الشهيد البطل سلام عادل قلعة شامخة في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي


فلاح أمين الرهيمي
2023 / 7 / 20 - 13:40     

مواليد / 1922 نشأ وترعرع في مدينة النجف في أحضان عائلة دينية متنورة ويعود نسبهم إلى الشريف الرضي فزاول مهنة التعليم واعتنق الفكر الماركسي – اللينيني منذ شبابه حينما كان طالباً في المدرسة الثانوية وقد تمسك وسار وفق النهج اللينيني في عمله ونشاطه في الحزب الشيوعي العراقي عندما وجد فيه الضبط الحديدي والالتزام بمبادئ الحزب الشيوعي وقوة الحزم والصرامة في ممارسة السلوك وتطبيق النظرية الماركسية حسب واقع وتقاليد وعادات الشعب العراقي وحينما أصبح قائداً ومسؤولاً في عام/ 1953 عن منطقة البصرة ومن ثم انتخب سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي العراقي في حزيران عام/ 1955 كان ينفذ بحزم وصرامة المركزية الديمقراطية ومبادئ الحزب حسب خصوصية الشعب العراقي واستطاع تعبئة جماهير الشعب وزجها في النضال الجماهيري حتى أصبح الحزب الشيوعي أثناء قيادته الفذة يطلق عليه (حزب أوسع الجماهير) حسب قاعدة الحزب الشيوعي يقاس بسعة جماهيره وليس بعدد أعضاءه وقد ضرب مثالاً بطولياً في صموده وإخلاصه للحزب الشيوعي العراقي والعراق وطن وشعب أثناء تعذيبه على أيدي أصحاب الوجوه النحاسية في أقبية الحرس القومي في قصر النهاية واستشهد تحت التعذيب وكان أسطورة في الصمود والتحدي.
لقد ظهرت المواهب التنظيمية الرائعة والقيادية للشهيد البطل سلام عادل عندما استلم في عام/ 1953 تنظيمات منطقة مدينة البصرة وكانت هذه المزايا امتداد لمواهب الرفيق الخالد فهد الذي كان يعتبر النضال الجماهيري والنشاط الحزبي في الحراك النضالي الجماهيري مدرسة لتدريب الرفاق في الحزب الجرأة والشجاعة والإقدام مقرونة بالنشاط التنظيمي الحزبي الذي تنبثق وتظهر من خلاله تعاليم القيادة والتكتيك النضالي حيث كان الرفيق الخالد فهد يزج ويدفع بالرفاق في نشاط العمل الحزبي من خلال التظاهرات والإضرابات كي يتعلموا من خلالها الإرادة والقيادة وأسلوب التكتيك في الفرص المناسبة التي يكتسبها من خلال نشاطه وعمله مع جماهير الشعب المناضلة وأسلوب القيادة الحازمة والواعية والجريئة.
هذه المزايا النضالية ظهرت عندما تسلم الرفيق المناضل الشهيد البطل سلام عادل قيادة التنظيم الحزبي لمنطقة البصرة في عام / 1953 ... وفي تشرين أول / 1953 قام بأول إضراب في مصلحة نقل الركاب حيث أضرب (300 عامل) لمدة ثلاثة أيام مع المظاهرات فرضخت واستجابة مديرية مصلحة نقل الركاب في البصرة إلى مطاليب العمال ... وفي يوم 17 تشرين الثاني أضرب عمال اللاسلكي في ميناء البصرة وكان عددهم (150 عامل) لمدة تسعة أيام فاستجابت دائرة الميناء لمطاليب العمال ... ولكن موجة الإضرابات بلغت ذروتها في شهر كانون أول / 1953 عندما أضرب عمال نفط البصرة في 5/ كانون أول/ 1953 وعلى أثر هذا الإضراب نظم الحزب الشيوعي فرع البصرة عدداً من الإضرابات التأييدية لعمال نفط البصرة بين مختلف التنظيمات العمالية في البصرة وقد انتقلت الإضرابات إلى بغداد حيث أضرب عمال السكاير في بغداد تأييداً ومساندة لعمال نفط البصرة وقد اكتسب إضراب عمال النفط في سبيل مطاليب اقتصادية أهمية سياسية بالغة عندما أعلنت الحكومة العميلة الأحكام العرفية في مدينة البصرة لقمع الحركة العمالية دفاعاً عن شركات النفط الاحتكارية الاستعمارية حيث كان هذا الحادث الأول من نوعه بالنسبة لأسلوب الحكومة في قمع الإضرابات الاقتصادية في العراق وقد أحال مجلس الوزراء العراقي كلاً من جريدة (صوت الأهالي) لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي وجريدة (لواء الاستقلال) لسان حال حزب الاستقلال إلى المحاكم الجزائية على أساس أن هاتين الصحيفتان نشرت أنباء مبالغاً فيها عن حوادث البصرة واستنكرتا إعلان الأحكام العرفية فيها ونشرتا احتجاجات الأحزاب السياسية المقدمة إلى مجلس الوزراء معتبرة هذه التدابير التي قامت بها الحكومة إجراءات تعسفية لا يصح السكوت عنها.
وقد كان الإضراب اجتماعياً اشترك فيه جميع عمال النفط في البصرة والتجأ العمال إلى التظاهر لدعم إضرابهم من أجل التعجيل بتلبية مطاليبهم فاصطدم العمال المتظاهرون بالشرطة في اليوم الثامن للإضراب (12/12/1953) وفي اليوم الحادي عشر من الإضراب (15/12/1953) أطلقت الشرطة النار على العمال المتظاهرين فجرح عدد منهم كما أطلق أحد موظفي الشركة الانكليزي النار على أحد العمال وجرحه فنظم الحزب الشيوعي العراقي إضراباً عاماً في مدينة البصرة احتجاجاً على الأساليب الدموية التي استعملتها الحكومة العراقية ضد العمال ومساندتها للشركة الاحتكارية الاستعمارية وقد تعاون وزير الداخلية العراقية (سعيد قزاز) الذي قدم من بغداد إلى البصرة بالطائرة وأقام تعاوناً وثيقاً مع مدير الشركة الانكليزي لقمع الحركة النضالية العمالية في مدينة البصرة وإحباط الأحزاب مهما كلف الأمر من ثمن أي من الباونات الانكليزية ومن الرصاص ودماء بالنسبة لوزير الداخلية وعلى أثر ذلك قامت الشرطة العراقية باعتقالات بالجملة بين العمال المضربين والمؤازرين معهم من عمال وطلبة وكادحين وجماهير من أبناء الشعب في البصرة ونقلتهم مباشرة إلى سجن (نقرة السلمان) الصحراوي وقامت الشركة بفصل العمال بالجملة وتحت ضغط هذه الإجراءات التعسفية وبطش الأحكام العرفية انتهى الإضراب بعد (13 يوماً) دون تحقيق مطاليب العمال المضربين ... ولكن بالرغم من كل الأساليب الوحشية كان لإضراب عمال مدينة البصرة في الحقيقة محوراً لوثيقة العمال ووثبة البصرة المناضلة ضد الاحتكار الاستعماري لنفط العراق.
وفي اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المنعقد في حزيران عام/ 1955 انتخب الشهيد البطل (سلام عادل) سكرتيراً عاماً للجنة المركزية فكانت مبادرة الشهيد المناضل سلام عادل في نفس العام الذي انتخب فيه سكرتيراً عاماً للحزب حيث تأليف وتشكيل اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود فكانت البداية الأساسية لحركة الضباط الأحرار التي لعبت الدور الأساسي في تفجير ثورة 14/تموز/1958 وإصدار جريدة باسم (حرية الوطن) وصدر العدد الأول منها في شهر كانون الثاني/ 1955.
استطاع الحزب الشيوعي أن يختط بقيادة سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية منهجاً جماهيرياً في العمل السياسي ومنهجاً تنظيمياً عزز كيانه واتخذت المشروعية الحزبية في المبادئ التنظيمية اللينينية طريقها إلى حياة الحزب الداخلية وقد تتوج هذا النهج السياسي التنظيمي بعقد المجلس الحزبي (الكونفرنس الثاني في أيلول/ 1956) واتخذ وثيقة برنامجية بعنوان (في سبيل تحررنا الوطني والقومي) وكانت هذه الوثيقة تتضمن الخطوط العامة أساساً لوحدة القوى الوطنية في الظروف الجديدة حيث وجدت حركة التحرر العربي نهوضاً جديداً بعد أن برزت إلى الميدان دول عربية متحررة تناهض الامبريالية الاستعمارية والصهيونية ... وفي 19/ حزيران/ 1956 تم استبدال اسم جريدة الحزب الشيوعي العراقي من اسم (القاعدة) إلى اسم (اتحاد الشعب).
وفي ربيع عام/ 1955 كرس الحزب الشيوعي العراقي بقيادة الشهيد البطل (سلام عادل) نحو العمل في حقل العمل من أجل العلاقات الوطنية والحركة الديمقراطية الاجتماعية فاتصل ممثلو الحزب الشيوعي بقادة الحزب الوطني الديمقراطي وعدد من العناصر الوطنية والديمقراطية اللاحزبية وأقروا جميعاً (أن المطاليب الوطنية والديمقراطية لا يمكن تحقيقها إلا بالنضال الموحد الذي تخوضه أجنحة الحركة الوطنية المختلفة) وبعد تحديد أهم المطاليب الوطنية تم الاتفاق على أن تبدأ بتوحيد المواقف السياسية والمضي بتعزيز الصلات مع الأطراف الحزبية الأخرى واتفقت جميع الأطراف بالاتفاق على ميثاق عمل وطني مشترك والعمل في جبهة وطنية موحدة سياسياً وتنظيمياً وفي أواخر عام / 1955 تكونت لجنة واسعة مفتوحة من الشباب المثقف (شيوعيين وديمقراطيين مستقلين ومن الوطني الديمقراطي وقوميين مستقلين وحزبيين) وكانت اللجنة بلا اختصاص محدود فتارة تبحث في شؤون الأدب وأخرى تبحث في شؤون السلم وأخرى تبحث في الشؤون العربية وأخرى تبحث في شؤون النقابات والمنظمات المهنية كما بحثت هذه اللجنة طبيعة العمل الطلابي واندماج التنظيمات الطلابية الكردستانية وإرسال وفد طلابي موحد في صيف عام/ 1956 لحضور مؤتمر الطلبة الآسيويين – الأفرقيين في باندونغ كما تم تأليف منظمة موحدة للشبيبة العراقية ... في عام/ 1956 ولدت ظروف وفرضت نفسها بالضغط المتزايد على الحركة الوطنية وتصاعد حركة التحرر في الوطن العربي وفي أنحاء العالم والمواقف الجريئة والشجاعة لقوى المعسكر الاشتراكي الجبار وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي أدت إلى عزل زمرة نوري السعيد العميلة للاستعمار ومواقفها الخائنة لحركات التحرر العربي التي هيأة إلى نشوء ظروف مقومات وأسباب الاتصال والتعاون بين الأحزاب العراقية المختلفة وبمبادرات من الحزب الشيوعي العراقي بالقيادة الحكيمة والشجاعة للرفيق (سلام عادل) الذي كان أوسع نشاطاً واستعداداً للعمل الجبهوي الوطني حيث بادر ممثلو الحزب الشيوعي العراقي إلى الاتصال بممثلي حزب البعث العربي الاشتراكي الذي نظم نفسه بشكل سري وأصدر نشرة خاصة يعلن استعداده للتعاون مع الأحزاب الوطنية العراقية فتم التعاون مع هذا الحزب على انفراد وتبرع الحزب الشيوعي وقدم مطبعة لحزب البعث العربي الاشتراكي بعد أن كبس مقر حزب البعث العربي الاشتراكي من قبل مديرية الأمن العامة العراقية في شارع أبو قلام في بغداد وصادر مطبعته وفي نفس الوقت اتحدت قوى البارتي في حزب واحد (الحزب الديمقراطي الموحد الكردستاني في العراق) وأقام علاقات مع الحزب الشيوعي العراقي واستمرت الاتصالات وتبادل التعاون بين الحزبين وفي صيف عام / 1956 تم إقامة تعاون في المجال الوطني بين الحزب الشيوعي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وفي 16/ حزيران/ 1956 قدم قادة الحزبين الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال طلب تأسيس حزب واحد من خلال دمج الحزبين وأطلق عليه (حزب المؤتمر الوطني) ولكن الحكومة العراقية رفضت الطلب وفشل المشروع وفي هذه الفترة أممت دولة مصر شركة قناة السويس فالتهبت مشاعر العراقيين الوطنية والقومية وعبر الشعب عنها بتأييد منقطع النظير لمصر الجريئة والشجاعة وسخط عنيف لدى الشعب العراقي ضد حكامه الطغاة والعملاء للاستعمار والموقف الخياني الجبان لهم وجاء العدوان الثلاثي (البريطاني والفرنسي والإسرائيلي) ليفجر لهيب المشاعر الوطنية للشعب العراقي فكانت انتفاضة عام/ 1956 التي جرفت كل العوائق والمطبات أمام تحالف القوى الوطنية العراقية وتقود متكاتفة الأكف لملايين جماهير الشعب العراقي المتطلعة إلى الحرية والسيادة والاستقلال والسير في موكب الشعوب العربية المتحررة وشعوب العالم السائرة نحو التقدم والسلام والاشتراكية وارتفع صوت الغضب العراقي هاتفاً ... وإذا تكاتفت الأكف فأي كف تقطعون ... وإذا تعانقت القلوب فأين أنتم تذهبون ... ففي يوم 29/ تشرين أول/ 1956 بدأ العدوان على مصر المناضلة فاجتمع ممثلو الأحزاب الوطنية الأربعة (الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال وبعض الديمقراطيين المستقلين) في اليوم الأول للعدوان وتدارسوا الموقف واتخذوا قرارات موحدة مهمة وتأليف قيادة ميدان مشتركة للمظاهرات الجماهيرية من جهة ثانية وفي مساء ذلك اليوم حيث كان مقرراً عقد اجتماع قيادة الميدان فألقي القبض على أعضائها فقررت قيادة الأحزاب تعويضهم بمناضلين آخرين بدلاً عنهم وعقدوا الاجتماع والقيام بالمهمة رغم الصعاب الناجمة عن انكشافهم للعدو وقامت (200 مظاهرة) في ثلاثين مدينة عراقية وإضرابات جماهيرية على نطاق القطر العراقي دامت أكثر من شهرين مما اضطرت حكومة نوري السعيد إلى إعلان الأحكام العرفية وغلق المدارس والجامعات مرتين متواليتين وكان الشيوعيون البواسل في طليعة تلك المظاهرات وحركة الإضرابات والاعتصامات وقادوا معظم الحركات الجماهيرية بالتعاون مع الأحزاب الوطنية الأخرى وسقط في ميدان العز والشرف أول شهيد شيوعي (عواد رضا الصفار) كما ضاعف الحزب الشيوعي العراقي طاقة عمله ونشاطه في النشر والدعاية والتحريض وكان أبرز مثل على استعداد الجماهير لتطوير أساليب كفاحها في تلك الانتفاضة هو (العصيان المسلح في قضاء الحي) حيث كانت ملحمة بطولية خاضتها جماهير الحي الباسلة نموذج لبطولات شعب العراق العظيم الذي صمم على الانتصار وكانت عاملاً على تصليب الجماهير ورفع وعيها وحماسها ورص صفوفها بعزيمة أكبر وهكذا أصبحت الحركة الوطنية في الحي الباسلة قلعة حصينة من قلاع الكفاح الوطني ضد الاستعمار والاقطاع وحلف بغداد وطغمة نوري السعيد العميلة للاستعمار البريطاني
لقد شخص الحزب الشيوعي العراقي أن تلاحم قوى الشعب الوطنية ووضع برنامج موحد لها هو السبيل الأمثل لتحقيق أهداف الشعب العراقي وبقي يعمل الحزب بقيادة الشهيد البطل سلام عادل من أجل توطيد اللقاءات والاتفاقات بين الأطراف والقوى الوطنية التي فرضتها ظروف انتفاضة عام / 1956 حتى تكللت هذه الجهود بإعادة تشكيل اللجنة الوطنية العليا واتفاقها على إصدار بيان هام إلى الشعب العراقي :-
1) تنحية وزارة نوري السعيد وحل المجلس النيابي المزيف.
2) الخروج من حلف بغداد العدواني وتوحيد سياسة العراق مع سياسة البلاد العربية المتحررة.
3) مقاومة التدخل الاستعماري بشتى أشكاله ومصادره وانتهاج سياسة عربية مستقلة أساسها الحياد الإيجابي.
4) إطلاق الحريات الديمقراطية الدستورية.
5) إلغاء الإدارة العرفية وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين والموقوفين السياسيين وإعادة المدرسين والموظفين والمستخدمين والطلاب المفصولين لأسباب سياسية.
6) التنديد بمبدأ أيزنهار باعتباره شكل جديد من أشكال السيطرة الاستعمارية.
في 4/ شباط/ 1958 أعلنت الوحدة بين مصر وسوريا وفي 14/ شباط/ 1958 تم الاتحاد بين العراق والأردن رداً على مشروع الوحدة بين سوريا ومصر.
وفي الثاني عشر من شهر تموز/ 1958 أصدر الحزب الشيوعي العراقي بياناً داخلياً يخص أعضاء الحزب الشيوعي ويعلمهم عن حدوث تطورات مهمة في الأيام المقبلة في العراق ويدعوهم إلى الحذر واليقظة وفي صباح يوم 14/تموز أعلن من راديو بغداد سقوط النظام الملكي في العراق وإقامة الجمهورية العراقية على يد الجيش العراقي الباسل.
وقد ساهم الشهيد البطل سلام عادل بعد انتخابه سكرتيراً للجنة المركزية للحزب الشيوعي عام/ 1955 ومساهمة فعالة في القضاء على الخط الانعزالي للحزب وطوره على أساس القيادة الجماعية وعزز وحدته الفكرية والتنظيمية ودخل ممثلو الحزب الشيوعي في مفاوضات من أجل وحدة الشيوعيين العراقيين مع منظمة (راية الشغيلة) وعودتها إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في 13/ حزيران/ 1956 وكذلك مع منظمة (وحدة الشيوعيين) وآخرين من المنشقين والعودة والانصهار مع الحزب الشيوعي العراقي من خلال ما لمسوا به من القيادة الرشيدة والصائبة والمخلصة لمبادئ الماركسية – اللينينية للشهيد البطل سلام عادل وقد تم في 19/حزيران/1956 اختيار اسم جديد لجريدة الحزب الشيوعي (صوت الشعب) بدلاً من (اتحاد الشعب) ومنذ ذلك الوقت اختط الحزب الشيوعي العراقي بقيادة المناضل الشهيد البطل سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي منهجاً جماهيرياً استطاع به أن يكون أوسع جماهيرياً وحصل على لقب (حزب أوسع الجماهير) في العمل السياسي ومنهجاً تنظيمياً وفق الأسلوب اللينيني وقد تتوج هذا النهج السياسي والتنظيمي بعقد المجلس الحزبي (الكونفرنس الثاني) في أيلول/ 1956 بالرغم من الجو الإرهابي الرجعي الاستعماري وكانت وثيقة البرنامج بعنوان (في سبيل تحررنا الوطني والقومي) وقد استشهد في 10/ شباط/ 1963 في أقبية الحرس القومي في قصر النهاية على أيدي أصحاب الوجوه النحاسية من الجلادين تحت التعذيب وقد ضرب في صموده مثلاً للمناضل الشيوعي في الصلابة والإرادة.