لوحات مشوهه


روني علي
2023 / 6 / 10 - 14:23     

خيط
الخيط الذي تعلق باصبعتي
حين أول نطق للخطوات
التصق بلساني في غرفة التدجين
منذئذ .. اتلعثم
كلما مررت بحقول الخيطان
وكان في صوتي نبض الكلمات

ألوان ..
الألوان التي رسمت بها وردة ومزهرية
ونحن نتكئ على أعناقنا
في مدرستنا الطينية
جرفها سيل هائج
حين أول ابتسامة لتويجات ثورة عاقرة
تساقطت الأوراق فوق جزمة الشهيد
وكان ربيعا من حصاد الدم
والأشباح تلتهم المزهرية

صدى ..
حين كل صباح
كان الجبل يسمعني
فكلما اطلقت شهقة ..
كانت ارتدادات ناي يملأ القرية شقائق النعمان
بعد الحرب ..
حين كل قهقهة
ضجت الجبال بصدى قذائف
تسقط في الفراغ
وتنفجر بين الأضلع

بلم ..
لم نملك البحر يوما
لم نحمل شراعا بين ظهورنا
حين مواسم العطش
كان لنا جداول تشق الحقول
من زفرة إلى زفرة
بعد الحرب ..
حملنا الوطن بين فكي البلم
كلما عطشت البحار
فكانت مواسم النحيب
وكنا أعناقا ملتوية على شواطئ الرحيل

صورة ..
لم احمل في كفي صورة عني
جدران منزلي خالية من اللوحات
لا خرائط للطرق التي انتعلتها ذهابا وايابا ..
فكل الصور
كل اللوحات
كل الخرائط
كل شيفرات الوصول حين الوجع
حتى قيثارة العزف على نجوم الليل
كانت في جيب قميص ..
أدركته قذيفة طائشة في الساعة الأخيرة من عناق مدينتي
واحترق في فمي

٨/٦/٢٠٢٣