاء الشيوعيين، او بقايا الحطام العربي !
نجد في الداخل الصهيوني كذلك صراع القطبين، اليمين الصهيوني المتطرف و اليمين الديني المتطرف كذلك، و بواجهتين حزبيتين هما حزب الليكود و مجموعة احزاب، منها البيت اليهودي و "اسرائيل بيتنا" ، القطبان يختلفان في بعض النقاط، طبعا، و هما نقيضان ايديولوجيان/سياسيان، او انتخابيان، من وجهة نظر اختزالية محضة، نظرا لتعقيدات المجتمع اليهودي، لكن لا يمكن نفي اثر هذا التناقض حتى في نظرة او تعامل الغرب مع الحكومات الناتجة عن هذه التناقضات، و منها رفض ادارة بايدن التواصل مع "بينيت" لمدة اشهر، و كذلك "نتنياهو"؟ بعد مغادرة "بينيت"، بسبب وجود "متطرف" ديني آخر داخل الحكومة هو "بنغفير"، لكن ماذا عن صنم الشيوعيين و الوثنيين الجدد ؟
في السياسة كما على المستوى الشخصي، هما صديقان حميمان لبوتين، سمن على عسل، و قس عليه باقي طراطيره في الجيش و السياسة و الاقتصاد، و كذا حمير الاسفار في دولة صهيون.
مباشرة بعد مغادرته لمنصبه في قيادة الحكومة، الذي لم يعمر فيه سوى أشهر، يحكي "بينيت"، عن زيارته الثانية الى "موسكو"، على خلفية انطلاق الحرب الاوكرانية، او مباشرة بعد اندلاع الازمة، (في الوقت الذي كان بايدن يرفض الاجابة على مكالمات بينيت)
يحكي "بينيت" انه طلب وعدا من "بوتن" بعدم اغتيال زيلينسكي"، و اخذ منه هذا الوعد، يلمح كذلك أن الهدف من هذه الزيارة كان هذا، وعد بعدم اغتيال "زيلينسكي"، لضمان هامش حركة له، و مشاهد بطولة و استعراض، للمهرج اليهودي، يستعمله الغرب في مواده المخدرة، لصناعة بطل بلاستيكي، يحمل هم الدفاع عن شعبه و بلده، بهدف بيع و تقديم اكبر قدر ممكن من السلاح ..
"ليست شركات السلاح هي التي تقدم السلاح مجانا، بل الدول هي التي تقدم السلاح مجانا، الشركات تبيع و تقبض بالدولار" ...
يسترسل "بينيت"، في نفس اللقاء الصحفي المتلفز، على قناة عبرية، انه مباشرة بعد ان اخذ الوعد من "بوتن"، و قبل مغادرة الكرملين، راسل زيلينسكي، عبر الهاتف، و قال له بامكانية الخروج من الحفرة، دون خوف من الاغتيال، و يؤكد كذلك، انه راسله من الكريملين بواسطة "واتساب".. كون ان شبكات الاتصالات كانت معطلة تماما، كتذكير حيوي بحقيقة تسلسل الاحداث، /او مُعادل الصدق و الدقة في سرد الحكاية و القصة، حيث ان اول ما قامت به روسيا في الاسبوع الاول هو ضرب كافة شبكات الاتصال الاوكرانية، قبل دخول اقمار ايلون ماسك على الخط.
... و إلى اليوم، مازال ضبع الاوليغارشيا الصهيونية الوضيع "فلاديمير بوتن" عند وعده ل "نفتالي بينيت"، او سادته الحقيقيين، بعيدا عن خدر الايديولوجيا و الاقتصاد و الاقطاب و المصالح، بعدم تصفية "زيلينسكي"، بينما نقض عهده بعدم الاقتراب من "يفغيني بريغوجين" كما تم الاتفاق برعاية "لوكاشينكو"،
و الثمن لن يدفعه "بوتين" بطبيعة الحال، بوصفه جثة مهترئة و مسرطنة، كما حال الاوليغارشيا الحاكمة، بل ستدفعه "روسيا الدولة" بأكملها .