الاشكال في السؤال؟


ماجد الشمري
2023 / 6 / 20 - 16:22     

"ان تشكيلا اجتماعيا معينا لايزول قط قبل ان تنمو كل القوى الانتاجية التي يتسع لاحتوائها،ولاتحل قط محل هذا التشكل علاقات انتاج جديدة ومتفوقة مالم تتفتح شروط الوجود المادي لهذه العلاقات في صميم المجتمع القديم نفسه".
هذا النص الذي ورد في كتاب كارل ماركس/اسهام في نقد الاقتصاد السياسي هو واحدا من نصوص سجالية وجدلية كثيرة لماركس اثارت جملة من التفسيرات والتأويلات كانت تصب في الاجتهادات المتصارعة التي خلقت اتجاهات وتيارات داخل الماركسية في الفكر والسياسة وحتى في التنظيم.حدث هذا قبل انتفاضة اكتوبر وبعدها،ومن ابرزهم :برنشتاين،وبليخانوف،وكاوتسكي،الخ من الاقتصادويون والاصلاحيون والبرلمانيون،ودعاة الوفاق الطبقي والتدرج،وانصار الحركة هي كل شيء،والمناشفة الروس،ووو.بعضهم كان على صواب جزئيا،والبعض ارتكب اخطاء مميتة، وكل هذا اصبح جزء من التاريخ تاريخ الحركة العمالية والفكر الثوري الماركسي.لكن اليوم وبعد الانهيار المدوي للنسخة السوفياتية من العقدية الشيوعية نجد كل التنظيمات التي كانت تستمد وجودها التنظيمي-السياسي-الايديولوجي وديمومتها كاحزاب وكيانات تتلقى التوجيه والصدى والدعم من الفاتيكان الموسكوفي.وهي ترى دبها القطبي قد سقط ميتا حتى اهتزت قناعاتها وتحول الاسود الى ابيض وبالعكس ومن الفكرة التي تحكم الواقع الى الواقع المتعملق امام قماءة النظرية،ومن الارادوية والضبط والفولذة والقسر الى الاحتكام لموضوعية الاقتصاد السياسي وقوى الانتاج التي لم تنضج بعد وتخلف الشروط المادية،والانفتاح واللبرلة واقتصاد السوق (الاشتراكي)!وغيرها من فذلكات زئبقية وطفرات لاسابقة لها.اضافة لمن تاب وهو يرى الصرح ينهار فتدروش ومسك المسبحة ومن تدمقرط وآمن بنهاية التاريخ يسبح بحمد الاسواق والاستثمارات.فلا الرواد فهموا ماركس ومنهجه المادي الجدلي المتحرك والمتغير، وايضا كهنة المعبد الارثوذكسي السوفياتي كانوا الاكثر بعدا عن ماركس وفلسفته واقتصاده وفكره وسياسته.الاولون تاهوا،والآخرون ضاعوا!وخسر الذين اشتروا والذين باعوا!!!.لقد تمزقت افكار ومنهج وفلسفة ماركس بين (الدوغماتيون)الذين جعلوا منها عقيدة معقدة متحجرة ميتة كلاهوت ارضي سري ومنغلق!.اما الطرف الثاني فقد وضعها في قالب التسفيه الى درجة الابتذال والتسطح والميوعة،تلبس او يلبسها كل تيار او تقليعة او زي فكري جديد!.وبين الافراط والتفريط،والتزمت والانجلال،يبقى الاشكال في سؤال الماركسية والاجوبة التي اما تخوط خارج الاستكان،والتي لم تعد تخوط وكسرت الاستكان؟!.