لينين وملاحظاته العارضة - -اضرب لكن لا لحد الموت-،


سعيد العليمى
2023 / 6 / 12 - 10:59     

في مقالة كتبها لينين عنوانها: "ملاحظات عارضة" (الأعمال الكاملة الطبعة الانجليزية - المجلد 4 ص 378 – 413) وتحت عنوان "اضرب لكن لا لحد الموت"، يبدى ملاحظاته على تعذيب مواطن قبض عليه في ظروف خاصة، ومن خلال عرضه لما حدث له يصل لاستنتاجات منها أن عنوان هذا القسم من مقاله هو الشعار العام للشرطة الروسية "اضرب لكن لا لحد الموت"، ويشير الى أن التعذيب يجرى في أقسام الشرطة، إما في غرفة منفصلة، أو في حضور آخرين، ويرهب الشرطة هؤلاء حتى لا يشهدوا بما رأوا. ويلاحظ لينين أن هناك اتجاهاً لدى قضاة التاج، وممثلي الطوائف الاجتماعية، لعدم استجلاء الحقائق بصدد وقائع قد تكون كاشفة، وتعري النظام، كما يميلون لإظهار أقصى الرأفة حين يحاكمون موظفاً في الشرطة، من تخفيف وصف، وتكييف الجريمة، والنزول بها حتى تصل إلى الحد الأدنى من العقاب، وكذلك الميل لإدانة صغار رجال الشرطة، وحماية الرؤساء المباشرين، ممن تمت الجريمة بمعرفتهم، وموافقتهم، واشراكهم. قضاة بيروقراطيون يتحايلون في الواقع على القانون ويطوعونه لخدمة السلطة، ولكن حين يحكمون على فعل جرى ارتكابه ضد الشرطة فإنهم يظهرون قسوة لا حد لها، ويقبلون اتهامات المدعى العام كاملة. وقد تصور لينين آنذاك إمكان تجاوز بعض تحيزات البيروقراطية بقضاة من المحلفين، من الشعب، يمثلون الرأي العام داخل المحكمة. وينتقد لينين موقف المواطن العادي الذي يعتبر أن عنف الشرطة أمرا روتينيا نظراً لشيوعه كممارسة يومية تحدث في كل مكان، ويميز بين تواتر حدوثه وإدراك ذلك، وبين ضرورة اتخاذ موقف منه، رافضاً اللامبالاة التي تجعل هذا العنف يستشرى ويتفاقم. كما ينوه إلى أن تلك الشبكة التي تربط القضاء بالنيابة بالشرطة وبالسجن لا يمكن أن تنقض إلا إذا أزيل كل نظام الطغيان البوليسي، وإنكار حقوق الشعب. فهل هناك تشابه بين ماتحدث عنه لينين والأوضاع فى بلداننا العربية ؟!