على قارعة الطريق


خالد محمد جوشن
2023 / 6 / 29 - 18:39     

كنت سائرا فى شارع الهرم ببطىء شديد لاصلاحات يجرونها فى الطريق ، فجأة شاهدت لافتة على مدخل مكتوب عليه ستديو الاهرام .

ياه هذا الاستديو العريق ها انا اشاهده رأى العين ، ركنت السيارة على مقربة ونزلت لااشاهد هذا الصرح العريق ، كانت البوابة مغلقة ويحوطها سور وعلى مقربة من السور كان يجلس شخص .

اقتربت منه لاحادثه ، ذهلت انه الفنان الكبير أ ، ع ، اعرفه تمام المعرفة كنت اشاهده فى التلفزيون فى ادوار قصيرة ولكنه كان بطلا لايشق له غبار فى دراما المسلاسلات التلفزيونية ،

كان وسيما للغاية ، تقريبا ذهب رأس شعره مبكر جدا فكان يرتدى باروكة ، ولكنى لم اعرف ذلك الا لاحقا ، وبعد زمن طويل .

اقتربت منه وحييته وجلست بجواره، كان يجلس وحوله اغراض بسيطة للحياة ومن بينها بطانية وترمس للماء وكان يصنع شاى على خشب كان قد جمعه من قبل .

سالنى انت عارفنى ؟ قلت له طبعا انت الفنان الجميل أ ،ع ، طار من الدهشة والفرحة وجلسنا نتجازب اطراف الاحاديث ، شكا لى حاله ، إعتصرنى الالم وقلت له انها ايام حزينة ، سبحان الله انتم الفنانين يتقدم بكم العمر فتعز عليكم الحياة الكريمة الا فيما ندر .

ولكن نحن المحامين كلما تقدم بنا العمر كلما استطعنا الحياة العادية ولكن ليس برفاهية ، قلت له اريد تليفونك اعطانى اياه ، وبحثت عن كارت معى فلم اجد كاالمعتاد ، فقلته له .

فتُحت بوابة الاستديو ناده شخص ، يبدوا من العاملين فى المكان ، انت يا استاذ ولم ينطق اسمه / ربما عز عليه ذلك ، ذهب معه الفنان أ ، ع وقال ساعود لك .

طفقت افكر فى حاله الحزين ، مرت زميلة تعرفنى وقالت قاعد هنا لية ؟ حكيت لها القصة واننى تعرفت على الفنان أ ،ع ، ولم اكد اكمل الحكاية حتى اتى الفنان متهلالا ، وقال لقد اسندوا لى دورا هامشيا ، لعلها بشرة خير وشك حلو يا استاذ .

قالت لى الزميلة بصوت عال عندما شاهدته هو ده أ...... ؟

ولم تكد تكمل الاسم حتى نكزتها بقدمى لتصمت دفعا للاحراج ، فهمت الفتاة وعادت تسالنى هو ده استديو مصر ؟ قلت لها اه .

سلمت على الفنان العظيم الذى كان يتابع حوارنا وقد اغرورقت عيناه بالدموع فرحا بالدور ربما ، لاننى عرفته ربما ، وغادرته على وعد منى له بلقاء، اعرف انه لن يتحقق ابدا .