رحل عنا المناضل الشيوعي المقدام غازي أنطوان كتولا (ابو عامل)


كريم الزكي
2023 / 6 / 7 - 00:25     

في اليوم الثاني من حزيران 2023 رحل بطل شيوعي من ذلك الزمان، زمان النضال والتضحيات الكبرى في سبيل غد مشرق لجميع العراقيين من عمال وفلاحين وشغيلة اليد والفكر , ناضل بإيمان حقيقي وتحمل الظلم والقهر والجوع في سبيل قضيته العادلة , سنة الظلام 1963 بعد الأنقلاب الفاشي في 8 شباط الأسود, كان الأمتحان الصعب لكل الشيوعيين العراقيين وأصدقائهم برز الرفيق غازي في تلك الظروف الصعبة، حيث كانت القوى الفاشية تشن هجماتها الشرسة على تنظيمات الحزب في كل انحاء العراق تمكن غازي ورفاقه الأبطال الذين كانوا ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي حيث برز كعضو في اللجنة العمالية الكبرى مع مجموعة من الرفاق الآخرين دوراً هاماً جداً في بناء تنظيمات جديدة في لملمة الرفاق من المنظمات التي تشتت جراء الأنقلاب الفاشي وهجومه على الحزب الشيوعي محاولاُ تحطيم منظماته الحزبية والقضاء عليها، ولكن وجود رفاق مخلصين كالرفيق غازي أنطوان كتولا (ابو عامل) جعل هجمات الفاشية تنتهي بالفشل , وفي تلك الأيام السودة استطاع الحزب الشيوعي النهوض من جديد بعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها , بفضل الصمود الأسطوري للشيوعيين في معتقلات الفاشية البعثية وعمل التنظيمات التي لم تطالها ايادي الفاشست وبقت تعمل بصورة سرية حيرت العدو , تم أعادة الصلات تقريباً بكل الرفاق المقطوعين من تنظيمات العمالية في بغداد والمحافظات والمدن القريبة من بغداد ديالى كوت حلة كربلاء , كان الرفيق غازي يعمل بكل قواه وفي كل الظروف القاسية من الجوع والحرمان والسكن البائس . تزوج في تلك الأيام من رفيقة دربه الرفيق أم عامل في الشهر السابع تموز _ 1963 سنة .

-1964 اصبح مسؤول اللجنة العمالية ومرشحاً للجنة بغداد ومشرفاً على أول خط مسلح سري للحزب الشيوعي العراق ( خط حسين ) وأستطعنا تدريب الكثير من الرفاق في تلك الظروف الصعبة

- 1966 اصبح عضواً للجنة بغداد والمشرف المباشر على اللجنة العمالية حيث تولى مسؤولية العمالية الرفيق الراحل ابو سلام حاتم سجان .

سنة 1967_ وهي سنة مأساة الشيوعيين في الشهر التاسع من سنة 1967_ بأكثرية أعضاء لجنة تنيظم بغداد واللجنة العمالية وأقسام قليلة من تنظيمات محليات الحزب الشيوعي في كل العراق وحتى داخل السجون جرى أنشقاق داخل الحزب بقيادة عزيز الحاج عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ومجموعة لجنة تنظيم بغداد وابرزهم المدعو حسين الكمر , كان الرفيق ابو عامل غازي انطوان كتولا أحد ابرز وأنشط قادة الأنشقاق على مستوى كوادر المنشقين مع باقي رفاق القيادة المركزية .

بسبب نشاطه الواسع أعتقل سنة _1968_ من قبل جهاز امن حكومة عبد الرحمن عارف وبقى لفترة في مديرية الأمن العامة في بغداد وتعرض للتعذيب طيلة بقائه في الأمن العامة وبعد ذلك تم نقله الى معتقل الفضيلية في ضواحي بغداد وهذا المعتقل خاص بالأمن العامة حيث يودع المعتقلين هناك في أنتظار المحاكمة .

جرى اطلاق سراحه بعد أنقلاب 17 تموز 1968_ الذي جاء بالبعثين من جديد للسلطة حيث تعهد حكومة احمد حسن البكر بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وفعلاً تم ذلك وكان الرفيق غازي من ضمن المفرج عنهم , عاد للتنظيم من جديد بقوة أكثر باساً وأنتخب وهو في المعتقل الى عضوية اللجنة المركزية للقيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي .

أعتقل في نهاية 1968_ من جديد على يد الأمن القومي البعثي الذي كان يقوده المعتوه صدام حسين ويتولى مهامه المجرم ناظم كزار وهذه المرة في قصر النهاية ( قصر الرحاب)، وهناك مع الكثير من رفاقه في القيادة المركزية تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب وكان لهم صموداً اسطورياً ولكن بعد أعتقال قائدهم - عزيز الحاج- وأعترافه في اللحظات الأولى من الأعتقال حيث تم جلب كل المعتقلين في قصر النهاية من الصامدين لكي يواجههم عزيز الحاج بمعية المجرم ناظم كزار , وبعد تهديدهم بالإعدام إذا لم يؤيدوا ما يقوله عزيز الحاج, وهنا الكل وافق على دعوة عزيز الحاج حيث طلب عزيز الحاج من الكل كتابة اعترافات كاملة وعزيز الحاج هددهم بأنه سوف يطلع عليها كي يتم جلب وأعتقال كل التنظيمات التي يقودونها كي تنتهي اسطورة القيادة المركزية . و ومهدت خيانة و أعترفات عزيز الحاج عن كل رفيق الى أنيهار جميع الرفاق لأنهم يعد هناك شي لا يعرفه ناظم كزار وشلته الفاشية , وعزيز لم يبخل بشئ بالأعتراف عن كل رفيق ومهامه الحزبية وتنظيماته وحتى عدد الرفاق تحت مسؤولية كل رفيق من المعتقلين .

الرفيق غازي أنطوان كتولا طلبوا منه أن يذهب مع رجال الأمن الى كركوك بأعتباره حسب اعترافات عزيز الحاج أنه المسؤول عن كركوك , رجال أمن ناظم كزار وضعوه في سيارة وتوجهوا به الى كركوك أتفق غازي مع رجال الأمن على أنهم لا يداهموا البيت اذا كان الشخص المطلوب غير موجود بعد السؤال عنه من قبل غازي , وكانت خطة ذكية قام بها رفيقنا الراحل وفعلاً تم ما اتفق عليه مع رجال الأمن حيث كان رجال الأمن قريبين منه وسمعوا ما قال غازي أثناء فتحت الباب التي طرق عليها قال للذي داخل الدار وبإشارة متفق عليها مع رفاقه في الدار حيث أفتهم الرجل الرفيق نفسه المطلوب (وهو الرفيق مصلح ) وقال أن مصلح سيعود بعد ساعتين للبيت ، وبعد أنتظار رجال الأمن في سيارتهم أمام البيت .... في لحظات جهز الرفيق مصلح السلاح مع باقي الرفاق الذين كانوا في البيت ، وباغتوا رجال الأمن بقوة السلاح وتمت هزيمة رجال الأمن والاستيلاء على سيارتهم وسلاحهم ... , والرفيق مصلح ورفاقه والرفيق غازي أنطوان كتولا وكل من كان في البيت استقلوا سيارة ومن كركوك الى جبال كردستان هذا العمل البطولي الفريد من نوعه يسجل كمفخرة من مفاخر وتاريخ هذا الأنسان الشيوعي الذي لم ينحني أمام همجية تعذيب الفاشست وغدر الرفاق المنهارين .

المجد والخلود لذكراه الطيبة ولكل الأبطال في الحركة الشيوعية العراقية.