مجموعة إيكواس تداعب مجموعة بريكس


خالد بطراوي
2023 / 8 / 20 - 00:41     

يقول الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام أن قادة "إيكواس" يعلنون (في سرهم) موعدا محتملا للتدخل العسكري في النيجر.
"إيكواس" هي "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" وتضم كل من الرأس الأخضر ونامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والسنغال والسيراليون وبنين وبوركينا فاسو وغانا وساحل العاج ونيجيريا وتوغو والنيجر.
هذا وقد أعلن قادة اركان كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو أنهم بصدد عقد إجتماع لبلورة خطة عسكرية لمواجهة إحتمالية هذا التدخل العسكري.
يأتي إعلان مجموعة "إيكواس" هذا قبيل إجتماع مجموعة "بركس" في الثاني والعشرين من الشهر الحالي (آب) حيث – وكما أشرنا في مقالة سابقة لنا بعنوان ضياع – "تضم هذه المجموعة كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا وسيكون على جدول أعمال هذه القمة مسألة " وقف غطرسة وهيمنة الدولار" بالسعي تدريجيا الى إستخدام عملة جديدة ترتبط بالذهب الخالص، تمردا على ما فعله الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون عام 1971 بتحرير الدولار من إسناده بالذهب، وسيشكل التعامل بعملة البركس ضربة للدولار واليورو معا، مع الإخذ بعين الإعتبار مباشرة بعض دول البركس التنفيذ الفعلي للتخلص من الدولار حيث وقعت في آذار العام الحالي كل من البرازيل والصين إتفاقا بينهما يحررهما من التعامل بالدولار الأمريكي".
إذا يحاول قادة "إيكواس" إستباق أحداث ومخرجات مجموعة "بريكس"، ومن نافلة القول أنهم يصرحون بهذا التلميح بالتحرك العسكري بدعم من الولايات المتحدة الإمريكية والغرب الأوروبي.
لكن ذلك يشكل محاولة يائسة وبائسة تسعى لوقف الزحف الروسي في القارة الإفريقية، ولا تهدف الولايات المتحدة إلا الى أثارة الحروب والنزاعات في هذه القارة وهي على إستعداد للتضحية بمواطني دول "إيكواس" لأجل ذلك.
يقول المثل العربي "من يريد أن يفعل لا يتكلم" ، وبالتالي فما إعلان مجموعة "إيكواس" بأنها حددت موعدا لبدء العمليات العسكرية في النيجر، إلا سذاجة وخاصة في العلوم العسكرية التي تعتبر أن أهم ضربة توجه للعدو هي الضربة الأولى غير المتوقعة.
أيام معدودات بين تصريحات "إيكواس" وقمة "بريكس" وستظهر لنا الأيام ما هو القادم وما الفرق بين العملي والنظري.
وكما قال الشاعر
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود