بناء الحزب على أسس متينة / ترجمة مرتضى العبيدي


مرتضى العبيدي
2023 / 6 / 8 - 14:57     

كانت الأشهر القليلة الماضية فترة تجارب غنية ونتائج إيجابية في مختلف جوانب النشاط السياسي لحزبنا. لقد قطعنا خطوات لتطوير قوانا على مختلف جبهات العمل وتوسيع نفوذ الحزب بشكل عام. بالطبع نحن ندرك أن هذه التطورات ضعيفة وغير كافية مقارنة بالحاجات السياسية للتقدم في تنظيم قوى الثورة، وحتى بالمقارنة بالإمكانيات التي تتيحها الظروف الموضوعية الموجودة في البلاد.
يضاف إلى ذلك، أن هناك عنصرًا سياسيًا مهمًا في المجتمع الإكوادوري يستحق اهتمامنا، والعمل عليه في هذا الظرف. لقد سلطت الانتخابات القطاعية والمهنية الأخيرة الضوء على السلوك السياسي للسكان الذين أظهرت أغلبية منهم ميلا إلى أولئك الذين يقدمون أنفسهم كممثلين للمواقف الديمقراطية والتقدمية واليسارية. فهم يعبرون بذلك عن أن الرغبة في التغيير تتزايد بين الإكوادوريين. صحيح أن العديد من الفائزين أو المنظمات التي حققت زخما انتخابيًا كبيرًا ليسوا ممثلين حقيقيين للمواقف اليسارية، لكن ذلك لا يجب أن يحجب تعاطف الناس لا مع الأشخاص بل مع هذا النوع من الأفكار.
ما قيل يقودنا إلى استنتاج مفاده أنه في الإكوادور هذه الأيام توجد ظروف سياسية واجتماعية أفضل لتطوير نشاطنا الثوري، بحيث يمكن لقوى الحزب أن تنمو وتتطور، حيث تتماهى قطاعات أوسع من الجماهير مع سياستنا ومع المقترحات التي نقدمها في ضوء الوضع السياسي الراهن وعلى ضوء المقاربات الاستراتيجية للثورة والاشتراكية. وهذه الظروف الأفضل لا تعني أن كل الرياح تهب لصالحنا، بل تعني أن بعض العراقيل التي كانت موجودة بقوة أكبر من قبل قد تضاءلت الآن أو فقدت من حدتها، وهو ما يمثل عناصر إيجابية لعملنا أكثر من ذي قبل، عناصر كانت صغيرة جدًا، وهي اليوم بصدد التشكل والنموّ.
في هذا الوضع، نقترح المضي قدمًا في بناء الحزب، مع الأخذ في الاعتبار أنه عندما نشير إلى هذا الجانب، فإننا نتحدث عن بنائه الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي، واستقطاب مناضلين شيوعيين جدد، وتحسين نوعية الحزب بأكمله، وكذلك العلاقات مع الجماهير وتوسيعها وتعميقها، وتقوية المنظمات الجماهيرية التي نعمل فيها، وكذلك قوانا الذاتية. إن بناء حزب البروليتاريا الثوري سيرورة متعددة الأوجه ومستمرّة.
إن ما يُضفي على حزبنا طابع الطليعة السياسية الثورية للطبقة العاملة والشعب هو هويته الماركسية اللينينية. هذا العنصر هو حجر الزاوية الذي تقوم عليه منظمتنا وجميع أنشطته السياسية. يجب أن نفعل دائما كل ما هو ضروري لتأكيد أنفسنا في الماركسية اللينينية، للدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وشعوب الإكوادور.
إن الماركسية - اللينينية ليست خطابا بل هي مفهوم فلسفي، المفهوم الفلسفي الوحيد الذي يسمح لنا علميًا بفهم وتفسير تطور العالم والحياة والمجتمع بكل عناصره وإعطاء تفسير مادي وديالكتيكي لهذه العناصر، وهنا يكمن جوهر طابعها العلمي. إن السياسة التي يطورها حزب الطبقة العاملة ليست لعبة حظ، إنها ثمرة "تحليل ملموس لوضع ملموس"، أي التحليل المادي والديالكتيكي الذي يحدث في ظرف معين.
مثل أي علم، فإن الماركسية اللينينية لها مبادئ ذات قيمة عالمية: مبدأ الصراع الطبقي هو أحدها. هذا ليس اختراعًا للماركسية، ولكنه تأكيد للطريقة التي نعيش بها، في أي مجتمع يوجد فيه تقسيم للطبقات، فهذه الأخيرة تكون في مواجهة دائمة لأن مصالحها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مختلفة. أما الدولة، فهي أداة سيطرة طبقة على أخرى، وهذا أيضًا مبدأ من مبادئ الماركسية اللينينية. فتنظم الطبقة الاجتماعية الحاكمة الدولة بكل عناصرها بطريقة تضمن وضعها كطبقة حاكمة، وإخضاع الطبقات الكادحة أي أعدائها الطبقيين. لذلك، لا يمكن أن يتم تحرر الطبقة العاملة من الاستغلال الرأسمالي ما لم تأخذ السلطة بأيديها، وتدمر جهاز الدولة البرجوازية، وتبني، على أنقاضه، دولة جديدة مختلفة نوعيا، تكون فيها السلطة للطبقة العاملة، تُمارسها على الطبقات المستغِلة القديمة وتهيأ الظروف لإنهاء التمايز الطبقي وإلغاء الحاجة إلى جهاز دولة للسيطرة.
ليس المقصود تحديد "كل" مبادئ الماركسية اللينينية، فهذا سيكون مستحيلًا، لكن لا يسعنا إلا أن نشير إلى مبدإ آخر: الطبقة العاملة كطبقة طليعية في نضال المستغَلين ضد الاستغلال الرأسمالي وكقوة رائدة أيضًا في بناء الاشتراكية. إذ أن الطبقة العاملة هي الطبقة الأكثر ثورية في المجتمع اليوم، نظرًا لموقعها والدور الذي تلعبه في عملية الإنتاج الرأسمالي، فهي الطبقة الوحيدة التي لا تستطيع أن تحرر نفسها من الاستغلال، إن لم تُحرر بقية الطبقات والقطاعات المستغلة والمظلومة. إن الطبقة العاملة "تتجه غريزيًا نحو الاشتراكية". والحزب الماركسي اللينيني هو حزب الطبقة العاملة، وطليعتها الواعية والمنظمة.
وبالعودة إلى الفكرة التي أدت إلى ترسيخ المبادئ الماركسية اللينينية، فإن المراحل التي نقترح اتباعها في بناء حزبنا تتطلب، من جانب مناضلينا اليوم، تعميق دراسة النظرية الماركسية- اللينينية وتدريب المناضلين الجدد على هذه المبادئ الثورية. هذا جزء من البناء الأيديولوجي، وتحسين جودة الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور PCMLE.

En Marcha ، عدد 2043 ، من 5 إلى 18 أبريل 2023