رؤيتنا للمشهد السياسي الراهن


صلاح بدرالدين
2023 / 6 / 26 - 19:11     

معاناة الكرد السوريين من النظام ، والميلشيات ، والاحتلالات تتفاقم .
سلطة ب ي د تتحمل المسؤولية الرئيسية في مناطق سيطرتها ، الى جانب مسؤولية أحزاب الانكسي السياسية .
مؤتمر ب د ك – س الأخير باربيل اماط اللثام عن حقيقة كنا نشير اليها بحذر منذ أعوام وهي انحراف القيمين على أمور هذا الحزب عن خط الكردايتي ، ورفض التعايش ، والتحالف ، مع التيارات الأخرى المختلفة ، والجنوح نحو التعصب الحزبوي المؤدلج الضيق .
كشف هذا المؤتمر للعلن مدى جهل او تجاهل وقائع تاريخ الحركة السياسية الكردية السورية ، والاستناد الى الأوهام المزيفة .
باعترافات أعضائه انعدام الاستقلالية ، والتبعية المطلقة للخارج .
انهيار هذا الحزب لن يتوقف عند حدوده بل سيشمل كل أحزاب – الانكسي .
كرد سوريا عموما ، ومناضلو الحركة الكردية ، وأصدقاء إقليم كردستان العراق على وجه الخصوص يستحقون توضيحا سريعا وصريحا من الاشقاء في الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق حول مجمل التساؤلات .
التشرذم ، والافتراق ، والشللية مازال عنوان المرحلة في الساحة الوطنية السورية .
مازال العدوان الروسي الغاشم على أوكرانيا يشغل العالم .



عقدت لجان متابعة مشروع حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الكردية السورية لقاءها الافتراضي الثامن والستون وناقشت البنود الواردة في البرنامج ، وخرج المشاركون باالاستنتاجات التالية :
أولا – تتضاعف معاناة الكرد السوريين يوما بعد يوم في ظل تحكم مختلف الأطراف : نظام الاستبداد ، الاحتلالات الأجنبية ، سلطات الامر الواقع ، وعلى جميع الأصعدة الاقتصادية المعيشية ، والأمنية ، مما يشكل جميعها أنواعا مختلفة من الضغوط والأسباب لافراغ المناطق ، والتوجه نحو المجهول عبر طرق التهريب والتي تقع أيضا تحت نفوذ القوى السالفة الذكر وتشكل مصدرا ماليا لامراء الحروب والصراعات .
في الجانب السياسي وبالممارسة العملية ، تتحمل سلطة الامر الواقع لحزب – ب ي د – الفرع السوري لمنظومة – ب ك ك – المسؤولية الأساسية في مناطق سيطرته عن الحالة القائمة ، وذلك بسبب سياساته الإشكالية العامة ، وتحالفااته المريبة ، وموقفه ( اللاموقف ) حيال القضية الكردية السورية ، وحمله لاجندات خارجية لاتخدم مصالح الكرد السوريين ، ولاتساعد على ترتيب البيت الكردي ورفضه لاي دور للوطنيين المستقلين ، للمساهمة الفاعلة في النضال الوطني الد يموقراطي ، وإيجاد الحلول للقضايا الوطنية ومن ضمنها القضية الكردية ، اما طرف الاستقطاب الحزبي الاخر المعروف بأحزاب ( الانكسي ) فمسؤوليته لاتقل عن مسؤولية الطرف الأول ، وهو السبب المباشر بسبب تقاعسه ، وتواطئه ، وتقمصه مصالح محاور خارجية وليس مصالح الكرد السوريين ، وسعيه للشراكة كيفما كان ، وفي نهاية الامر يشكل طرفا الاستقطاب سببا في انعدام وجود محاور كردي سوري يمثل الشعب والشرعية القومية وغياب أي دور وطني فاعل للكرد في الساحة الوطنية والكردستانية ، والإقليمية .
ثانيا – امام االجدل المستمر حتى الان حول نتائج مؤتمر ( ح د ك – س ) المنعقد في أربيل في العاشر من الشهر الجاري ، وبعيدا عن القراءات – الشخصانية – السطحية العابرة التي رددها البعض فاننا ومن منطلق المسؤولية القومية والوطنية ، ومن دافع مصارحة شعبنا بالحقيقة بكل مايتعلق باي جزء من الحركة الكردية السورية ، خدمة للبناء المستقبلي ، وتفاديا لتكرار الاخطاء والوقوع في المنزلقات ، ومساهمة في معالجة كل جوانب الازمة المتفاقمة في حركتنا نرى : ١ – ان هذا – المؤتمر – قد اماط اللثام عن حقيقة كنا نشير اليها بحذر منذ أعوام وهي انحراف القيمين على أمور هذا الحزب عن خط الكردايتي ، بمعنى الاستمرار في رفض المختلف فكريا ، وعدم قبول العمل التحالفي بين التيارات السياسية ، واللجوء الى العصبية الحزبوية الضيقة سبيلا لاستمرارية المصالح الذاتية لمجموعات معينة ، ومعلوم ان هذا النهج الحزبوي – الأيديولوجي التدميري معمول به لدى – ب ك ك – ومجموعاته المرتبطة به في سوريا ، والعراق ، وايران ، وكذلك هناك تيارات ، ومجموعات تسير على نفس النهج في صفوف الأحزاب الأخرى القائمة في مختلف الساحات االكردستانية من جانب أصحاب المصالح . ٢ – كشف هذا المؤتمر للعلن مدى جهل او تجاهل وقائع تاريخ الحركة السياسية الكردية السورية ، وكيف يطيب للبعض – التعايش – مع معلومات مستندة على الأوهام ، وتزييف وقائع الأصول ، وتاريخ الميلاد . ٣ – ماتم الكشف عنه من اعترافات أعضاء المؤتمر بالذات لن يترك مجالا لاي شك بعد الان حول تبعية هذا الحزب المطلقة ، وبعده عن متطلبات نضال الكرد السوريين من دون الدخول الان بتفاصيل دقيقة . ٤ – شعر شعبنا عبر نخبه الفكرية المناضلة وتنبا منذ عام ٢٠٠٤ عن دنو انتهاء دور ( الحزب الكردي السوري ) بتكوينه الراهن ، والان اكدت مجريات ، ونتائج هذا المؤتمر عن السقوط المدوي ، وهذا الانهيار لن يتوقف عند حدود هذا الحزب الذي كان يعول عليه على انه النواة ، بل سيشمل كل أحزاب – الانكسي – مما يستدعي الامر بقوة البحث عن بديل لاعادة بناء ماتهدم ، وإعادة التوازن الى هذا الاختلال الذي سيطيل الوضع الكردي برمته . ٥ – كرد سوريا ، ومناضلو الحركة الكردية ، وأصدقاء إقليم كردستان العراق يستحقون توضيحا سريعا من الاشقاء في الحزب الديموقراطي الكردستاني – العراق حول جميع التساؤلات المطروحة .
ثالثا – التشرذم ، والافتراق ، والشللية مازال يسود الساحة الوطنية السورية ، والمحاولات الفردية المزاجية غير المدروسة وبعضها يعيد انتاج ماسبق بدفع خارجي التي تتكاثر هذه الأيام بهدف الإنقاذ تلحق الضرر البالغ بمساعي الوطنيين في اجراء المراجعة النقدية بشان سقوط الثورة ، وانحرافات المعارضة ، والعمل على لم الشمل من جديد من خلال مؤتمر وطني سوري جامع ، وبهذه المناسبة نعيد الى اذهان البعض من الكرد الذي يتراكض تجاه هذا وذاك ، ويبدل المسار بين حين وآخر ، انه لن يكون للكرد كافراد أي دور او قيمة مالم يتم التكاتف ، ويجري ترتيب البيت الكردي عبر الطرق المدنية الديموقراطية ، ويصاغ المشروع الكردي للسلام ، ويعاد بناء الحركة الكردية ، وتستعاد الشرعية ، والمصالحة ، ثم ينبثق المحاور الكردي الذي يمثل إرادة الكرد السوريين .
رابعا – ماذا بعد استانا ٢٠ ؟ وهل ستتواصل هذه اللقاءات الثلاثية والرباعية ، وهل هناك أي جدوى منها لفائدة تحقيق السلام في سوريا ؟ كل الدلائل تشير الى انها مجرد ادامة لسياسة إدارة الازمة ، وتقديم خدمات للمحتلين وخصوصا المحتل الروسي الذي يعمل جاهدا للحفاظ على سلامة نظام الاستبداد ، وتوسيع تحالفاته بمافي ذلك تحقيق اختراق في مجال علاقاته مع تركيا ، ويبدو ان ذلك ممكن الحدوث بحسب تصريحات مندوب النظام .
رابعا – مازال العدوان الروسي الظالم على أوكرانيا يشغل العالم كله ، ويرخي بظلاله على مختلف اطراف الصراع الدولي حول النفوذ ، والمصالح الاقتصادية ، والاستراتيجية ، ومايجري في منطقتنا يشكل نتائج لتداعيات تلك الحربب العدوانية الظالمة .

لجان متابعة مشروع " بزاف "

26 - 06 – 2023