بوب أفاكيان : الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ - مقتطف من الجزء الثاني من كتاب - الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان -


شادي الشماوي
2023 / 7 / 16 - 23:31     

بوب أفاكيان : الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ -
مقتطف من الجزء الثاني من كتاب " الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان "
---------------------------------------------------------------
الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 43 / ديسمبر 2022
شادي الشماوي
الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان
-------------------------------------------------------

مقدّمة الكتاب 43
الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ ؛ و نصوص لبوب أفاكيان

حينما صدر أوّل ما صدر سنة 2002 بالمكسيك ( Editorial La Chispa México, D.F., 2002 ) ، كان هذا الكتاب يحمل من العناوين عنوان " الحزب الشيوعي " لا غير . وقد أدخلنا تعديلات على العنوان مضيفين بداية نعت " الثوريّ " لتمييزه عن الأحزاب و المنظّمات التي لا تزال تطلق على نفسها صفة " الشيوعي زورا و بهتانا وهي في الواقع أحزاب و منظّمات تسعى إلى مناهضة الشيوعيّة الثوريّة على طول الخطّ فيما تتجلبب بجلباب " الشيوعيّة " ما يذكّرنا بعبارة إستخدمت كثيرا إبّان الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في الصين الماويّة 1966 و 1976 حيث كان أعداء الماويّة ينشرون خطّا إيديوزلوجيّا و سياسيّا رجعيّا يهدف إلى إعادة تركيز الرأسماليّة بينما كانوا يقدّمونه على أنّه ماويّة و شيوعيّة إلخ فصحّ عليهم تعبير رفع الراية الحمراء من أجل إسقاطها . فاليوم حيثما وجّهنا نظرنا نلفى أحزابا و منظّمات تمثّل دولا رأسماليّة إمبرياليّة مثل الصين الراهنة أو تشارك في السلطة كما هو الحال في الهند أين يشارك الحزب الشيوعي الهندي و منظّمات و أحزاب إصلاحيّة أخرى في سلطة دولة الإستعمار الجديد هناك ، أو أحزابا و منظّمات في كافة القارات تزعم تبنّى الشيوعيّة و الشيوعيّة منها براء . و علاوة على ذلك يحيلنا نعت " الثوري "على السمة التي وسم بها فردريك أنجلز ، أحد مؤسّسي الماركسية / الشيوعيّة ، كارل ماركس في خطابه الذى ألقاه على قبر ماركس منبّها إلى أنّ ماركس أوّلا و قبل كلّ شيء و فوق كلّ شيء " ثوريّ" و من هنا من يحوّل الماركسيّة إلى فكر إصلاحيّ لا يمكن أن يكون ماركسيّا / شيوعيّا حقّا.
و إلى ذلك ، في العنوان عرضنا بإختصار مضمون الكتاب أي مقتطفات من أقوال ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو تسى تونغ و ربطا لتلك المقتطفات ببعض الدروس الإضافيّة المستخلصة من العقود الأخيرة من النضال الشيوعيّ و الصراع صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة و منظّماتها و أحزابها ، ألحقنا بهذا الكتاب نصوصا لبوب أفاكيان تنقد أمراضا معاصرة تنخر جسم الأحزاب الشيوعيّة و نقصد الشوفينيّة و الإقتصاديّة / الإقتصادويّة و تشرح أهمّية القيادة الشيوعيّة و تأسيس الحزب الشيوعي الثوري الحقيقيّ و بنائه كأداة لا بدّ منها متى أردنا القيام بالثورة الشيوعيّة و تحرير الإنسانيّة .
و نلفت عناية القارئ و القارئة إلى كوننا سعينا جهدنا إلى إعتماد الترجمة العربيّة لكتب صادرة عن عدّة دور نشر ، لنصوص رموز الشيوعيّة الثوريّة كلّما كانت متوفّرة و أملى علينا غياب نصوص لم نعثر عليها باللغة العربيّة رغم قصارى الجهد المبذول في البحث عنها هنا و هناك ، إلى تعريبها بأنفسنا و ينسحب هذا بوجه خاص على بعض خطابات ماو تسى تونغ و كتاباته التي لم ترد ضمن الأربعة مجلّدات الأولى من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " باللغة العربيّة لدار النشر باللغات الأجنبيّة ، بيكين .
و فضلا عن هذه المقدّمة المقتضبة ، محتويات هذا الكتاب 43 أو العدد 43 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " هي الآتي ذكرها :
الجزء الأوّل : الحزب الشيوعيّ
1- للقيام بالثورة البروليتاريّة ، لا بدّ من حزب شيوعي

2- الحزب الشيوعي هو الحزب السياسي ّ للطبقة العاملة . و الطبقة العاملة هي القوّة القياديّة و الفلاّحون هم حلفاؤها الأصلب
3- الغاية الوحيدة من وجود الحزب الشيوعي هي تحرير الإنسانيّة عن طريق الثورة البروليتاريّة ، الإشتراكية و الشيوعيّة
4- يجب على الحزب أن يمارس الأمميّة البروليتاريّة و يجب أن يُبنى كجزء من حركة البروليتاريّا العالميّة
5- المهمّة المركزيّة للحزب الشيوعي هي إطلاق حرب الشعب و قيادتها
6- يجب أن يقود الحزب كلّ شيء
7- وحده حزب يستوعب النظريّة الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة بوسعه أن ينهض بمهمّة الطليعة المناضلة
8- دمج النظريّة و الممارسة . دمج الحقيقة العالميّة للماركسيّة و الممارسة الملموسة للثورة في بلد معيّن
9- هناك حاجة إلى حزب طليعي يعرف كيف يرفع وعي الجماهير إلى مستوى فهم مصالح الطبقة البروليتاريّة
10- الجماهير تصنع التاريخ و من واجب الحزب أن ينصهر فيها و يتعلّم منها
11- النضال الثوريّ من أجل إفتكاك السلطة هو الرئيسيّ و النضال المطلبيّ متمّم ضروريّ
12- عندما لا يوجد حزب شيوعيّ ، المهمّة الأكثر إلحاحا على كاهل الشيوعيّين و الشيوعيّات هي تشكيله
13- صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي يحدّد كلّ شيء . و الحلقة المفتاح في تشكيل الحزب البروليتاري هي صياغة خطّ و برنامج صحيحين
14- يتطوّر الصحيح في نضاله مع الخاطئ عبر الجدال و صراع الخطّين
15- قبل أن نتوحّد و من أجل أن نتوحّد ، لا بدّ من تحديد الإختلافات تحديدا صارما و دقيقا
16- النضال ضد الإمبرياليّة خدعة دون النضال ضد الإنتهازيّة
17- لا بدّ من و يمكن تكوين قادة و ثوريّين محترفين
18- ممارسة النقد و النقد الذاتيّ
19- المركزيّة الديمقراطيّة هي المبدأ التنظيمي للبروليتاريا
20- ينبغي مواصلة الثورة في ظلّ الإشتراكيّة للإطاحة بالقادة السامين للحزب أتباع الطريق الرأسمالي
21- يضع الشيوعيّون و الشيوعيّات في المقام الأوّل مصالح الشعب و الثورة
الجزء الثاني : نصوص لبوب أفاكيان
(1)
بوب أفاكيان : لا بدّ من حزب ثوريّ إذا أردنا القيام بالثورة – الفصل الثاني : هل يمكن أن نستغني عن القيادة ؟
الديمقراطية التشاركيّة :
الفوضويّون :
مسألة فلسفيّة :
" الماويّون " :
الضرورة و الحرّية و الحزب :
الخيار الحقيقيّ الوحيد :

(2)
الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ
الخطوط و القاعدة الإجتماعيّة – علاقة جدليّة :
ما هي القيادة الشيوعيّة ؟
(3)
خطّ ثوريّ فى تعارض مع " الإقتصاديّة " / الإقتصادويّة و الشوفينيّة
+ ملحق من إقتراح المترجم : الحركة رائعة ... لكنّها ليست كلّ شيء ... الشعب يحتاج إلى الثورة
(4)
كلّ ما نقوم به هدفه الثورة
" إثراء فكر ما العمل ؟ "
- التسريع بينما ننتظر – عدم الركوع للضرورة :
- الدور الثوري المحوري للجريدة الشيوعيّة :
- مقاومة " النزوع العفوى إلى كنف البرجوازية " :
عمل ثوري ذو مغزى
- نشر الثورة و الشيوعية بجرأة :
- ثقافة تقدير و ترويج و نشر شعبي :
- مقاومة السلطة و تغيير الناس ، من أجل الثورة :
- بناء الحزب :

ملحق الكتاب : فهارس كتب شادي الشماوي
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(2)
الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ
مقتطف من خطاب لبوب أفاكيان سنة 2009 :
" تأمّلات و جدالات : حول أهمّية الماديّة الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى "
جريدة " الثورة " عدد 162 ، 19 أفريل 2009
www.revcom.us

و يؤكّد كلّ ما سبق على الدور الحيوي للخطّ – و القيادة – في علاقة بمسألة أيّ نوع من التغيير سيحدث ، أيّ نوع من التحويل للمجتمع . و من الأكيد أنّ تغييرا سيتمّ . و على الدوام ، سيجدّ صنف أو آخر من التغيير و وُجدت و ستوجد مرّة أخرى تغييرات كبرى في العالم و في المجتمع الإنسانيّ . فالمجتمع ، ككلّ واقع ماديّ ، لا يمكن أن يظلّ كما هو و لا يظلّ كما هو . يشهد تغييرات بما في ذلك تغييرات في نقاط كبرى معيّنة ، حتّى تغييرات نوعيّة . لكن مسألة الخطّ و القيادة حيويّة في تحديد في نهاية المطاف ما هو نوع التغيير، ما هو نوع التحويل للمجتمع و أساسا ما هو نوع الثورة الذى سيكون ممكنا، حتّى إذا و متى تنهض الجماهير و تطالب بالتغيير الجذري و تقاتل من أجله .
الخطوط و القاعدة الإجتماعيّة – علاقة جدليّة :
و في إرتباط بهذا ، من المهمّ أن نعيد التشديد على نقطة تعرّضنا لها آنفا ألا وهي العلاقة الماديّة الجدليّة بين الخطوط و القاعدة الإجتماعيّة . و هذا يعنى من ناحية ، أنّ الخطوط تعكس بعض القواعد الإجتماعيّة . أو لنضع ذلك بطريقة أخرى، تمثّل طبقات معيّنة . و هذه نقطة لمستها من خلال الأمثلة المتنوّعة التي ناقشتها هنا و بطرق أخرى إلى الآن في هذا الخطاب. تركّز الخطوط المصالح و المطامح الأساسيّة لمختلف الطبقات ؛ و تمثّل الخطوط المختلفة قوى طبقيّة مختلفة . و مجدّدا – خاصة في المجتمع البرجوازي لكن حتّى في المجتمع الإشتراكي ، مصلحة طبقة لا يمكن تمثيلها ، على الأقلّ بأيّ معنى تام ، عفويّا ، هي مصلحة البروليتاريا التي تمثّل بالمعنى العام مصالح الجماهير المستغَلّة و المضطهَدَة بصورة عامة . و كلّ مصالح الطبقات الأخرى و الخطوط التي تمثّلها ، يمكن – في ظلّ هيمنة البرجوازيّة و إيديولوجيّتها و مع كامل تاريخ حكم الطبقة المستغلّة و تأثيره إيديولوجيّا الطبقات المستغِلّة – أن تنطوي على الكثير من العفويّة لكنّها تتطلّب قطيعة واعية مع العفويّة كيما يجرى تقديم خطّ و كيما تعترف الجماهير بخطّ وتتبنّاه ، خطّ يمثّل عمليّا مصالحها الجوهريّة كطبقات و جماهير شعبيّة مستغَلّة و مضطهَدَة .
لذا ، من ناحية ثانية ، تعكس الخطوط قواعدا إجتماعيّة أو طبقات مختلفة و متعارضة . و بالمعنى الجوهري و الأساسي – و إن لم يكن بشكل خطّي مستقيم و ليس الكلّ ضربة واحدة – الخطوط المختلفة تتقدّم بقواعد إجتماعيّة مختلفة . و سبب تشديدي على أنّ ذلك لا يجرى " بشكل خطّي مستقيم " و ليس الكلّ ضربة واحدة – يمكن ملاحظته مجدّدا في مثال الثورة الإيرانيّة . فمن الأشياء الحيويّة بشأن التمرّد الثوري – و هذا يتبيّن بالمثال السلبي في الثورة الإيرانيّة – هو أنّه بقدر ما تطوّرت و لم يُقطع الطريق أمامها بنوع من " الاتّفاق في القمّة " ، بقدر ما تمكّنت الجماهير من الوعي و من تجريب مختلف الخطوط و البرامج المرتبطة بها – مختلف المصالح و الطموحات المتركّزة في هذه الخطوط و البرامج .( بكلمات أخرى، في الحديث عن الخطوط أتحدّث عن النظرات إلى العالم و برامج التغيير الاجتماعي – أو لمعارضة التغيير الاجتماعي – المتناسبة مع نظرات هؤلاء إلى العالم ). في تمرّد إجتماعي حقيقيّ و خاصة تمرّد يتطوّر إلى أبعاد ثوريّة ، الناس المعنيّون مباشرة ، و الذين بصفة أوسع متأثّرين بصورة لها دلالتها يرتفع وعيهم و يختبرون مختلف الخطوط و البرامج ، و مع الزمن يحومون و تحوم الجماهير الشعبية أكثر فأكثر حول هذه الخطوط و البرامج التي أتت إلى رؤيتها كأساس في إنسجام مع ليس مصالحها الأعمق فحسب بل أيضا مع حاجياتها الأكثر مباشرة و الأتمّ و التي توفّر في الوقت نفسه وسيلة واقعيّة لتغيير الأشياء تغييرا جذريّا عندما يكون التغيير الجذريّ هو الذى تراه أعداد متنامية من الجماهير ضرورة .
و هذا مرتبط مباشرة بتأكيد ماو تسى تونغ بصيغة صحيحة جدّا و متجاهلة جدّا - و حتّى ضمن بعض الشيوعيّين المزعومين، مفترى عليها عادة – على أنّ صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي لطليعة شيوعيّة أمر حيويّ : ما إذا كان في نظريّته و برنامجه و إستراتيجيّته يمثّل حقّا مصالح البروليتاريا و الجماهير المستغّلّة و المضطهَدة ، و وسيلة للتغيير الراديكالي للمجتمع عبر الثورة للشروع في إجتثاث الإستغلال و الإضطهاد ، إلى جانب النضال عينه عبر العالم ؛ أو ما إذا كان يمثّل، بشكل أو آخر، تعزيز ( أو على الأقلّ تعديل بسيط من الداخل ) لتلك العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة . و هذا ، بكلمات أساسيّة ، ما يعنيه مبدأ صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هو المحدّد . و كما نعلم ، الثورات سيرورات معقّدة للغاية ، و لا وجود لإمكانيّة تغيير جذريّ للمجتمع في خدمة المصالح العمليّة لجماهير الشعب المضطهَد و المستغَلّ دون قيادة قوّة تملك – و تقاتل بإستمرار للحفاظ على و تطبيق و تطوير– خطّ إيديولوجي و سياسي صحيح . و هذا في الواقع حيويّ مهما كان قدر السخرية المنصبّ على هذا المفهوم الجوهريّ .
ما هي القيادة الشيوعيّة ؟
هناك قدر كبير من عدم الفهم و الإلتباس حول مسألة القيادة الشيوعيّة ، إلتباس مرتبط إلى درجة كبيرة بالأفكار الغالطة حول – و في بعض النواحى معارضة ل – مبادئ الثورة الشيوعيّة ذاتها و لأهدافها – القيادة – و بصورة خاصة القيادة الشيوعيّة – مثلما تحدّثت عن ذلك ، تتركّز في الخطّ . و هذا لا يعنى مجرّد الخطّ كتجريدات نظريّة رغم أنّ مثل هذه التجريدات ، لا سيما طالما أنّها تعكس بصورة صحيحة الواقع و حركته و تطوّره ، في منتهى الأهمّية . بل بالمعنى الشامل هو مسألة قيادة كما يُعبّر عنها في قدرة الصياغة الصحيحة في الأساس للتجريدات النظريّة بإستمرار ؛ و صياغة و تنفيذ و قيادة الآخرين لتبنّى و العمل إنطلاقا من – و في أن يقوموا هم ذاتهم بمبادرات في التنفيذ – النظرة و المنهج و الإستراتيجيا و البرنامج و السياسات الضروريّة لتغيير العالم تغييرا راديكاليّا عبر الثورة نحو الهدف النهائي للشيوعيّة . و من خلال هذه السيرورة تمكين الآخرين الذين يقودهم المرء بإستمرار من أنّ يطوّروا أنفسهم و قدراتهم بشكل تصاعديّ للقيام بكلّ هذا . هنا يكمن جوهر القيادة الشيوعيّة .
و ليس الأمر أن نكون حاضرين جسديّا ضمن هذه المجموعة أو تلك من الجماهير . فقد قرأت تقاريرا تسجّل كيف أنّ الناس يقولون : " كيف لنا أن نعرف أنّ كلّ كلامكم عن بوب أفاكيان ينطبق حقّا عليه ، إن لم يكن تماما بيننا هنا ؟ ". و ضمن أشياء أخرى ، يعكس هذا عدم فهم جوهريّ لما هي القيادة الشيوعيّة و للواقع العمليّ و كذلك للتوجّه الإستراتيجي المعنيّ في بناء حركة من أجل الثورة . نحن نهدف إلى بناء حركة ثوريّة للملايين ، بإتّجاه الهدف العمليّ لإفتكاك مقاليد المجتمع و تغييره تغييرا جذريّا ، عندما تتوفّر ظروف القيام بذلك . و مهما كانت عظيمة حقّا القدرة على الحديث إلى الجماهير و التعلّم منها و كذلك الصراع معها ، أيمكن تصوّر فعلا أنّ قائدا ( أو أيّ عدد من القادة ، بالمناسبة ) لمثل هذه السيرورة الثوريّة ، و للحزب القائد لهذه الثورة ، بمقدوره أن يتواجد شخصيّا مع كافة هذه الملايين من الناس الذين يجب في نهاية المطاف أن يشكّلوا الثورة و يتحدّث إليهم ؟ إن كنّا نفكّر ببساطة بمعنى الحلقات الضيّقة نوعا ما ، و لم نكن نفكّر حقيقة في تغيير المجتمع و في نهاية المطاف العالم ككلّ ، حسنا الآن ، قد يكون من الواقعيّ المطالبة بأن الأعداد الصغيرة من الناس الذين سينخرطون عندئذ في القدرة على عقد اللقاء الشخصيّ ( " وجها لوجه " ) مع قائد ذلك . في هذه الحال ، مع ذلك ، من يهتمّ – لن يكون لذلك أيّة علاقة بما نحن من المفترض أن نكون بصدده و حقيقة يجب أن نكون بصدده : القيام بالثورة و التقدّم نحو الهدف النهائي أي الشيوعية عبر العالم . إن كنّا نفكّر حقّا في ملايين الناس المعنيّين – و أجل ، قيادتهم و في الوقت نفسه التعلّم منهم و تلخيص كلّ هذا تلخيصا علميّا ، خدمة لنوع الثورة التي نحتاجها عمليّا ، فعلينا أن نفهم أنّ القيادة الشيوعيّة تعنى شيئا مغايرا جذريّا نسبة لمفاهيم العلاقة المباشرة واحد لواحد بين القيادة و كافة الجماهير الشعبيّة التي ينبغي أن تنخرط في هذا .
و التالى ( مقتطف من خطابي في السنة الماضية ، " الخروج إلى العالم – كطليعة للمستقبل " الذى نشر في المدّة الأخيرة في جريدة " الثورة " ) يلامس مظهرا هاما من هذا :
" أوّلا ، هدف كتاباتى و خطاباتي ، و بالفعل هدف كلّ ما أقوم به كقائد شيوعي ، هو تطبيق نظرة و منهج المادية الجدليّة لمواصلة تطوير فهم علمي للعالم وتوفير القيادة في تغييره تغييرا جذريّا بإتّجاه هدف الثورة والهدف النهائي للشيوعية : في إرتباط بهذا ، بينما يجب أن أبقى نفسي ، و أنا أفعل ذلك ، على مستوى عال جدّا من النزاهة و الصرامة الفكريّتين ، و بينما أحترم الذين يطبّقون بعض ذات المعايير في حقل العمل الأكاديمي ، هدفى و مقاربتى ليسا هدف و مقاربة ذات الأكاديميّين الذين لا ينهضون بدور قادة شيوعيّين . مسؤوليّتى ، لا سيما دوري القياديّ ، تقتضى ( و إن لم تكن منحصرة في ) معالجة التناقضات الأكثر جوهريّة و المشاكل الأكثر إلحاحا في علاقة بالقيام عمليّا بالثورة و التقدّم صوب الهدف النهائي للشيوعيّة ، و توفير القيادة للآخرين للقيام بذلك . و جانب من جوانب ذلك هو مواصلة إنجاز و نشر شعبيّا تحليل و تقييم " للمشهد السياسي " المتحرّك أبدا – الأوضاع الموضوعيّة و دور مختلف القوى السياسيّة و الإجتماعيّة في علاقة بتلك الظروف الموضوعيّة . و بُعد مفتاح آخر لذلك هو أن أتناول بالبحث المسائل التي تجول في أذهان البروليتاريّين و جماهير قاعديّة أخرى ، و كذلك أناس من فئات أخرى ، لا سيما في علاقة بأشياء يمكن أن تثقل عليهم و تضع حواجزا في ما يتّصل برؤيتهم لكلّ من ضرورة الثورة الشيوعيّة و إمكانيّتها ، و العمل على ذلك الفهم – وهي مسائل تجهلها بصفة واسعة غالبيّة الأكاديميّين و يجهلها صراحة الكثيرون . بالمعنى الأعمّ ، في ما يتعلّق بالنظريّة و العمل الفكريّ ، دوري الخاص ليس الإجتهاد لتلبية الحاجيات الملحيّة و العميقة في مجال تطوير النظريّة ، و الخطّ والتوجّه الإستراتيجي ، خدمة لهدف الثورة و الهدف الأسمى للشيوعية ، فحسب ، بل هو أيضا إلهام - و أجل إستفزاز - آخرين في هذا المضمار و بصفة أشمل بمعنى المبادرة في الإشتغال على الأفكار و الخوض في حقل النظريّة ، بشكل واسع ؛ للمساعدة المستمرّة على تعميق الأساس و تطوير إطار البحث عن تطبيق نظرة و منهج الشيوعيّة للإنخراط في العمل النظريّ و التحليليّ ، مغطّين مروحة كبيرة من الحقول ؛ و متحدّين آخرين ، أبعد من صفوف الشيوعيّين ، للتفاعل الجدّي مع مثل هذا المنهج و مثل هذه المقاربة الشيوعيّة و النظريّة و التحليل الناجمين عن تطبيق هذا المنهج و هذه المقاربة ."
( " دور القيادة الشيوعيّة وبعض المسائل الأساسيّة للتوجّه و المقاربة و المنهج "، جريدة " الثورة " عدد 156 ، 15 فيفري 2009 ، التشديد في النصّ الأصلي ).
---------------------------------------------------------------------------------------------------------