المرتزقة


خالد بطراوي
2023 / 6 / 30 - 11:19     

عرف التاريخ دوما وجود المرتزقة، وهم حفنة من البشر تعتاش كالطفليات وتتبع بانقياد تام لذلك الذي يملأ بطونها بالطعام وجيوبها بالمال وشهواتها الجنسية.
في الحروب والنزاعات المسلحة هناك المرتزقة الذين تلاقت مصالحهم المذكورة اعلاه مع مصالح من يقوم بتشغيلهم من الدول، فتراجع دور الجيوش العقائدية واصبحت الحرب "بزنس"، ليس أكثر.
لقد فكرت الدول العظمى ووجدت انه بدلا من التواجد الفعلي على الارض في البلدان التي تنشد إحكام سيطرتها عليها او اثارة القلاقل فيها او تغيير التوازنات الدولية بصددها، ان من الافضل لها والاوفر، ان تستأجر مرتزقة للقيام بذلك ، بدلا من الزج بجيشها وفقدان أبنائها أثناء الاشتباكات.
فكان أن أوجدت داعش وغيرها من التشكيلات "الاسلامية" في عدد من بلدان ما يسمى جزافا بالربيع العربي، وعندما إنتهى دورها قطعت عنها الامدادات بل وقامت بضربها بالطيران. والملفت للنظر، أن الدول الكبرى التي لم تدعم "داعش" وغيرها، صمتت إزاء مسألة دعم الدول العظمى الأخرى لهذه التشكيلات، ذلك لأن لها مصالح في تلك االبلدان التي أحدثت فيها هذه التشكيلات الدمار وعاثت فسادا.
إن كل الدول التي تدعم المرتزقة تدرك تمام الادراك أنها يوما ما ستنقلب ضدها، فكل شيء يحمل في داخله ... ضده. ولعل تجربة حركة طالبان في أفغانستان خير مثال على ذلك، حيث تم دعمها من قبل الغرب بغية إخراج الاتحاد السوفياتي من هناك، وعندما تحقق ذلك، توقف الدعم لها فإنقلبت طالبان على من دعمها الى حد ما.
وفي هذا السياق ظهرت "فاغنر" ... شركة قتاليه خاصة تعلنها بصراحة أنها تقاتل مع الذي يدفع لها ..... جاهزة للانتقال الى الطرف الآخر إن قام بالدفع أكثر .... وقد تلمح الى ذلك بغية الحصول على مبالغ أكثر من ولي نعمتها.
عندما تنتهي مهمتها وتزول أسباب ودواعي تشكيلها .... سيتم سحقها كما غيرها، وربما يتم الحفاظ عى بعض قادتها ..... "شايلينهم لعوزة" على رأي المثل المصري.
خلاصة القول .... الحرب .. فرصة إستثمارية ... ليس أكثر.
وعظم الله اجركم.