جذورُ العشق

عادتْ سنواتٌ طويلةٌ تفصلُ بيننا , فيا أيُّها القلبُ ابقَ بعيداً عمَّنْ لا يعرفُ العشقَ , وقابِلْ مَنْ يستحقُ هذا العشق , لتشعَّ الأنوارَ فيكَ مِنْ جديدٍ , فلا شيءَ يشبهُ فقدَ الروح إذا فقدت مَنْ تهوى وتعشقُ , فيا ليتَ مَنْ تركَ الفؤادَ خالياً وأعلنَ الرحيلَ أنْ يتمهّلَ في الهجرِ وألّا يمضي دونكَ يسكنُ بلادَ غربتهِ , فما رشحَ مِنْ لقاءنا الاخير كانَ دمعةً تتوجعُ للانَ وذكرى جميلةَ الحزن , إنّما عمرُ العاشقِ اياماً حقيقيةً يكونُ فيها بصحبةَ المعشوق , ما كتمتهُ قد ينفجرُ يوماً بركاناً يلتهمُ حتى أحلامنا , أحلامنا مُلكٌ لنا نستحضرُ فيها المعشوق كلَّما زادَ الحنين إليه , كلَّ شيءٍ ينشأُ نقياً ولكنَّ سرعانَ ما ينحطُ إلى صورةٍ ملوثةٍ إلّا العشق , كلَّ الأماكن دونَ وجودكَ غربةً يا ساكنَ القلب وبكَ القلبُ ممتلئ , آهٍ على مَنْ ظنَّ أنَّ جميعَ المحبينَ مثلهُ فأفرغَ قلبهُ فيعشقُ بجنونٍ ويعشقُ ليصبح خاليَ القلبِ منكسراً , فما قيمةُ القلبِ إذا أمسى فارغاً بلا حبيبٍ , مَنْ يحصدُ سنابلَ القحط مَنْ قلبي ويزرعُ فيهِ الياسمين ؟!, ستبقى شوارعي الخلفية مهدمة يعيثُ فيها الخراب ، أُحاولُ ترميمها بابتسامةٍ مصطنعةٍ , إنْ كانَ قلبك قد اختارَ غيري فإنَّ قلبي لنْ يختارَ عنك بديلاً , ألا ترى معي جذور عشقي كيفَ تمتدُ بعيداً بعيداً في أرضكَ ؟! . وأنتَ بوصلتي وكُلّي يتجهُ إلى كلّكَ ؟! , وكيفَ لِمَنْ يحبكَ أنْ يعشقَ غيركَ ؟! , لقد خلقنا الله مِنْ أجلِ العشق في هذا العالم , ولأني لَأعشقكَ بصدقٍ أغارُ عليكَ مِنْ أنْ يقتربَ منكَ أي عاشقٍ متسولٍ يريدُ أنْ يفتكَ بقلبي فدعني أغارُ عليكَ غيرةَ مجنونٍ لا يُشركُ في حبّكَ أحداً , فتعالَ وسلّمْ ليَ قلبكَ إنّي عليهِ حفيظٌ وبهِ عليم , تعالَ قبلَ أنْ تذبلَ قسمات وجهي ويشيخُ هذا القلب الحنين , تعالَ تعالَ فقط وأطمئن .