الخالق خلق الانسان ليكون خالقا بدوره ليبني الحضارة


محمود شاهين
2023 / 8 / 4 - 00:01     

لقمانيات (10)

91- الحساب والعقاب والتشريعات والقوانين والعادات والتقاليد والطقوس كلها مسائل من وظائف الخلق الانساني وليست من واجبات الخالق ـ فالخالق أسمى من أن يقوم بهذه المسائل وخاصة ما يتعلق منها بالحساب والعقاب.
92- لو لم يكن الخالق في حاجة إلى كائن حي أرقى من كل الكائنات الحية يرى ذاته فيه ويساعده في عملية الخلق ببناء حضارة انسانية تتجلى فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال ، لما خلقه !
93- من أراد أن يتعبد إلى الخالق فليحبه من كل قلبه ومن أعماق نفسه ، فلا عبادة عند الخالق أعظم من المحبة التي ينبض بها القلب وتختلج بها لواعج النفس.
94- ومن التعبد للخالق أيضا : أن تخلص في عملك ، وأن تحب للناس ما تحبه لنفسك ، وأن تسمو بالجمال ، وتسعى إلى الخيروالعدل والمحبة والكمال ورفعة الانسان، وتنبذ الشر، فتكون بذلك من المقربين إلى الخالق.
95- فناء الخلق فناء لذات الخالق المتجلية، لذلك لن يفنى الخلق، يقول محمود شاهين على لسان الخالق في نهاية قصيدته الصوفية عن مذهب وحدة الوجود الحديثة " إمّا أنت أو لا أحد " : " فأنا الكينونة دون حد / وآفاقي لا تحد/ فليس للحد منّي حد/ ولا حد حيث كنت / أنا الله أل بلا حد/ لا غنىً للخليقة عني/ ولا غنىً لي عن الخليقة / فنحن الواحد في الكلّ/ والكل ّ في الواحد يتحد /"
96- العقلانية في زمن التخلف كالسير في حقل ألغام يمكن أن يؤدي انفجار لغم فيه إلى مقتل السائر. لذلك قررت أن أوقف عقلي اعتباراً من اليوم!
97- يبدو لي أن إيقاف العقل ليس بالسهولة التي تخيلتها، وفي هذه الحال يتطلب الاستمرار الحذر الشديد لتجنب وطء الألغام ، رغم أنني لست متأكداً من ذلك، فثمة ألغام يصعب كشفها.حسبنا الله !
98- يضع شاهين عملية الخلق في قلب المعرفة العلمية ، حين يشير في قصيدته عن مذهب وحدة الوجود الحديثة إلى أن عملية الخلق بدأت بانفجار كوني ، قائلا على لسان الخالق :
...إلى أن ضاق بي الكمون / وضقت به/ فانفجرت/ محطماً جدران الهيولى التي عنها انبثقت/ لأنتشر في كون شاسع/حدوده لا تحد/ ولينبثق معي الخلق/ كائناً من رحم المهد
99- الكاتب الذي يعتقد أن دينه هو الوحيد الصحيح وأن ديانات البشرية خطأ ، كاتب جاهل وغير مثقف على الإطلاق! وقد تشكل كتاباته عبئاً ثقيلا على مجتمعه.
100-.. والكاتب الذي يرى أن كل معتقدات وديانات البشرية من وضع آلهة هو أيضا كاتب جاهل وغير مثقف على الإطلاق.
الملك لقمان