|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
الدولار تاريخ القوة المهيمنة على الاقتصاد العالمي ...
سيطر الدولار في نهاية الحرب العالمية الثانية بعد أن انتصر الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة في الحرب. ظهرت الولايات المتحدة كاقتصاد قوي وعملة مستقرة ، بينما كانت الدول الأخرى منشغلة بإعادة بناء بلدانها المدمرة. لذلك ، لتجنب تقلبات عملاتهم (44) دولة ، وافقت على ربط عملاتها بالدولار الأمريكي ، والذي تم التوقيع عليه في مؤتمر كلمات بريتون في بينما كانت قيمة الدولار نفسه مرتبطة بالذهب ، حيث كان الدولار عملة آمنة ، قامت معظم الدول بتصدير واستيراد البضائع بالدولار. على الرغم من فصل الدولار عن الذهب في عام 1971 ، على الرغم من انخفاض قيمته ، لا يزال الدولار يهيمن على التجارة الدولية. يعتبر الدولار العملة العالمية الوحيدة التي هيمنت منذ ما يقرب من مائة عام. وفق ما هو موثّق في التاريخ الأميركي وعلى موقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، فلم يكن ظهور الدولار كعملة رسمية بين ليلة وضحاها، إذ مرّت عملية اعتماده ثم سكّه وطرحه في النهاية، برحلة طويلة على مدار أكثر من عقد من الزمن. وبدأت الحكاية، بحسب ما ورد في كتاب جاسون غودوين، (العملة الخضراء: الدولار القوي واختراع أميركا) مع هجرات المستعمرين الأوروبيين إلى الولايات المتحدة عام 1620، حيث أخذ هؤلاء المستوطنون معهم في البداية ذهباً وعملات إنجليزية، لكنهم لم يكونوا من الأثرياء وسرعان ما نفدت الأموال وأصبحوا عاجزين عن شراء الغذاء وجلود الحيوانات وحاجات أخرى من السكان الأصليين للقارة الأميركية. وبعد وقت قصير من ذلك التاريخ، اكتشف المستوطنون أن أنواعاً معينة من الأصداف كانت ذات أهمية رمزية لعددٍ كبيرٍ من السكان الأصليين، وبناء عليه أمكن تبادلها مع المستعمرين الإنجليز مقابل ما يحتاجون إليه من أمور ضرورية، مثل الغذاء، إلّا أنّه وفق، غودوين، وبعدما أصبح التبادل بين المستوطنين أنفسهم مهماً للغاية، بدأ هؤلاء باستخدام سلع أخرى في عملية المقايضة. ففي المستعمرات الشمالية، استخدموا الذرة والأسماك، وفي مستعمرات جنوبية عدّة كانوا يفضّلون التبغ. وقد أُعلن الكثير من هذه السلع أموالاً قانونية على الرغم من أن بعضها لم يلق نجاحاً كعملة. ومع مرور السنوات، أدّى تذبذب قيمة التبغ في التداول وكان سعر السلع يختلف حال الدفع باستخدام العملة الصعبة، (الذهب أو الفضة أو قطع النقود من نوع ما)، بدلاً من استخدام أحد أشكال العملات القانونية مثل الأصداف، لأن العملة الصعبة كانت الأكثر قبولاً، بالتالي الأكثر نفعاً. وعلى الرغم من ذلك، لم يكن لدى المستعمرين الأوائل خيارات بديلة عن هذا الشكل المتطوّر للمقايضة لأن السلطات البريطانية رفضت السماح بتصدير قطع النقود الذهبية والفضية، كما رفضت السماح للمستعمرين بسك عملتهم الخاصة. فكان من الأسهل لهم استخدام العملات الإسبانية، التي باتت تتداول في الولايات المتحدة حتى أوائل القرن التاسع عشر. ومع تشدّد السلطات الإنجليزية والعبء الضريبي الذي فرضته الحكومة البريطانية على المستوطنين، قاد ذلك إلى حدوث قطيعة كاملة مع الجانب البريطاني، وعندها بدأت تتبلور الأصوات الأميركية المُطالبة بالاستقلال عن أوروبا، تحديداً إنجلترا، وتزامن ذلك مع تحرّك بعض الولايات الأميركية باتجاه طبع عملات خاصة. أبرزها كانت ولاية ماساتشوستس التي بدأت بالتعامل بالجنيه الماساتشوستسي عام 1652، ثم سرعان ما تكرّر الأمر في ولايات أُخرى. وبعد إعلان الاستقلال عام 1776 إثر حروب طويلة ومكلفة مع القوات البريطانية، حاول الآباء المؤسسين التفكير في وحدة الولايات المالية لدفع تكاليف تلك الحرب. وذكر بنيامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين للثورة، قائلاً "أصدر الكونغرس كمية كبيرة من الأوراق النقدية لدفع قيمة الملابس والسلاح وطعام الجنود وتجهيز سفننا، من دون دفع ضرائب لمدة ثلاث سنوات، لقد حاربوا وهزموا واحدة من أشدّ الأمم قوة في أوروبا". وبحسب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عرفت تلك الأوراق المالية الجديدة باسم "كونتننتالس" (تعني القاري) وسُمّيت باسم المجلس القاري الذي كان مسؤولاً عن إعلان الاستقلال والذي كان يدير الحرب ضد بريطانيا. لكن سرعان ما فقدت هذه الورقة المالية قيمتها مع انتهاء الحرب، وكان لزاماً على الجمهورية الجديدة وضع نظام اقتصادي ومالي جديدَيْن. وعام 1785، اجتمع المجلس القاري في نيويورك وأصدر الدولار في السادس من يوليو (تموز) ليكون عملة رسمية للولايات المتحدة الأميركية الجديدة. وفي قراره أوضح الكونغرس أن يكون النظام عشرياً ليعادل الدولار مئة سنت. غير أن خلافات دبّت بين أعضائه، أدت إلى تأخر سكّ العملة في أميركا حتى عام 1792، لكنه صمّم حينها على شكل 3 فئات، الفئة الأعلى كانت مصنوعة من الذهب، والأقل منها قيمة كانت مصنوعة من الفضة والأخيرة كانت مصنوعة من النحاس. واعتُمدت هذه العملة في العام ذاته العملة الرسمية للولايات المتحدة. وعلى مدار العقود السبعة اللاحقة، بقيت الأوضاع كما هي، إلى أن استطاعت وزارة الخزانة الأميركية طبع أوراق الدولار في منتصف الحرب الأهلية عام 1862، فظهرت العملة بشكلها الأخضر الحالي، وكانت مكوّنة من لونين الأسود والأخضر، استُخدمت حينها منعاً لتزييفها. ومنذ ذلك الوقت، ظهر الدولار في عالمنا وبدأت عملية الطباعة، إذ قدّر مجلس الاحتياطي الفيدرالي كمية ما طُبع بنهاية الحرب الأهلية الأميركية بنحو461 مليون دولار، وحينها جرّم الكونغرس من يرفض التعامل بها.
|
|