ممارسة النقد و النقد الذاتيّ - مقتطف من الجزء الأوّل ( الفصل 18 ) من كتاب - الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان -


شادي الشماوي
2023 / 7 / 2 - 00:38     

ممارسة النقد و النقد الذاتيّ -
مقتطف من الجزء الأوّل ( الفصل 18 ) من كتاب " الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان "
---------------------------------------------------------------
الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 43 / ديسمبر 2022
شادي الشماوي
الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ؛ و نصوص لبوب أفاكيان
-------------------------------------------------------

مقدّمة الكتاب 43
الحزب الشيوعي الثوريّ – مقتطفات من أقوال ماركس وإنجلز ولينين وستالين وماو تسى تونغ ؛ و نصوص لبوب أفاكيان

حينما صدر أوّل ما صدر سنة 2002 بالمكسيك ( Editorial La Chispa México, D.F., 2002 ) ، كان هذا الكتاب يحمل من العناوين عنوان " الحزب الشيوعي " لا غير . وقد أدخلنا تعديلات على العنوان مضيفين بداية نعت " الثوريّ " لتمييزه عن الأحزاب و المنظّمات التي لا تزال تطلق على نفسها صفة " الشيوعي زورا و بهتانا وهي في الواقع أحزاب و منظّمات تسعى إلى مناهضة الشيوعيّة الثوريّة على طول الخطّ فيما تتجلبب بجلباب " الشيوعيّة " ما يذكّرنا بعبارة إستخدمت كثيرا إبّان الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في الصين الماويّة 1966 و 1976 حيث كان أعداء الماويّة ينشرون خطّا إيديوزلوجيّا و سياسيّا رجعيّا يهدف إلى إعادة تركيز الرأسماليّة بينما كانوا يقدّمونه على أنّه ماويّة و شيوعيّة إلخ فصحّ عليهم تعبير رفع الراية الحمراء من أجل إسقاطها . فاليوم حيثما وجّهنا نظرنا نلفى أحزابا و منظّمات تمثّل دولا رأسماليّة إمبرياليّة مثل الصين الراهنة أو تشارك في السلطة كما هو الحال في الهند أين يشارك الحزب الشيوعي الهندي و منظّمات و أحزاب إصلاحيّة أخرى في سلطة دولة الإستعمار الجديد هناك ، أو أحزابا و منظّمات في كافة القارات تزعم تبنّى الشيوعيّة و الشيوعيّة منها براء . و علاوة على ذلك يحيلنا نعت " الثوري "على السمة التي وسم بها فردريك أنجلز ، أحد مؤسّسي الماركسية / الشيوعيّة ، كارل ماركس في خطابه الذى ألقاه على قبر ماركس منبّها إلى أنّ ماركس أوّلا و قبل كلّ شيء و فوق كلّ شيء " ثوريّ" و من هنا من يحوّل الماركسيّة إلى فكر إصلاحيّ لا يمكن أن يكون ماركسيّا / شيوعيّا حقّا.
و إلى ذلك ، في العنوان عرضنا بإختصار مضمون الكتاب أي مقتطفات من أقوال ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو تسى تونغ و ربطا لتلك المقتطفات ببعض الدروس الإضافيّة المستخلصة من العقود الأخيرة من النضال الشيوعيّ و الصراع صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة و منظّماتها و أحزابها ، ألحقنا بهذا الكتاب نصوصا لبوب أفاكيان تنقد أمراضا معاصرة تنخر جسم الأحزاب الشيوعيّة و نقصد الشوفينيّة و الإقتصاديّة / الإقتصادويّة و تشرح أهمّية القيادة الشيوعيّة و تأسيس الحزب الشيوعي الثوري الحقيقيّ و بنائه كأداة لا بدّ منها متى أردنا القيام بالثورة الشيوعيّة و تحرير الإنسانيّة .
و نلفت عناية القارئ و القارئة إلى كوننا سعينا جهدنا إلى إعتماد الترجمة العربيّة لكتب صادرة عن عدّة دور نشر ، لنصوص رموز الشيوعيّة الثوريّة كلّما كانت متوفّرة و أملى علينا غياب نصوص لم نعثر عليها باللغة العربيّة رغم قصارى الجهد المبذول في البحث عنها هنا و هناك ، إلى تعريبها بأنفسنا و ينسحب هذا بوجه خاص على بعض خطابات ماو تسى تونغ و كتاباته التي لم ترد ضمن الأربعة مجلّدات الأولى من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " باللغة العربيّة لدار النشر باللغات الأجنبيّة ، بيكين .
و فضلا عن هذه المقدّمة المقتضبة ، محتويات هذا الكتاب 43 أو العدد 43 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " هي الآتي ذكرها :
الجزء الأوّل : الحزب الشيوعيّ
1- للقيام بالثورة البروليتاريّة ، لا بدّ من حزب شيوعي

2- الحزب الشيوعي هو الحزب السياسي ّ للطبقة العاملة . و الطبقة العاملة هي القوّة القياديّة و الفلاّحون هم حلفاؤها الأصلب
3- الغاية الوحيدة من وجود الحزب الشيوعي هي تحرير الإنسانيّة عن طريق الثورة البروليتاريّة ، الإشتراكية و الشيوعيّة
4- يجب على الحزب أن يمارس الأمميّة البروليتاريّة و يجب أن يُبنى كجزء من حركة البروليتاريّا العالميّة
5- المهمّة المركزيّة للحزب الشيوعي هي إطلاق حرب الشعب و قيادتها
6- يجب أن يقود الحزب كلّ شيء
7- وحده حزب يستوعب النظريّة الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة بوسعه أن ينهض بمهمّة الطليعة المناضلة
8- دمج النظريّة و الممارسة . دمج الحقيقة العالميّة للماركسيّة و الممارسة الملموسة للثورة في بلد معيّن
9- هناك حاجة إلى حزب طليعي يعرف كيف يرفع وعي الجماهير إلى مستوى فهم مصالح الطبقة البروليتاريّة
10- الجماهير تصنع التاريخ و من واجب الحزب أن ينصهر فيها و يتعلّم منها
11- النضال الثوريّ من أجل إفتكاك السلطة هو الرئيسيّ و النضال المطلبيّ متمّم ضروريّ
12- عندما لا يوجد حزب شيوعيّ ، المهمّة الأكثر إلحاحا على كاهل الشيوعيّين و الشيوعيّات هي تشكيله
13- صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي يحدّد كلّ شيء . و الحلقة المفتاح في تشكيل الحزب البروليتاري هي صياغة خطّ و برنامج صحيحين
14- يتطوّر الصحيح في نضاله مع الخاطئ عبر الجدال و صراع الخطّين
15- قبل أن نتوحّد و من أجل أن نتوحّد ، لا بدّ من تحديد الإختلافات تحديدا صارما و دقيقا
16- النضال ضد الإمبرياليّة خدعة دون النضال ضد الإنتهازيّة
17- لا بدّ من و يمكن تكوين قادة و ثوريّين محترفين
18- ممارسة النقد و النقد الذاتيّ
19- المركزيّة الديمقراطيّة هي المبدأ التنظيمي للبروليتاريا
20- ينبغي مواصلة الثورة في ظلّ الإشتراكيّة للإطاحة بالقادة السامين للحزب أتباع الطريق الرأسمالي
21- يضع الشيوعيّون و الشيوعيّات في المقام الأوّل مصالح الشعب و الثورة
الجزء الثاني : نصوص لبوب أفاكيان
(1)
بوب أفاكيان : لا بدّ من حزب ثوريّ إذا أردنا القيام بالثورة – الفصل الثاني : هل يمكن أن نستغني عن القيادة ؟
الديمقراطية التشاركيّة :
الفوضويّون :
مسألة فلسفيّة :
" الماويّون " :
الضرورة و الحرّية و الحزب :
الخيار الحقيقيّ الوحيد :

(2)
الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخطّ
الخطوط و القاعدة الإجتماعيّة – علاقة جدليّة :
ما هي القيادة الشيوعيّة ؟
(3)
خطّ ثوريّ فى تعارض مع " الإقتصاديّة " / الإقتصادويّة و الشوفينيّة
+ ملحق من إقتراح المترجم : الحركة رائعة ... لكنّها ليست كلّ شيء ... الشعب يحتاج إلى الثورة
(4)
كلّ ما نقوم به هدفه الثورة
" إثراء فكر ما العمل ؟ "
- التسريع بينما ننتظر – عدم الركوع للضرورة :
- الدور الثوري المحوري للجريدة الشيوعيّة :
- مقاومة " النزوع العفوى إلى كنف البرجوازية " :
عمل ثوري ذو مغزى
- نشر الثورة و الشيوعية بجرأة :
- ثقافة تقدير و ترويج و نشر شعبي :
- مقاومة السلطة و تغيير الناس ، من أجل الثورة :
- بناء الحزب :

ملحق الكتاب : فهارس كتب شادي الشماوي
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

18 - ممارسة النقد و النقد الذاتيّ

1- إنّ موقف أيّ حزب سياسي من أخطائه هو أنّ من أهمّ المقاييس و أصدقها للحكم فيما إذا كان هذا الحزب جدّيا ، و فيما إذا كان يقوم فعلا بواجبه نحو طبقته و نحو الجماهير الكادحة . إنّ إعتراف الحزب صراحة بخطئه ، و الكشف عن أسباب هذا الخطأ ، و تحليل الظروف التي ولدته ، و دراسة وسائل إصلاحه بإنتباه و دقّة ، هذه هي صفة الحزب الجدّي . هذا هو معنى قيام الحزب بواجباته ، هذا هو معنى قيام الحزب بتعليم و تثقيف طبقته و من ثمّ الجماهير .
( لينين ، ذكره ستالين في " أسس اللينينيّة " ، الفصل الثاني )


2- على الشيوعيين ان يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أيّة حقيقة ، تتّفق مع مصلحة الشعب و على الشيوعيّين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب .
( ماو ، " حول الحكومة الإئتلافيّة " ، المؤلّفات المختارة ، المجلّد الثالث )


3- إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان – مهما كان شأنه – أن ينبهنا إلى نقائصنا . فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، اصلحنا نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به .
( ماو ، " لنخدم الشعب " ، المؤلّفات المختارة ، المجلّد الثالث )


4- إنّه من الصعب على أيّ حزب سياسيّ و على أيّ فرد أن يتفادى الأخطاء ، و لكن نرجو أن تكون أخطاؤنا أقلّ . و حين نرتكب خطأ ما ، نسرع في إصلاحه ، و كلّما كان إصلاحه صريعا و كاملا كان ذلك أفضل .
( ماو ، " حول الدكتاتوريّة الديمقراطيّة الشعبيّة " ، المؤلّفات المختارة ، المجلّد الرابع )


5- إن ممارسة النقد و النقد الذاتي الجدّي تعتبر أيضا من الميزات البارزة التى تميزنا عن الأحزاب السياسية الأخرى . لقد قلنا إنّ البيت يجب أن ينظّف دائما ، و ألاّ تراكم فيه الغبار؛ و إنّ وجوهنا يجب أن تغسل دائما ، و إلاّ تلطخت بالأوساخ . و نفس الشيء يقال عن عقول رفاقنا و أعمال حزبنا . و المثل الذى يقول : " إنّ الماء الجاري لا يأسن ، و محور الباب لا يتسوّس" يدلنا على أن هذه الأشياء قاومت بحركتها الدّائمة تأثيرات الجراثيم و ما شابهها.أمّا بالنسبة إلينا فإنّ الوسيلة الفعالة الوحيدة لصيانة عقول رفاقنا و كيان حزبنا من تأثير الأقذار و الجراثيم السياسية بمختلف أنواعها هي أن نفحص عملنا بإنتظام ، و أن نعمّم الأسلوب الديمقراطي فى الفحص، فلا نتهيب النقد و النقد الذاتي ، بل نعمل بالحكم المأثورة عن الشعب الصيني التى تقول ، فليكن قوله تحذيرا للسامع " و " إن كنت مخطأ فصحّح خطأك ، و إن لم تكن مخطئا فخذ حذرك من الخطأ " إنّ السبب في التأثير العظيم لحركة التقويم الرامية على " الإتعاظ بالأخطاء الماضية بهدف تفادي الأخطاء في المستقبل ، و معالجة الداء بهدف إنقاذ المريض " هو أنّنا طبّقنا أثناء هذه الحركة النقد و النقد الذاتيّ بصورة سليمة و جدّية لا بصورة تطفح بالتشويه و عدم الإكتراث . إنّنا نحن الشيوعيّين الصينيّين الذين يعملون إنطلاقا من أعظم المصالح لأوسع الجماهير الشعبيّة في الصين ، نؤمن بأنّ قضيّتنا عادلة تماما فلا نبخل ببذل كلّ ما نملك ، بل نستعدّ في كلّ لحظة للتضحية بحياتنا من أجل قضيّتنا ، غذن فهل هناك ما لا يتفق مع حاجات الشعب من فكرة أو نظرة أو راي أو وسيلة ، يعزّ علينا أن نبذله ؟
( ماو ، " حول الحكومة الإئتلافيّة " ، المؤلّفات المختارة ، المجلّد الثالث )


6- يجب علينا ، حين نعارض الذاتية و الإنعزالية و أسلوب القوالب الجامدة فى كتابات الحزب ، أن نتنبّه إلى أمرين : أولهما " الإتعاظ بالأخطاء الماضية بهدف تفادي الأخطاء فى المستقبل" و ثانيهما " معالجة الداء بهدف إنقاذ المريض" . إنّ أخطاء الماضي يجب كشفها بدون أدنى مراعاة لحساسية أي شخص كان . و من الضروري تحليل و نقد ما حصل فى الماضي من الأشياء السيئة بأسلوب علمي حتى يمكن أداء العمل فى المستقبل بدقّة و حذر أكبر و بصورة أجود . و هذا هو المقصود من " الإتعاظ بالأخطاء الماضية بهدف تفادي الأخطاء فى المستقبل" . و لكن هدفنا الوحيد من كشف الأخطاء و نقد التقصيرات هو إنقاذ المرء لا الإجهاز عليه، تماما كهدف الطبيب من معالجة المريض . إنّ الشخص المصاب بإلتهاب الزائدة الدودية ينقذ عندما يزيل الجراح تلك الزائدة. و طالما كان مرتكب الأخطاء لا يصرّ على خطئه مثل من يخفى داءه إلى أن يزمن فيستحيل علاجه، بل كانت له رغبة صادقة خالصة فى العلاج و فى إصلاح أخطائه فإنّنا نرحب به و نعالج داءه حتى نجعله رفيقا جيدا. و لا يمكننا النجاح فى علاجه أبدا إذا إندفعنا إلى توجيه النقد اللاذع له للتنفيس عن سخطنا عليه.
( ماو ، " إصلاح أساليب الحزب " ، المؤلّفات المختارة ، المجلّد الثالث )
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------