|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
تحلل مفاهيم العقل البشري ..الحمله المثيليه ...أنموذج
لم تعد الانسانيه , لم يعد , البشر بكافة تلاوينهم الاجتماعيه ..يقفون عند حافة الهاويه التي كانت تدفع بهم الراسماليه نحوها ..بل البشريه الان انزلقت فعلا في اتون البربريه الجديده التي تضمحل فيها خطوط الفصل بين الانسنه وبين الحيوانيه ’ ’ هذه الحيوانيه التي غادرها الانسان منذ الالاف السنين وكان ما يزال في نشاط دؤوب وحرص على ادامة عزلته وانعتاقه منها..الى ان وقع اخيرا في كماشه النظام الاجتماعي الراسمالي ...ذاك الانعتاق لم يكن متاصلا في الانسان كدوافع غريزيه ولا هو نزعات وجدانيه متساميه بل كان نتيجه حتميه وافراز حتمي لطبيعة نشاطه في مجرى ادامة وجوده واعادة انتاج نوعه في اتجاهات متشابكه ومترابطه ولكنها تتمركز منطلقه من الكيفيه الخاصه لاداء نشاطه الاقتصادي ..فالخصيصه التي يحوزها جهده الانتاجي التي هي بالاضافة الى محاكاة الطبيعه تكون بالضروره - محوره - وليست - متأقلمه - كما هو الحال في عالم الحيوان ..هذه الخصيصه شملت كل مفرده وجوديه للانسان وادخلت كل واحده منها في علاقة جدليه معقده ...وبالتالي كان الانسان كائنا محور ومحور ( بضم الميم وفتح الحاء وفتح الواو, ضم الميم وفتح الحاء وكسر الواو !) ..فاعل ومفعول ...الانسان كمفهوم شامل قام خلال مسيرته التاريخيه وبشكل دوؤب بابتكار نفسه كموجود مستقل ومهيمن .....ومثلما حور الصخره لتكون مطرقه او منجل ومثلما حور ارض الغابه لتكون حقلا ومثلما حور مجر النهر ليكون قناة ..فان الانسان ايضا حور كل مفردات وجوده بما فيها من سلوكيات غرائزيه ..ونحن هنا وبقولنا الانسان انما نستخدمه مجازيا كاشاره لهذا التغيير الدوؤب , لان المحرك الجوهري لهذا الانفصال عن العالم الحيواني انما يعود سببه الى ماهية الجهد والنشاط الانتاجي الخاص بالانسان ..وعلى سبيل المثال فان غريزة الخوف كان تترجمها سلوكية الهرب في نمط الصيد , لتتحور وتتحول الى سلوكية التحصن لاحقا في عهد الزراعه والاستقرار ..ايضا في مرحلة الصيد والاقتناء كانت سلوكية اشباع الغريزه الجنسيه واعاده انتاج النوع تميل الى المشاعه بينما تحورت سلوكيتها في عهد الزراعه الى نوع من انواع الملكيه الخاصه التي اشترطتها مستلزمات الانتاج الزراعي !والتي تتمحور في شكلها النهائي بشرط التكوين الاسري ..هذا التكوين شهد اولى انواع السلطه الموضوعيه بعد ان كانت سلطه ذاتويه تعتمد على استجابة الذات بتطوعيه تامه ,هنا ظهرت السلطه الجينالوجيه ( الامومه ’ الابوه ) وكان هذا جوهر المبدأ العام الذي حكم البشريه في تصنيف الوظيفه الاجتماعيه تبعا لتصنيف الاحاديه الجنسيه (الذكر والانثى ) مع ان الكثير من الحقائق سواء التاريخيه منها او العلميه تقول بان سلوك الغريزه الجنسيه للانسان ليس نقيا بما يكفي لان تصنف غريزته بانها احاديه ..وبينما القانون البايلوجي قد فصل الانسان عن الكائنات الخنثيه – مزدوجة الوظيفه الجنسيه – امثال السلاحف البحريه الخضراء والضفادع وطير الكاردينال والافعى ذو الراس البرنزيه التي تتوالد عذريا بدون شريك ..فان جزء من البشر بقى وحسب الكثير من المؤشرات قريبا لممارسات وسلوكية قرد البونوبو والبجع الاسود ومعشر الاسود بذكوره واناثه ! ان هذا الجزء من الانسان , اعتبر على مر المراحل التاريخيه جزءا شاذ بكونه خارج نطاق قنونة الممارسه الجنسيه التي ابتكرها الانسان في مجرى تنقيته لها تحت شروط انعكاسات عمليته الانتاجيه وتداخلاتها ,انه حكم ليس بجائر بل انه العدالة والجق بذاتها ’ فما دام بقاء الانسان , ديمومه المجتمع ’ تعتمدان على نشاط الانتاج الذي بدوره كان مشروطا ومقيدا ومحكوما بقوة الجسد والمطاوله , سواء كان يمارس الصيد او يمتهن الرعي او الزراعه .وعلى مدار لحظات الزمن التاريخي كان بحاجه الى بأس وشده وعدوانيه ..فانه كان بحاجه مصيريه لان يحافظ على ذكوريته وان يتقن بشكل صارم عملية حفظ انعكاسات هرمون الذكوره المسؤول عن ذلك ’ وبالمقابل كان وبنفس درجة الحرص يوجه عنايته لادامة عملية انتاج نوعه التي لايمكن من ان تتم بوجه سليم ما لم تقنون ممارسة الجنس وفق مبدئها الاحادي الغيري ’ دام هذا الحال عشرات الاف السنين , حتى حل عصر الانتاج الصناعي الذي تغيرت فيه مفردات الشروط الانتاجيه وانعكاساتها ..وكان اعادة تنظيم اشباع الغريزه الجنسيه واحد من واجهات تخلخل التوازن القديم الذي بدى يعتري مجمل القيم والمفاهيم ..وكان كيان الاسره بما يتضمنه من مفاهيم ازليه قد بدى يتعرض لهجوم الحركه التغيريه باعتبار ان الاسره هي معقل القنونه الغريزيه ..المصانع الضخمه كانت بالمقابل تشهد ولادة الدعوه الى تحرير الجنس من قبضة الزواج ..وما هي فتره زمنيه قصيره حتى ظهرت على السطح ظوابط تنظم الجنس الحر بعد ان كان خطيئة مجرمه ..وبالتدريج ومع ظهور دوله الرفاه في مراكز السطوه الراسماليه بدء مفهوم الجنس الاحادي الغيري يتحلل ..لابل ان نمط الجنس المثيلي ذاته قد شهد تغيرا غير عقلاني وغير مبرر ..والا كيف تفهم قنونة ( زواج المثيلين ) ؟ انها مزاوجه لفظيه غريبه بين بنيتين وظيفيتين متناقضتين ! الا ان يكون فهمها بانها نسف لمعنى الزواج ومعنى الاسره وما يتشعب من هذا النسف من انعكاسات ..قد يكون من المعقول جدا حماية (المعاشره الجنسيه ) من طائلة القيم القديمه ..لكن من غير المعقول الابقاء على نصفها الميت ولصقه بما هو جديد ..ان هذا لهو معنى عميق يدلل الى محاوله تدمير كل اسس المنطق العقلي وما يتكور حولها من مفاهيم وقيم عامه ..وبالمعنى الفلسفي بامكاننا ان نؤشر الى ان المثليه الجنسيه بما هي ظاهره استثنائيه او طارئه خارج نطاق النمطيه السلوكيه الا انه لم تكون كذلك الا بكونها تعطيل لوظيفة الجنس الاجتماعيه ! و اذا كان الانتاج وتراكم الثروه في مراكز راس المال قد تجاوزت الشروط القديمه لها بما في هذا من اشتراط التكوين الاسري وبشكل نهائي . يكون ادراك علة هذا الحراك القانوني امرا معقولا بما هو خاص بتلك المجتمعات , لكن يبقى التساؤل المحير عن ماهية ودوافع تصدير المثيليه المقنونه الى الى مجتمعات الاطراف ؟! ان التشخيص القائل بان الجنس المثيلي صار مسيسا من قبل قوى راس المال , انما هو امرا نافلا لا جدال فيه ..لكن شئنا ام ابينا فنحن مطالبون بتناول قضية الجنس المثيلي بموضوعيه وحس وجداني ..وان الاطار المناسب لتناول هذه القضيه يجب ان يكون محددا بالاتي
|
|