- فلنبذل قصارى الجهد في عملية بناء الحزب-/ ترجمة مرتضى العبيدي


مرتضى العبيدي
2023 / 6 / 10 - 14:28     

يتم، بشكل دائم، تناول الجوانب المتعلقة بالبناء الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي لحزبنا في التحليلات وفي تحديد المهام والتوجهات صلب القيادة الوطنية للحزب. ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك، إذ أن وجود حزب ثوري، ثابت في المفاهيم الماركسية اللينينية، وله علاقات قوية ووثيقة مع الجماهير، مع القدرة الكافية لتوجيه نضالاتها وقيادتها نحو هدف الاستيلاء على السلطة، هو إحدى الشروط الأساسية لاندلاع وانتصار الثورة البروليتارية.
وقد قام المؤتمر التاسع PCMLE (مارس 2020) بتحليل هذا الجانب وخلُص صراحة الى "ضرورة تكريس أفضل جهود القيادة والقاعدة لبناء الحزب". هذه المسؤولية، كما أكّدها تقرير اللجنة المركزية للمؤتمر التاسع، "تتطلب العمل على نشر الماركسية اللينينية بين الطبقة العاملة والشباب، وتكثيف الدعاية الثورية، والعمل الدؤوب على تعزيز تنظيم الجماهير، من أجل تثقيفها سياسياً، للعمل من أجل الوحدة، من أجل قيادة النضال الاجتماعي والسياسي، والربط بطلائع المناضلين الاجتماعيين.
إن نضال الجماهير يسلط الضوء على أفضل المقاتلين، الرجال والنساء الذين يلعبون دور القادة الطبيعيين للجماهير. يجب توجيه أفضل الجهود نحوهم لكسبهم إلى السياسة ودمجهم في صفوف الحزب.
يجب وضع أعمال استقطاب المناضلين الجدد وبالعدد الوافر على جدول أعمال جميع المنظمات، ويجب أن يتم تنفيذها من قبل جميع المناضلين. إن استقطاب مناضلين جدد وبالوفرة اللازمة هو ضمانة لحاضر الحزب ومستقبله، ولتنظيم وتوجيه الثورة والاشتراكية (انظر تنظيم وإنجاز الثورة ص 173).
في هذا الجانب، أصرّت الجلسة العامة الخامسة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور مرة أخرى وأكدت أنه في سياق تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تميز البلاد والسلوك السياسي للجماهير، والتي تم التعبير عنه بشكل أساسي في المواجهة مع الحكومة المعادية للشعب، وفي نتائج العملية الانتخابية الأخيرة، هناك ظروف أفضل لتطوير سياستنا، وداخلها، لمهام الانتداب وبناء الحزب.
وعلى الرغم من أننا اقترحنا في عدة مناسبات القيام "بحملات للانتداب للحزب"، أي فترات نوسع خلالها قوانا لزيادة نموها، إلا أن هذا لا يعني أن هذه هي الأوقات الوحيدة التي نولي فيها اهتمامًا خاصًا لهذا النشاط. إن دمج الشيوعيين الجدد في صفوفنا هو عمل يومي متواصل بمشاركة جميع المناضلين (من القيادة إلى القاعدة) والتي يجب أن تستجيب لتخطيط محدد.
في العديد من المناسبات، عند الحديث عن بناء الحزب، يقتصر اهتمامنا على الانتداب، كما لو كان البناء مرادفًا للنمو العددي، لكن الأمر ليس كذلك: فالانتداب جزء من البناء، ومع ذلك، ليس كل شيء. إن بناء الحزب هو مسألة ذات طابع متعدد الأوجه، يدمج العناصر التي لها علاقة بنموه العددي، مع تحسين نوعية مناضليه، مع تأهيل عمل الهيئات القيادية، مع تثبيت كامل الحزب في المجال الإيديولوجي والسياسي للماركسية اللينينية، مع تحسين أدائه مسترشداً بالمعايير اللينينية، مع بناء وتطوير قوى الحزب في حركة الجماهير. يحدد بناء الحزب أهدافًا فورية ومتوسطة المدى، مع مراعاة الظروف الخاصة التي يطور فيها نشاطه ومراعاة للأهداف الاستراتيجية، ويناضل في جميع المجالات: أيديولوجية وسياسية وتنظيمية.
مما سبق، يمكن أن نستنتج أنه عندما نتحدث عن بناء الحزب، فإننا لا نشير فقط إلى الأسئلة المتعلقة بوظائفه الداخلية، ولكن أيضًا إلى النشاط الذي يقوم به صلب بالجماهير، العمل في المنظمات الشعبية، على الجبهات السياسية، للاحتجاج والنضال السياسي للجماهير، من أجل حضوره على هذا النحو في حياة البلد، لأن كل هذا جزء من عملية تكوين حركة جماهيرية ثورية، من أجل انتصار الثورة.
في العمل صلب الجماهير، نولي اهتمامًا خاصًا لبناء وتطوير قوى الحزب الخاصة، ونشير إلى المنظمات الجماهيرية أو السياسية التي أنشأناها لحزب البروليتاريا ليكون له تأثير مباشر على الطبقة العاملة، والشباب والشعب: الاتحاد الثوري للعمال، اتحاد الشباب الثوري في الإكوادور، الجبهات السياسية التي نعمل معها العمل السياسي الوطني، في الجامعات، في الحركة النسائية وفي القطاعات الأخرى، المنظمات التي أنشأناها من أجل العمل بين الفلاحين وسكان أحياء الطبقة العاملة وصغار التجار والفنانين وغيرهم.
إن بناء الحزب ليس، ولا يمكن أن يتم "في الهواء"، أي خارج الأحداث السياسية التي تتطور في البلاد، في المجتمع. نحن نبني الحزب وقواه لتنظيم وقيادة الثورة إلى النصر وكما قلنا نقوم بذلك في خضم الصراع الطبقي في خضم المعارك التي يخوضها شعبنا من أجل الشغل والأجور الأفضل، من أجل الصحة والتعليم، ضد الجوع وضد الاستغلال البرجوازي. في خضم هذه المعارك تتشكل قوى الثورة.

En Marcha عدد 2048 ، من 17 إلى 23 مايو 2023