نداء من اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعى المصرى بمناسبة زيارة السادات لدولة الإحتلال الصهيونى


سعيد العليمى
2023 / 6 / 14 - 19:27     

الناشر سعيد العليمى
جريدة الانتفاض – العدد 48 طبعة الداخل -السنة الخامسة – السبت 26 نوفمبر 1977 .
نداء من اللجنة المركزية لحزب العمال الشيوعى المصرى الى الشعب المصرى العظيم
فلنقاوم بكل الأشكال السياسية الجماهيرية هذه الخطوة الغادرة
فى اجتماعها الدورى بحثت اللجنة المركزيه لحزب العمال الشيوعى المصرى، زيارة الخيانة الوطنية التي قام بها العميل الخائن انور السادات إلى اسرائيل ، وتدارست الوقائع المحزنة والنتائج الخطيرة لهذه الخطوة الغادرة . ولقد تابع حزينا كله وقائع هذه الخطوة الخطيرة ، بحزن بالغ وغضب شديد ، طوال الأيام السوداء الماضيه ، مع كل الشعوب العربية التى اذهلتها الطعنة الغادرة المباغته، والتى عبرت حيالها بأوضح التعبير عن أقصى الغضب والاحتجاج والرفض ، والتى مازالت فى حال من الذهول والرفض والغليان .وهى تحت سيادة القهر البوليسي فى مصر وفى غيرها من البلدان العربية التى تؤيد هذه الخطوه أو تتخذ منها موقفا منافقا..كان لزيارة السادات لاسرائيل ، وقع الصاعقه على الشعوب العربيه ، لأن هذه الزيارة بينت بصورة مكثفه الموقف الذى استطاع الاستعمار الأمريكى واسرئيل فرصه على بلادنا كثمن لهزيمه ١٩٦٧, التى لم يكن من شأن مغامرة اكتوبر المحسوبة أن تمحو آثارها العميقه ، ففى لحظة مفاجئة ذهبت مصر الرسمية لتركع أمام اسرائيل ، ولتقدم لها عهود ووعود الصلح والاعتراف والعلاقات الطبيعية المطلوبة فى كل المجالات وسط الذهول والفرح والابتهاج فى الغرب الاستعمارى وفى اسرائيل ، بسبب ما تعكسه الزيارة ، بصوره دراميه من تحقيق الأهداف الاستعمارية الأمريكية الإسرائيلية المشتركة من اخضاع البلدان العربية التى خرجت على الاستعمار الأمريكى في الفترة التاريخيه السابقه .فأخيرا لا تعود مصر كبرى هذه البلدان إلى الحظيرة الاستعمارية إلى بيت الطاعه الاستعمارى فحسب ، بل تفتح قلبها وعقلها وأبوابها لإسرائيل الصهيونية التى فرضها
الاستعمار العالمى على شعوب هذه المنطقدة على حساب الشعب الفلسطينى وقضيته الوطنيه . ومن الواضح أن الزيارة جاءت فى أواخر هذا العام ١٩٧٧، الذى كان السادات قد أعلنه هاما للسلام كعادته فى تسميه الأعوام ، وبعد اعمال ومحاولات متعدده جرت بقياده الإدارة الأمريكية من أجل انعقاد مؤتمر السلام الأمريكى فى جنيف ، هذا المؤتمر الذى كان يوشك على الانعقاد ويلوح بقوه في الأفق قبيل هذه الزيارة . ولكن مؤتمر جنيف كان قد أضحى وعدا بلا موعد ، اى لا يحمل فى المدى المرئى .أى امل فى الانعقاد.ليدخل بالدول المتفاوضة فى سرداب طويل موجل ، وذلك رغم أن السادات كان ..... هذا الانعقاد ،مع اقتراب عيد الاضحى ، بمنظمه التحرير الفلسطينية التى كان يعمل على ربطها بقوه بعجله التسويه الأمريكية ، فأصبح يناضل من اجل أن يقوم استاذ أمريكى من أصل فلسطيني بتمثيل الشعب الفلسطيني فى مفاوضات دفن القضية الفلسطينية .
لقد اقدم السادات على مبادرته الكئيبة فى الأيام الحزينة الماضية لكى ينعقد مؤتمر جنيف ، ولكى يفعل شيئا سريعا فى حال انعقاده ، بدلا من المفاوضات التى يمكن أن تستغرق أعواما لتفضي إلى اتفاقية شامله أو إلى اتفاقيات منفردة يستغرق تنفيذها أعواما أخرى ، فى وقت لم تعد الطبقه الحاكمة تحتمل الانتظار الطويل فى هذا الوضع السياسي الاقتصادى القائم فى البلاد بالإضافة إلى مخاوف النظام المصرى إزاء التطورات الجارية فى جنوب لبنان حامله معها المزيد من المخاوف إزاء تدخل اسرائيلى واسع فى لبنان أو إزاء صدام عسكرى اسرائيلى لا يمكن استبعاده بصوره كامله مع سوريا ، ليس تضامنا مع لبنان أو المقاومة الفلسطينيه أو سوريا ولكن خوفا من نتائج أن يقف النظام المصرى مكتوف اليدين إزاء مثل هذه التطورات الخطيرة المحتمله . وهكذا كانت خطوة السادات ، خطوة املاها اليأس الكامل وليس التفاؤل المعهود ، رغم أنه ليس .سوى تفاؤل العميل بأريحية أسياده الاستعماريين .
وفى لحظه واحده أرادها السادات مكثفه بصوره دراميه حتى يكون لها وقع الصدمات الكهربائية ... فى مثل هذه المناسبات .قام بمبادرته الشهيرة وزار إسرائيل ، وفتح. أمامها ابواب الدول العربية التى أصبحت تستطيع أن تتعامل مع اسرائيل بنفس هذه الطريقة المباشرة مهما تختلف الأساليب والمعدلات والزمان والمكان بعد ان تهدأ ردود أفعال هذه الخطوة الغادرة .رغم غضب الكثير من هذه الدول الآن وبالأمس تلك التي يضعها الموقف المصرى في أسوأ وضع ممكن وبالأخص سوريا رفيق السلاح في حرب أكتوبر .
في لجظة واحدة ولكى يقدم دفعة قوية لعملية السلام الأمريكي ، اعطى السادات تأكيدا قويا لإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل التي نصت عليها اتفاقية سيناء بوضع كلمات تقصد ( إنهاء حالة الحرب ) مستخدمة عبارات متعددة تؤدى نفس المعنى ، ولقد أعلنت حرب أكتوبر باعتبارها آخر الحروب ، وصاح السادات فى نهاية الزيارة قائلا : ( لا حرب وانما أمان ، لا حرب ، لا حرب ) كما تخلى تماما عن منظمه التحرير الفلسطينية ، وامتدحه الإسرائيليون لأنه تجاهلها حتى ضمن مشاريعه التي تستهدف فى النهاية اشراك المنظمة في تصفية القضية الفلسطينية . ورغم أن السادات حاول أن يتظاهر بالتشدد فى خطابه أمام الكنيست ذرا للرماد فى العيون ، فيما يتصل بالأراضي المحتلة باعتبارها أرضا مقدسه فإن الزيارة نفسها تنسف كل تشدد مزعوم ، كما أن الخطاب اهدر كل القضايا الحقيقة ليبحث عن الأشياء الإنسانية المشتركة بين الصهيونية والاستعمار الاستيطانى الاسرائيلى من ناحية وبين الشعوب العربيه من ناحية أخرى ، اى بين القاهرين والمقهورين بين الجلاد والضحية ، بيننا وبين العدو الاسرائيلى . أن حديثه عن الأرض المقدسه رغم استعداده التام للتخلى عن اجزاء منها ، يشبه حديثه المسرحى الهزلى عن أنه يقوم الآن برساله مقدسه سماوية ، وكأنه أمر الهى جاءه فى حلم مثل احلام عيدى امين ، رغم أنها رساله الخيانة لوطنية رسالة الخزى والعار ، التى لن تكفى كل اشكال التهليل وكل تأييد الرجعية الدينية والإسلامية وأدوات السلطه في مختلف المجالات لتمويه طبيعنها الحقيقية .
فى لحظه واحده قدم السادات بدايه حاسمه للعلاقات الطبيعية المزعومة التى تشترطها اسرائيل ويشترطها الاستعمار الأمريكى من أجل توقيع معاهده سلام . قدم الاعتراف الرسمى (رغم أنه ليس كاملا بعد من الناحية الشكلية ) كما فتح ابواب الدول العربية أمام اسرائيل ، وسوف يكون تطور هذه العلاقات بعد الآن وفقا للمطلب الاسرائيلى: العلاقات الطبيعية جنبا إلى جنب مع مفاوضات السلام وليس وفقا للزعم المصرى: العلاقات الطبيعية بعد توقيع اتفاقية السلام.
واذا كانت هذه الخطوة تأتى لتفرض التطورات المحزنه القادمة التى كانت الدول العربية تتجه إليها بصورة تحتمها الاتجاهات الأساسية لدى الطبقات الحاكمة فى هذه الدول ولتدفع بقوة عمليه السلام الأمريكى الذى لا يحمل لشعوبنا سوى المزيد والمزيد من الشقاء والاستعباد والنهب، فمن فادح الخطأ أن يتوقع أحد أن تؤدى هذه الخطوة الى تسويه عاجله فوريه ، فأمام الاحتلال الإسرائيلي دور ما يزال عليه ان يلعبه بأعادة البلدان والشعوب العربية إلى الحطيرة الاستعمارية والى بيت الطاعة الاستعمارى ،بصوره كامله حتى تكون الدول العربية مستعدة تماما وقادرة تماما على أن تسوق شعوبها صوب علاقات الصداقة والتعاون والأخوة والوئام ، وليس مجرد السلام مع عدونا الاسرائيلى .
أن حزبنا الذى يناصل من أجل الإطاحة الثورية بدولة اسرائيل لاقامه جمهورية ديمقراطية علمانية على كامل التراب الفلسطينى ، والذى يرفض حتى النهاية الامر الواقع الاستعمارى والحقائق الاستعمارية فى هذه المنطقة العربية وفى كل مكان فى هذا العالم ،.......إن حزبنا يتوجه فى هذه اللحظة الخاصة .بندائه إلى الشعب المصرى العظيم ، مناشدا إياه الا يسكت على هذه الخطوة الغادره . فرغم القهر البوليسي الاستثنائي ، ورغم أن عصابه السادات وضعت الجيش المصرى فى حاله الطوارئ لقمع اى بادره شعبية كبرى محتمله ، ورغم القمع الذى بدأ بالفعل يالاعتقالات التى جرت الأيام الأخيرة ، لا يجوز أن نسكت ، فالسكوت يساوى الركوع إلى الابد أمام الاستعمار الأمريكى وأمام اسرائيل ، وأمام سيطرتها على مصائر الشعوب العربية
تسقط اسرائيل الصهيونية
يسقط الاستعمار الأمريكى
يسقط حكم السادات العميل الخائن..