صدور كتابي الموسوم (الإيزيدية أقدم الديانات التوحيدية الشرقية)


نبيل عبد الأمير الربيعي
2023 / 6 / 6 - 18:17     

الديانة الإيزيدية واحدة من تلك الديانات العريقة في القدم، كما هو حال بعض الديانات ذات النكهة الميزوبوتامية، مثلها مثل الديانة الزرفانية، والمثرائية، والمانوية، والمزدكية، والزرادشية، أو العراقية مثل المندائية، والتي يمكن من خلالها الحصول على صورة واقعية عن حياة الجماعة الدينية الإيزيدية، إلى جانب حياة الجماعات الدينية الأخرى في المجتمع الكُردي، ويمكن أن تضيف أهمية أكبر إلى هذه المنطقة الحيوية والحساسة من العالم، واهتماماً بها، رغم التغيّرات غير القليلة التي طرأت على حياة ومعيشة وتقاليد وعادات هذه الجماعة الدينية.
فالرابطة العضوية القائمة بين الديانة الإيزيدية والمجتمع الكُردي، بين الطقوس والتقاليد الدينية الإيزيدية وحياة وهموم ومشاكل وتطلّعات الإيزيديين اليومية، وبين واقع تطوّر هذه الديانة وتطّور المجتمع الإيزيدي، تساعدنا في فهم الأديان القديمة والتحوّلات التي طرأت عليها، والظروف التي عاشتها، وفرضت عليها بعض تلك التحوّلات، أو الإصلاحات، ثم اتجاهات تطوّرها لاحقاً. إلاّ أن هذا التوّجه يستوجب تكثيف الجهود باتجاه النبش في المناطق التي عاش أو ما زال يعيش فيها الإيزيديون بالعراق، وفي المناطق المجاورة، لنتمكن من اكتشاف ما هو مَخفي عنا من أسس هذه الديانة القديمة، وعلاقتها بالأديان العراقية القديمة الأخرى، أو الديانات الفارسية القديمة، سواء أكان ذلك توافقاً معها أم تعرضاً، وما عاناه المؤمنون من بنات وأبناء هذه الديانة عِبرَ الزمن من تنكيل واضطهاد وعذابات مريرة.
فعند دراسة الديانات القديمة في هذه المنطقة من العالم، يمكن مسك بعض خيوط التماثل والتقارب الواقعي بين الديانة الإيزيدية من جهة، والديانات السومرية والبابلية والأكدية والآشورية والكلدانية، من جهة أخرى، أو بين غيرها من الديانات القديمة، كالديانات الهندية والديانة الفرعونية التي كانت قائمة في المجتمعات الرعوية، ومن ثم في المجتمعات الزراعية من جهة أخر.
فالتعرف على تاريخ الإيزيديين في إطار الشعب الكُردي وتاريخه وحضارته، يطلّع على الجرائم التي ارتكبت بحقهم باسم الدين، وخاصة ما حصل بعد اجتياح مقاتلي داعش عام 2014م من أحداث كارثية ومآسي رهيبة بحق الشعب الإيزيدي، لقد ارتكب أوباش داعش في سهل نينوى وسنجار ومدن إيزيدية أخرى ومارسوا أبشع الجرائم الكبرى بحقهم من النساء والرجال والأطفال، واستباحة القتل والتهجير والسلب والسبي للنساء واغتصابهن وبيعهن في سوق النخاسة.
حَزمَ الكتاب في جوفه إحدى عشر فصلاً ومُلحق، الفصل الأول، ضمّ مختصراً لتأريخ الإيزيدية في العراق، وجاء التركيز على دورهم الرائق في هذه النشأةِ. أما الفصل الثاني، فثبتنا فيه حياة الشيخ آدي بن مسافر ودوره في الديانة الإيزيدية. وأفردنا الفصل الثالث من الكتاب المعتقدات والأوضاع الدينية للديانة. وحشونا الفصل الرابع من الكتاب كتب الإيزيدية المقدسة. وأختصَّ الفصل الخامس ببنية النظام الديني الإيزيدي. وحَمِلَ الفصل السادس عقيدة الديانة الإيزيدية. واهتمَ الفصل السابع بدور المرأة في المجتمع الإيزيدي وعادات الزواج. أما الفصل الثامن فشملَ الأعياد الدينية لأبناء الديانة الإيزيدية. وضمَّ الفصل التاسع مراقدهم الدينية المقدسة. وأفردنا في الفصل العاشر الإحصاء السكاني ونفوسهم في العراق. وأهتمَ الفصل الأخير من الكتاب بأوضاع الإيزيدين في العهود المتعاقبة.