خلاصة مقاربة عمل في قرطاج

كخلاصة القول: في قرطاج
لم تكن حروب قرطاج ضد الرومان وحدهم، إنما قد شملت حرب قرطاج الدفاعية ضد روما والإغريق من قبلهم، ولعلها تمثل حربا استراتيجية، أو لنقل كما لو كانت حرباً دفاعية عن البوتقة الحضارية بكليتها..
سواء أن أدركها المؤرخون، أو لم يدركونها، فإنها بطبيعتها وزمنيتها، إنما هي في جوهرها حرب بين شمال المتوسط و جنوبه..
ولعل هاني بعل بعدما أدرك سبلها ونهايتها المفجعة فقد أختار أن ينتحر، وذلك لشعوره بكون جميع النخب الحاكمة قد انفضوا من حوله، أو خانوا أوطانهم.. والقول لي..
وقول آخر لي/ عندما توارت بابل من الممارسة والفعل/ على يد الفرس ومن ساندهم/ غدت قرطاج بعد زمن ما، هي الوحيدة في الميدان/ لكون البداهة قائمة بكل عفوية في التاريخ والسياسة/ وهاهو: هاني بعل لجأ للبحث عن التراث التاريخي، فبعدما خذلته الطبقة الفاسدة المتحكمة في قرطاجة، وأقدمت على محاولة تسليم هاني بعل لروما/ لجأ إلى صور، لعله يعثر فيها على بعض من تراث بابل/ ليستعيد فيه قواه المحاربة، ولما خذله الواقع والوقائع/ اختار الانتحار كي لا يقع أسيراً لدى الأوغاد...
[ مع المشهد: البوتقة الحضارية سقطت عاصمتها بابل عام /593 ق م، وبقيت قرطاج تقاتل وحدها بين كر وفر، حتى سقطت قرطاج عام 164 ق م، وكان هاني بعل قد أدرك بحدسه السياسي، كون روما هي مركز الشر، وغامر هو بحصارها، بيد ان الطغمة السياسية الفاسدة المتمركزة في قرطاج خذلته مرارا ومرارا.. وكان ما كان..
أجل وأجل: كان من المشابه بمكان، أن يكون سيناريوا سقوط بابل يتماهي في خفاياه وماهيته مع سقوط قرطاج.. ]
وأجل، وأجل: لكم في التاريخ من مفارقات، ولكم كانت تتماثل أحداثه، مرة بما هو متماثل، وفيما بعده يتكرر بسخرية مرة.. / أبالغ أم لا هو سيان.. وهاهو المشهد يدلني كما جرى.. ؟؟